بقلم: حافظ البرغوثي
فجأة كف السيد نتنياهو عن اطلاق تصريحة انه على استعداد للإجتماع بالرئيس محمود عباس ، كان نتنياهو يكرر تصريحه هذا اعلاميا وعلى الفيس بوك وتويتر وعلى صحف الحائط وفي مهرجان الخمور على مقبرة مأمن الله الاسلامية في القدس وفي المقابلات مع ضيوفه الاجانب ، لكنه لم يعد يطربنا به منذ زيارة نائب وزير الخارجية الروسي بوغدانوف.
والسبب انه فوجيء بالرئيس يوافق على اللقاء في موسكو وكان قبل ذلك يقول للروس عندما وجهوا له الدعوة انه مستعد للإجتماع وعندما قيل له ان ابو مازن موافق قال لا اظن لأنه مشغول في الانتخابات المحلية وليس مستعدا ، لكن الروس ابلغوه دع الرئيس الفلسطيني يقول ذلك لنا المهم هل تريد انت الاجتماع فيعود ويكرر ابومازن مشغول ولن يستطيع، وفي النهاية جاءه بوغدانوف وواجهه بموافقة فلسطينية فبهت الذي كفر بالسلام وماطل وقال انه مستعد مبدئيا ولكن ليس الآن وسيدرس الدعوة وكأنه طوال الفترة السابقة عندما كان يلعلع باستعداده للاجتماع لم يكن مستعدا ولم يدرس بل كان يلعب الطرنيب ، وهكذا “ظلينا وراء الكذاب حتى الباب”.
نتنياهو يعلم مسبقا انه سيدفع ثمنا في اللقاء بحضور الرئيس بوتين كشاهد ان عقد، ويعرف التفاهمات التي لم يلتزم بها للرئيس ابو مازن وهو كان يعول على الرفض الفلسطيني ليواصل حملته ضدنا .
واغلب الظن انه لم يوافق لا مبدئيا ولا غيره ، فهو مهتم بالاقتراح الاميركي للوزير كيري الذي يريد عقد قمة عربية اسرائيلية لتهميش المبادرة الفرنسية اولا واجهاض مبادرة السلام العربية التي تنص على التطبيع بعد انسحاب اسرائيل من الاراضي العربية المحتلة واقامة الدولة الفلسطينية على حدود الرابع من حزيران 1967.
فقد وجد في اقتراح كيري حركة انقلابية على المبادرة الفرنسية وقلب المبادرة العربية واتخاذ حضورنا لقمة عربية اسرائيلية كجسر للتطبيع دون اية التزامات بما ورد في مبادرة السلام.
هذه هي حقيقة ما حدث وراء الكواليس والروس عندما اعلنوا عن موافقة نتنياهو مبدئيا كانوا دبلوماسيين لأنهم يطمحون الى محاولة اخرى ، لكن الملاحط ان نتنياهو لم يعد يطربنا بتصريحه ذاك وبدأ حملة اعلامية تحريضية ضد الرئيس للإفلات من مأزقه الدولي وكان اقتراح كيري حبل النجاة له لكن الفهم الفلسطيني للمآرب المريبة افشل محاولة تدمير المبادرة العربية وافشل التبجح الاسرائيلي بالاستعداد للقاء الرئيس .
