الاعتداء على الطبيعة… جرم تحت طائلة المسؤولية

علاء حنتش

لم يكن يتوقع الشاب مروان من قرية شبتين غرب رام الله أن ينتهي به الأمر في مركز توقيف شرطة رام الله، تمهيدا لمحاكمته بسبب قطع ست شجرات صنوبر في محمية بيتللو غرب رام الله، لاستخدام أخشابها للتدفئة حسب قوله.

بينما كان مروان برفقة شاب آخر يقومان بإعدام أشجار الصنوبر، أوقفهما زياد رضوان الذي يعمل حارسا للمحمية، الى حين وصول المهندس عزمي سلمان من مديرية زراعة رام الله والبيرة، الذي اتصل بالشرطة لاعتقالهما.

يقول رضوان: ‘هذه محمية طبيعية جميلة وقبلة للمتنزهين، ونحن نعتبر أن الوضع مضبوط فيها من ناحية التعديات، من خلال المتابعة والتواجد المتواصل في المحمية’.

بدوره أشار سلمان لوجود بعض التعديات الفردية على الاشجار بشكل عام، لافتا الى ضبط ثلاثة مواطنين قطعوا أشجارا، قبل أشهر، تم حبسهم وتغريمهم والافراج عنهم بكفالة لحين المحاكمة.

وحول واقع التعديات على المحميات الطبيعية، أكد مدير عام المراعي والغابات في وزارة الزراعة باسم حماد أن نسبتها كانت مرتفعة في وقت سابق خاصة بسبب الفلتان الأمني، والوضع الاقتصادي الصعب للمواطنين، وحاجتهم للأخشاب للتدفئة، إضافة الى وجود بعض ضعفاء النفوس في بعض الاحيان اوعز الاحتلال لهم بقطع الأشجار في مناطق ‘ج’ لتحقيق أهداف متعلقة بفتح طرق التفافية وغيرها.

واشار الى أن وزارة الزراعة عملت بكل جهدها للحفاظ على المحميات الطبيعية وفق إمكانياتها، من خلال ‘طوافي الحراج’ حراس المحميات وعددهم 40 في كل المحافظات، ويقومون بمنع اي تعد على المحميات، وضبط المتعدين على المحميات لاتخاذ المقتضى القانوني بحقهم.

وقال حماد: ‘هؤلاء الطوافون لهم صفة مأموري الضبطية العدلية، ويقومون بتحويل القضايا الى جهات الاختصاص، لأن المادة 80 في قانون العقوبات تنص على الحبس لمدة سنة واحدة وغرامة مالية لا تزيد عن ألف دينار أردني او ما يعادلها، او بإحدى هاتين العقوبتين’.

وأضاف: هناك 49 محمية طبيعية، واحدة في غزة، تبلغ مساحاتها مجتمعة نصف مليون دونم، تم تسليم ما يعادل 15% من إجمالي المساحة للسلطة الوطنية.

من جهته، اعتبر الخبير في التنوع الحيوي بنان الشيخ، من المركز الوطني للبحوث الزراعية، أن محمية بيتللو تعتبر من المحميات المهمة في الضفة لإحتوائها على بيئة مائية وغطاء نباتي طبيعي، ونباتات نادرة، اضافة الى كونها موئلا للعديد من الطيور والحيوانات المختلفة والنادرة، موضحا أن المحميات توجد فيها انواع مهمة من النباتات، ومهددة على مستوى العالم مثل انواع من السوسن وبعض النباتات الطبية في بعض المحميات.

ولفت الشيخ إلى أن المحميات الطبيعية، خاصة في المناطق ‘ج’، تتعرض للرعي الجائر وقطع الأشجار، وهذا يتسبب في نقصان عدد الاشجار واختفاء العديد من النباتات الصغيرة المهمة والنادر، وتدمير نباتات جميلة مثل التيوليب الحمراء وهي النوع الثاني النادر من التيوليب في الضفة الغربية، إضافة الى النرجس.

وحذر الشيخ من تبعات الحصاد الجائر للنباتات الطبية والعطرية مثل الميرمية والزعتر الفارسي والندغ، وضرورة اهتمام المواطنين بالحفاظ على الموروث الطبيعي، باعتبارهم شركاء مع وزارة الزراعة في الحفاظ على هذه القيمة الحضارية.

مواضيع ذات صلة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

أهم الأخبار

فتح ميديا أوروبا