مقتل عشرات الجنود في غارات للتحالف الدولي طالت موقعا للجيش السوري في دير الزور

اعلن الجيش السوري في بيان نقلته وكالة الانباء السورية الرسمية (سانا)، مساء اليوم السبت، ان التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة قصف موقعا لهذا الجيش في محافظة دير الزور (شرق).

ونقلت الوكالة عن القيادة العامة للجيش السوري ان “طيران التحالف الأميركي قصف أحد المواقع العسكرية للجيش العربي السوري بجبل ثردة بمحيط مطار دير الزور”، مشيرة الى ان “القصف ادى الى وقوع خسائر في صفوف قواتنا”.

وأصدرت قيادة الجيش السوري بيانا اعترفت فيه بسقوط قتلى بين صفوف القوات الحكومية جراء هذا القصف، مشيرة إلى أن “طيران التحالف الأميركي قصف عند الساعة 17:00 مساء اليوم السبت أحد المواقع العسكرية للجيش السوري في جبل ثردة في محيط مطار دير الزور”.

وأضافت أن “القصف أدى إلى وقوع خسائر في الأرواح والعتاد في صفوف قواتنا ومهد بشكل واضح لهجوم إرهابيي (داعش) على الموقع والسيطرة عليه”.

واعتبرت قيادة الجيش السوري أن هذا العمل “اعتداء خطير وسافر ضد الجمهورية العربية السورية وجيشها ودليلا قاطعا على دعم الولايات المتحدة وحلفائها لتنظيم (داعش) وغيره من التنظيمات الإرهابية الأخرى ويفضح زيف ادعاءاتهم في محاربة الإرهاب”.

بدوره، اعلن الجيش الروسي ان اكثر من 60 جنديا سوريا قتلوا واصيب مئة اخرون اليوم السبت في ضربات للتحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة استهدفت موقعا للجيش السوري في شرق البلاد.

وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع الروسية، ايغور كوناشنكوف، في بيان ان “طائرات للتحالف الدولي المناهض للجهاديين شنت اليوم اربع ضربات جوية على القوات السورية التي يحاصرها تنظيم (داعش) قرب مطار دير الزور”.

واضاف “حسب المعلومات الواردة من القيادة السورية في دير الزور، قتل 62 جنديا سوريا واصيب مئة في هذه الضربات”.

واوضح الجيش الروسي ان مقاتلتين من طراز (اف-16) وطائرتي (ايه-10) دخلت المجال الجوي السوري من جهة الحدود بين سوريا والعراق.

وتابع البيان “مباشرة بعد الضربات التي شنتها طائرات التحالف، شن مقاتلو تنظيم (داعش) هجوما”، مشيرا الى وقوع “معارك ضارية مع الارهابيين” في المنطقة المجاورة للمطار.

واورد الجيش الروسي “اذا كانت هذه الضربات تعزى الى احداثيات خاطئة للاهداف، فإنها نتيجة مباشرة لرفض الجانب الاميركي التنسيق مع روسيا في عملياتها ضد الجماعات الارهابية في سوريا”.

من جانبه، اكد المرصد السوري لحقوق الانسان نقلا عن مصدر في مطار دير الزور إن 80 جنديا سوريا على الأقل قتلوا في غارة جوية للتحالف الذي تقوده الولايات المتحدة على موقع للجيش قرب المطار اليوم السبت.

وأضاف المرصد أن مقاتلات روسية كانت تقصف أيضا في نفس المنطقة في ذات الوقت. ونقل المرصد عن المصدر الموجود في المطار قوله إن الغارة الجوية مهدت الطريق لمقاتلي تنظيم(داعش) لاجتياح الموقع العسكري في جبل ثردة.

وكان المرصد أعلن في وقت سابق عن مقتل 30 جنديا فقط نقلا عن نفس المصدر.

وكان اتفاق الهدنة الذي توصلت اليه موسكو وواشنطن تضمن قيام تنسيق عسكري بين الطرفين لضرب التنظيمات الجهادية في سوريا بعد مرور اسبوع على ثبات هذه الهدنة.

كما اعلن الجيش السوري في بيان نقلته وكالة الانباء السورية الرسمية (سانا) “ان طيران التحالف الأميركي قصف أحد المواقع العسكرية للجيش العربي السوري بجبل ثردة بمحيط مطار دير الزور”، لافتا الى ان “القصف ادى الى وقوع خسائر في صفوف قواتنا” لم يحددها.

من جانبه، نقل المرصد السوري لحقوق الانسان عن “مصادر عسكرية تابعة للنظام السوري” ان ثمانين جنديا على الاقل قتلوا في هذه الضربات التي شنتها “طائرات تابعة للتحالف الدولي”.

لكن مدير المرصد رامي عبد الرحمن اكد انه لا يستطيع تحديد هوية المقاتلات التي نفذت الضربات.

وكان المرصد اشار في حصيلة سابقة الى مقتل ثلاثين جنديا.

واوردت وكالة (اعماق) المرتبطة بتنظيم (داعش) اليوم السبت ان “قوات الدولة الاسلامية تسيطر على كامل جبل ثردة الذي يشرف على مطار دير الزور”.

وكان الجيش الروسي حذر اليوم السبت من ان الوضع في سوريا “يسوء”، مؤكدا ان الفصائل المقاتلة نفذت اكثر من 50 هجوما على القوات الحكومية السورية وعلى المدنيين في 24 ساعة، وحمل الولايات المتحدة مسؤولية اي انهيار للهدنة.

وقال الجنرال فلاديمير سافتشنكو، مدير مركز التنسيق الروسي في سوريا في اتصال مع قيادة الاركان الروسية عبر دائرة فيديو مغلقة “الامر واضح خصوصا في محافظتي حلب وحماة، حيث تستفيد فصائل المعارضة من الهدنة لتجميع قواتها وتخزين الذخائر والسلاح، وهي تستعد لشن هجوم للسيطرة على اراض جديدة”، مضيفا “من المحتمل ان تشهد مناطق حساسة مثل حلب ودمشق وطرطوس واللاذقية اعمالا ارهابية”.

واضاف “خلال الساعات الـ 24 الماضية ارتفع عدد الهجمات بشكل كبير” مع تنفيذ 55 هجوما على مواقع حكومية ومدنيين.

واشار الى “ان 12 مدنيا قتلوا في الهجمات بينهم طفلان واصيب 40 اخرون بجروح”، مضيفا ان متطوعة في الهلال الاحمر السوري قتلت في “قصف بالهاون” مصدره مناطق المعارضة المسلحة.

بدوره، اكد الجنرال فيكتور بوزنيخير من قيادة الاركان الروسية ان روسيا “تبذل كل جهد ممكن لتمنع القوات الحكومية من الرد على النار (..) واذا لم يتخذ الجانب الاميركي الاجراءات اللازمة لتنفيذ التزاماته في اطار الاتفاق الموقع في التاسع من ايلول (سبتمبر) الجاري فان الولايات المتحدة ستتحمل مسؤولية انهيار وقف اطلاق النار”.

الا ان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين كان اعرب قبل ساعات عن تفاؤله بشأن الهدنة في سوريا، مؤكدا التزام بلاده ودمشق بها في ظل توتر دبلوماسي مع الولايات المتحدة على خلفية الكشف عن تفاصيل الاتفاق وتنفيذه.

ودخلت الهدنة حيز التنفيذ في سوريا مساء الاثنين بموجب اتفاق روسي اميركي. وجرى تمديدها 48 ساعة اضافية حتى مساء الجمعة، واعربت موسكو عن استعدادها لتمديد العمل بها 72 ساعة.

وفي تصريحات نقلتها وكالات انباء روسية، قال بوتين “شعورنا ايجابي اكثر منه سلبيا” بشأن وقف اطلاق النار.

واضاف الرئيس الروسي “نشهد محاولات بين الارهابيين لاعادة تجميع صفوفهم”، موضحا “اما بالنسبة لروسيا فهي تفي بكل التزاماتها”. وقال “أبرمنا اتفاقات مع الرئيس (السوري) ومع الحكومة السورية. وكما نرى فان القوات السورية ملتزمة تماما بهذه الاتفاقات”.

واعتبر بوتين ان واشنطن تواجه “مشكلة صعبة في التمييز بين المعارضين والارهابيين”.

وترى روسيا ان الولايات المتحدة لم تف بالتزاماتها، خصوصا في ما يتعلق بفصل الفصائل المعارضة عن جبهة فتح الشام، في حين هددت واشنطن بعدم التنسيق عسكريا مع روسيا في حال عدم ادخال المساعدات الى المناطق المحاصرة كما ينص الاتفاق.

وكان يفترض ان يناقش سفراء الدول الاعضاء في مجلس الامن الجمعة في جلسة مغلقة إمكان دعم الاتفاق الروسي الاميركي، الا ان الاجتماع الغي بطلب من روسيا والولايات المتحدة.

وتتحفظ الولايات المتحدة عن اطلاع الامم المتحدة على تفاصيل الاتفاق، مؤكدة حرصها على سلامة بعض الفصائل المقاتلة التي يدعمها الاميركيون في سوريا.

وفي هذا الشأن، قال بوتين “لا أفهم صراحة لماذا علينا ان نخفي اي اتفاقات؟، ولكننا سنحجم بالطبع عن كشف اي تفاصيل الى ان يوافق شركاؤنا الاميركيون على ذلك”.

ومن المقرر ان يشارك وزير الخارجية الاميركي جون كيري ونظيره الروسي سيرغي لافروف في مناقشات مجلس الامن الاربعاء على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة.

وكان كيري اكد للافروف ان واشنطن “لن تقيم مركز التنسيق العسكري المشترك مع روسيا في حال لم يتم التقيد ببنود الاتفاق الخاصة بالمساعدات الانسانية”.

مواضيع ذات صلة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

أهم الأخبار

فتح ميديا أوروبا