أضواء على الصحافة الإسرائيلية 8 آذار 2015

على ذمة “يسرائيل هيوم”: ابو مازن لن يعلق التنسيق الامني مع اسرائيل

قال مصدر رفيع في ديوان ابو مازن، لصحيفة “يسرائيل هيوم” ان رئيس السلطة الفلسطينية لن يوافق على توصية المجلس المركزي للمنظمة بوقف التنسيق الامني مع اسرائيل، ولن يصدر امرا رئاسيا بهذا الشأن.

كما اقتبست صحيفة “الحياة” اللندنية في نهاية الاسبوع، عن مصادر في رام الله قولها ان ابو مازن لن يوقع امرا رئاسيا يوافق على وقف التنسيق الامني مع إسرائيل.

وتدعي “يسرائيل هيوم” ان مصادر رفيعة في رام الله قالت لها ان التنسيق الامين يعتبر مصلحة قومية استراتيجية هامة للفلسطينيين بشكل لا يقل عن اسرائيل، ووقف التنسيق سيمس اولا بالفلسطينيين وليس بإسرائيل التي ستستفيد من خطوة كهذه.

ليبرمان وبينت يؤكدان “تنازلات” نتنياهو

أثارت الوثيقة التي كشفها ناحوم برنياع، في صحيفة “يديعوت احرونوت”، في نهاية الأسبوع، حول ما كان رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو على استعداد لتقديمه للفلسطينيين، اثارت عاصفة كبيرة في الجهاز السياسي. وتعرض نتنياهو الى هجوم من قبل اليمين واليسار، على التنازلات المفاجئة التي تم تفصيلها في الوثيقة، والفارق بين تصريحاته العلنية وما حدث من وراء الكواليس.

وتلخص تلك الوثيقة التي كتبت عام 2013 سنوات طويلة من المفاوضات التي جرت بين المحامي يتسحاق مولخو، كاتم اسرار نتنياهو، وحسين آغا، الذي اعتبر ممثلا لعباس. وكان يفترض بتلك الوثيقة ان تشكل قاعدة للمحادثات الرسمية التي بدأت في تلك الفترة بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية بمبادرة وزير الخارجية الامريكي جون كيري. وفتح نتنياهو في تلك الوثيقة الباب امام العودة الى حدود 67 مع تبادل للأراضي، واعترف بشرعية طموحات الفلسطينيين في القدس الشرقية ومنحهم السيطرة على غور الاردن، بل فتح الباب امام امكانية عودة اللاجئين الى اسرائيل على أساس فردي، واخلاء المستوطنين من الضفة والابقاء على من يرغب تحت السيادة الفلسطينية.

وهاجم رئيس البيت اليهودي وعضو المجلس الوزاري المصغر، نفتالي بينت، رئيس الحكومة في اعقاب كشف الوثيقة، واكد ان نتنياهو اقترح على الفلسطينيين تنازلات كبيرة. وقال ان الوثيقة المنشورة حقيقية والوقائع صحيحة. انا اعرفها عبر قنوات دبلوماسية. واضاف: “لقد انتهى حفل الاقنعة، الانفصال القادم اصبح هنا، ومرة اخرى يقوده الليكود وتسيبي لفيني. لقد تحولت انتخابات 2015 الى استفتاء عام حول اقامة فلسطين على حدود 67. ويتضح ان الاماكن التي القيت فيها خطابات مؤثرة في الآونة الأخيرة معدة للهدم والباصات باتت جاهزة لطرد اليهود من بيوتهم”.

وقال رئيس حزب “اسرائيل بيتنا”، وزير الخارجية افيغدور ليبرمان انه لو تم طرح الوثيقة للمصادقة عليها في الحكومة لكان سيعارضها بشكل مطلق. واعتبر “انها تكرار لأخطاء الحكومة البالغة التي تم ارتكابها خلال الانفصال، دون استخلاص للعبر”.

واضاف: “هذه الوثيقة لاتحل المشاكل الصعبة التي تواجهها اسرائيل: الحاجة الى انهاء سلطة الارهاب في غزة ومسألة عرب اسرائيل. مثل هذا الاتفاق الذي سيوقع مع الفلسطينيين فقط يعتمد على فوهة ابو مازن المسحوقة الذي ثبت انه ليس محاورا جديا”.

وانتقدت تسيبي ليفني نتنياهو، ايضا، وقالت انه يتهم اليسار بتقديم تنازلات، لكنه كان مستعدا للتنازل اكثر من الجميع. لقد حصلنا نحن على رسالة بوش، وحافظنا على مصالح إسرائيل، وتوصلنا الى اتفاق ينص على ان مشكلة اللاجئين ستلقى حلها في الدولة الفلسطينية وليس في إسرائيل، والان تكشف يديعوت احرونوت ان بيبي يتجاوز مصالح إسرائيل، ومنها مبدأ عدم تحقيق العودة. من ناحية يتنازل في قضايا اشكالية، لا حاجة لتقديم تنازلات فيها، ومن ناحية لا يحظى بدعم العالم والفلسطينيين لأنه لا احد يصدقه”.

وكان نتنياهو قد ادعى في نهاية الأسبوع انه لم يقدم أي تنازل في القضايا التي كشفتها الوثيقة. وخرج للدفاع عنه وزير امنه موشيه يعلون ووزير الشؤون الاستراتيجية يوفال شطاينتس. وقال يعلون ان “هذه المسودة لم يصادق عليها من قبل الاطراف، وهي ليست ذات صلة. هذا النشر يتلاعب بمسودة واحدة من بين وثائق كثيرة طرحتها الولايات المتحدة على الطاولة بهدف التوسط بين الطرفين وعرض تفاهمات كمقدمة للمفاوضات”.

وادعى شطاينتس ان توقيت النشر ينبع عن دوافع سياسية. والهدف هو ليس كشف شيء امام الجمهور وانما نقل اصوات من الليكود الى احزاب اخرى وشق طريق هرتسوغ وليفني نحو ديوان رئيس الحكومة”.

وتجند صحيفة “يسرائيل هيوم” الوسيط الامريكي دينس روس للدفاع عن نتنياهو، وتنشر على لسانه “ان نتنياهو لم يوافق على خطوط 67 وتقسيم القدس وحق العودة”. وفي تصريح ادلى به للصحيفة قال روس، الدبلوماسي الذي ادار الاتصالات مع المحامي مولخو والممثل الفلسطيني، ان “المقصود كان اجراء عصف ذهني هدفه التوصل الى وثيقة امريكية كان يمكن للأطراف الاعتراض عليها. وخلال سنوات من النقاش اقترحنا عدة مسودات قبل وبعد آب 2013، ولكنه لم تكن هناك وثيقة في آب 2013. وعلى كل حال فان الاتصالات لم تنجح للأسف”.

وكان الليكود قد ادعى في نهاية الاسبوع ان الوثيقة تضمنت القضايا التي لم يكن نتنياهو مستعدا للتسوية عليها، لكن “يديعوت احرونوت” عرضتها كوثيقة تنازلات من جانب نتنياهو. وقال مكتب نتنياهو ان “محادثات المحامي مولخو جرت بوساطة امريكية ولم تسفر عن أي اتفاق، وقد عالجت محاولة خلق اقتراح امريكي يهدف الى تحريك المفاوضات، في حين كان يمكن لكل طرف التحفظ من البنود التي لا يوافق عليها. وقد طرحت طوال سنوات وثائق لم يتم الاتفاق على أي منها، وحتى لو طرحت وثيقة امريكية ما فان رئيس الحكومة اعلن مسبقا انه سيعارض البنود التي تتعارض مع مواقفه”.

وشن الليكود، باسم نتنياهو، هجوما على صحيفة يديعوت احرونوت” وصاحبها نوني موزيس، وكتب في بيانه ان “هذا هو مجرد هراء سياسي آخر من قبل موزس، هدفه واضح: نشر ادعاءات كاذبة ضد رئيس الحكومة نتنياهو قبل عدة أيام من الانتخابات في سبيل تقليص عدد نواب الليكود، وتتويج اليسار، برئاسة بوغي وتسيبي وبدعم من القائمة العربية المتضخمة. وادعت اوساط في الليكود ان نشر الوثيقة هو كما يبدو “انتقاما” امريكيا في اعقاب خطاب نتنياهو في الكونغرس. ولم تستبعد المصادر ان تكون ليفني هي المصدر لأنها تملك مصلحة في كشف التفاصيل.

مجلس السلام والامن يطلق حملة لاعادة الموضوع الفلسطيني الى جدول الاعمال

كتبت “يديعوت احرونوت” ان مجلس السلام والأمن أطلق حملة جديدة هدفها اعادة الموضوع الفلسطيني الى جدول الاعمال. وقال رئيس المجلس الجنرال (احتياط) غادي زوهر: “نحن نطلق حملة تهدف الى اثارة نقاش عام حول حل المسألة المركزية في تاريخ الدولة. هذه الحملة تدعو الى الحسم بين حل يضع حدا للصراع وبين استمرار الصراع مع الشعب الفلسطيني والذي سيقود الى دولة ثنائية القومية يهودية – عربية. ونشر المجلس لافتة تدعي ان استمرار سلطة بيبي – بينت سيطيل الجمود السياسي. يشار الى ان المجلس يضم حوالي الف خبير في مجالات الأمن.

عشرات الالاف يتظاهرون في تل ابيب ضد استمرار سلطة نتنياهو

كتبت صحيفة “هآرتس” انه قبل عشرة أيام من الانتخابات، شارك عشرات الآلاف، مساء امس، في المظاهرة الكبيرة التي جرت في ساحة رابين في تل ابيب، ضد استمرار سلطة اليمين برئاسة بنيامين نتنياهو. وحسب جهات رسمية فقد شارك في المظاهرة التي جاءت تحت عنوان “اسرائيل تريد التغيير” ما بين 25 و30 الف متظاهر، فيما قدر المنظمون عدد المشاركين بنحو 50 آلف. والقى العديد من الشخصيات كلمات في المظاهرة، بينهم رئيس الموساد السابق مئير دغان، الجنرال (احتياط) عميرام ليفين، وميخال كيدار، أرملة الضابط دوليف كيدار الذي قتل في حرب غزة الاخيرة “الجرف الصامد”.

ورغم ان المظاهرة دعت الى انقلاب سياسي، الا ان الخطباء لم يذكروا زعيم المعسكر الصهيوني، يتسحاق هرتسوغ، لأسباب منها عدم اختراق قانون الدعاية الانتخابية. مع ذلك اوضح المنظمون انهم لم يمنعوا أحدا من ذكر اسم هرتسوغ، او اجراء رقابة على الخطابات التي تناولت في كثير منها الاوضاع الأمنية، في محاولة واضحة لتقويض حملة نتنياهو الذي يركز على حملته ضد المشروع النووي الايراني وحماس. وقال دغان في كلمته “اننا نستحق قيادة لا تمتهن التخويف”، مضيفا: “إسرائيل هي دولة محاطة بالأعداء، ولكن الأعداء لا يخيفوننا. انا اتخوف من قيادتنا. اتخوف من فقدان الاصرار، وفقدان المثال الشخصي، ومن التردد والجمود. وانا أخاف اكثر من ازمة القيادة، التي كانت أشد الأزمات التي شهدتها البلاد حتى اليوم”.

وحسب أقواله: “نتنياهو يقود السلطة منذ ست سنوات، لكنه لم يقد خلالها ولو خطوة حقيقية واحدة لتغيير وجه المنطقة او لخلق مستقبل افضل”. واضاف دغان موجها حديثه الى نتنياهو: “في فترتنا أدارت اسرائيل اطول حرب منذ حرب التحرير. فكيف تكون مسؤولا عن مصيرنا اذا كنت تتخوف من تحمل المسؤولية؟” واوضح دغان: “لست سياسيا، ولا شخصية رسمية، والى هنا وصلت بدون طموح شخصي، ومن دون ان ابحث عن وظيفة وبدون حقد او مرارة”.

وتطرق الى الخطة النووية الايرانية، وقال: “فعلا انها تشكل خطرا حقيقيا، لا احد في إسرائيل وفي الولايات المتحدة يختلف على ذلك. يجب معالجة هذه المشكلة بحكمة، وتجنيد الولايات المتحدة الى هذه المهمة وليس محاربتها. نحن نستحق قيادة تحدد جدول اوليات جديد، والمسألة لم تعد منذ زمن مسألة يسار او يمين، وانما مسألة طريق ورؤيا وافق آخر”.

وقال الجنرال (احتياط) عميرام ليفين في كلمته: “قبل 41 سنة أزيل عمليا التهديد الوجودي لإسرائيل. فليكفوا عن رواية الحكايات. ورغم ذلك تحكي لنا القيادة ان هناك من يريد ابادتنا. هذا كذب. اذا واصلنا التمسك بحلم ارض اسرائيل الكبرى، سنفقدها كلها”.

وحسب أقواله، فان “القيادة الحالية برئاسة نتنياهو تقود نحو نهاية الصهيونية التي تسيطر فيها أقلية يهودية على غالبية عربية. المبادرة السياسية والمفاوضات لا تشكل خطرا علينا بل تقوينا في الداخل والخارج”. وقالوا في التنظيمات اليسارية، امس، بأن عدد المشاركين كان اكثر من المتوقع، رغم ان قائمة المتحدثين لم تشمل اعضاء كنيست او شخصيات جذابة للجمهور، ورفض عدد من الفنانين الرئيسيين المشاركة. واعتبر الليكود في تعقيبه ان “المظاهرة في تل ابيب كانت جزء من حملة اليسار الممولة بملايين الدولارات من الخارج بهدف استبدال سلطة الليكود القومية برئاسة نتنياهو، بحكومة يسارية برئاسة تسيبي وبوغي، والتي ستحظى بدعم من الحزب العربي. ملايين الدولارات تجري في هذه الايام من الخارج لرفع نسبة الحسم في الوسط العربي”.

وهاجم الليكود مئير دغان، وقال: “الخطيب المركزي مئير ردغان هو شخص يساري في افكاره، من الغريب انه يدعي اليوم بأنه لا يؤمن بالقيادة الحالية، بينما طلب بنفسه تمديد فترته كرئيس للموساد تحت قيادة رئيس الحكومة”.

كما هاجم رئيس لجنة الخارجية والأمن، ياريف ليفين، تصريحات مئير دغان، واعتبرها ثرثرة غير مسؤولة تسبب ضررا كبيرا لامن اسرائيل. ونقل موقع القناة السابعة، عن ليفين قوله ان “دغان يعمل بدوافع سياسية واضحة، وكراهيته لرئيس الحكومة أعمت منذ زمن قدرته على رؤية الواقع. ويصبح الضرر اشد خطورة عندما يتم استغلال تصريحات دغان حتى النهاية من قبل آلية الدعاية الايرانية ضد اسرائيل”.

واضاف ليفين: “في الوقت الذي يدير فيه رئيس الحكومة معركة ذات اهمية تاريخية عالية ضد تسلح ايران بقنبلة نووية، يتجرأ دغان على المس، بشكل ممنهج بالجهود الاسرائيلية وبأمننا جميعا. كنا نتوقع من مسؤول رفيع سابقا في منصب بالغ الحساسية في الجهاز الامني، اظهار طول نفس، وعدم استغلال ماضيه بشكل فظ من اجل محاولة التأثير بشكل سيء على مستقبل مواطني اسرائيل”.

جنرالات الامن يتبادلون الاتهامات حول الجرف الصامد

كتب موقع “واللا”، ان المتنافسين على منصب وزير الامن، الجنرالات موشيه يعلون (الليكود) ويوآب غلانط (كلنا) وعاموس يادلين (المعسكر الصهيوني)، شاركوا امس في برنامج “سبت الثقافة” في بئر السبع وتطرقا الى حرب الجرف الصامد. وهاجم غلانط وزير الامن موشيه يعلون، وقال ان 30 نفقا من غزة قادت الى رياض اطفال في إسرائيل، وتم تصوير وزير الامن داخلها لكنه لم يفعل شيئا. واضاف: “نحن نتحدث عن 50 يوما سقطت خلالها الصواريخ على تل ابيب والجنوب كله. لدي كقائد للمنطقة الجنوبية استغرق الامر نصف هذا الوقت وبدون القبة الحديدية. واليوم كان الامر سيستغرق لدي اقل من ذلك بكثير”.

وتطرق غلانط الى نية ليبرمان المطالبة بحقيبة الامن وقال مستغربا: “ليبرمان؟ انا لا اتذكره مشاركا في مئات العمليات التي نفذتها”. وحسب غلانط فان “يعلون على استعداد للتعايش مع التعادل، اما انا فلا. هذه مشكلة ابداع، اصرار وقيادة”.

ورد يعلون على غلانط قائلا: “الامن ليس مسالة شعارات. وزير الأمن لا ينظر فقط عبر منظار البندقية، وانما الى الابعاد الكثيرة. من ينظر فقط عبر منظار لا يفهم كما يبدو الحياة او التأثير على البيئة المحيطة”. وقال ان “المجلس الوزاري المصغر قام بتحليل سيناريوهات وتوصل الى استنتاجات مركبة. لو قمنا باحتلال غزة، فهذا سيعني انفاق عشرة مليارات شيكل سنويا على الادارة المدنية، وكانت الصواريخ ستتواصل وسيسقط المزيد من القتلى”. ورفض يعلون مقولة التعادل، وقال: “اذا كنت تنجح باعتراض 4500 صاروخ بواسطة القبة الحديدية، وتهاجم في المقابل بشكل دقيق 7000 هدف، وتنفذ 40 عملية احباط مركز، فتعال لا نتحدث عن شعارات كما لو اننا وصلنا الى التعادل كما يقول غلانط”.

وقال عاموس يدلين ان التوجهات في الجرف الصامد لم تكن صحيحة. فقد كان بامكان الجيش توجيه ضربة اقوى الى حماس ومفاجأتها، كما لم يحدث، وعدم البقاء حيث لا تريد. وحسب ادعائه فقد “تلقى الجيش اوامر اشكالية من القيادة السياسية التي كانت مشلولة ولم تعرف كيف تفكر كما يجب. ليس مقبولا على الوعي عدم ضرب قيادة حماس. وكان يمكن العمل بشكل اسرع”.

ميرتس تهاجم المشتركة لرفضها توقيع اتفاق فائض اصوات معها

ذكرت “هآرتس” ان الاتصالات التي جرت في نهاية الأسبوع لتوقيع اتفاقيات فائض للأصوات بين معسكرات المركز – اليسار، منيت بالفشل بعد رفض القائمة المشتركة توقيع فائض للأصوات مع ميرتس، بسبب كونها حزبا صهيونيا. وادى هذا الرفض الى توقيع اتفاق بين ميرتس والمعسكر الصهيوني، بينما بقيت المشتركة ويوجد مستقبل بدون اتفاقيات كهذه. وحسب التقديرات فان فشل الاتصالات من شأنه أن يكلف هذا المعسكر خسارة مقعد واحد او مقعدين. وقالت رئيسة ميرتس، زهافا غلؤون، امس، ان رفض المشتركة توقيع اتفاق فائض للأصوات يثبت انها فشلت في امتحان الشراكة البديل. وحسب ادعائها خلال جولة في وادي عارة، فانه “على الرغم من الأصوات التي نسمعها مؤخرا فان القائمة جعلت المتعصبين يملون طريقها في لحظة الحقيقة “. ورفضت القائمة المشتركة التعقيب على تصريح غلؤون، لكن رئيسها ايمن عودة كتب على صفحته في الفيسبوك انه يوافق على توقيع اتفاق مع ميرتس، لكن الوقت القصير لم يساعده على التوصل الى قرار مع شركائه لتوقيع اتفاق فائض اصوات يصد اليمين. وقال النائب باسل غطاس ان توقيع اتفاق مع ميرتس لم يطرح بشكل جدي وفي الوقت المناسب، وانما جرى حتى الدقيقة الاخيرة جس النبض فقط. من يريد توقيع اتفاق فائض اصوات مع المشتركة عليه ان يتوجه اليها بشكل رسمي وليس من خلال دق اسافين اعلامية.

الجيش يقتطع مساحات من مناطق التدريب العسكري في الضفة لتوسيع مستوطنة

كتبت صحيفة “هآرتس” ان قائد المنطقة الوسطى الجنرال نيتسان ألون، وقع قبل شهر ونصف، على امر يلغي منطقة اطلاق النيران في غور الأردن في سبيل توسيع مستوطنة معاليه أدوميم. وفي الوقت ذاته يواصل الجيش هدم بيوت الفلسطينيين في المنطقة بادعاء انها تقوم داخل منطقة لاطلاق النيران. يشار الى ان منطقة اطلاق النيران 912، التي تم اعلانها في عام 1972 هي منطقة مترامية الطراف، تمتد من مدينة معاليه ادوميم، وحتى البحر الميت في الشرق وام الدرج في الجنوب. وتستخدم هذه المنطقة لتدريب الجيش حتى اليوم، خاصة المدرعات. وتقوم داخل هذه المنطقة عدة معسكرات للجيش، من بينها معسكر “النبي موسى”.

وفي 18 كانون الثاني وقع الون على تقليص المنطقة، لكنه لم يتضح رسميا حتى الآن حجم الأراضي التي تم اقتطاعها منها، لكن التقديرات تشير الى حوالي 150 دونما. وقد اعدت خطة للبناء في المنطقة تضم عشرات الوحدات السكنية التي ستضم الى معاليه ادوميم. وصودق على البناء في ايار 2013. وبدأ العمل في المكان وتم نصب لافتة تشير الى ان اسم الحي الجديد سيكون “نوفي ادوميم” وسيشمل بناء 88 وحدة اسكان.

قاض عسكري: حل مشكلة العمال غير القانونيين ليست في المحكمة بل بزيادة تصاريح العمل

قالت “هآرتس” ان قاضي المحكمة العسكري اقترح زيادة عدد تصاريح العمل للفلسطينيين داخل إسرائيل، في سبيل تقليص ظاهرة المتواجدين غير القانونيين. فقد رفض الميجر شموئيل كيدار من المحكمة العسكرية في عوفر، الأسبوع الماضي، طلب النيابة العسكرية اعتقال عامل حتى انتهاء الاجراءات القانونية ضده، بعد دخوله الى اسرائيل بدون تصريح عمل. واضاف الى قرار اطلاق سراح العامل، الملاحظة التالية: “لا يبدو لي ان المتهم يشكل خطرا بشكل عام طالما لم تتوصل اسرائيل الى اتفاق سياسي فان مشكلة المتواجدين غير القانونيين لن تجد لها حلا بواسطة خطوات عقابية تفرضها المحكمة، وانما من خلال منح تصاريح عمل لعدد اكبر من الناس. فهذه الخطوة وتوفير لقمة العيش للجمهور الفلسطيني يمكنها ان تحفز على الحياة بسلام دون حاجة الى مخالفة القانون”. وكان القاضي كيدار قد نظر يوم الاحد في سلسلة من ملفات العمال الذين اعتقلوا في اسرائيل بدون تصاريح عمل. وكان من بينهم العامل لؤي طراوة الذي اعترف بأن هذه ليست المرة الاولى التي يدخل فيها للعمل، وانه يعمل في البناء في منطقة كفار سابا منذ منتصف 2014 ويربح 200 شيكل يوميا. وطلبت النيابة العسكرية تمديد اعتقاله حتى انتهاء الاجراءات ضده، بادعاء انه يسود الخطر بأن العامل سيكرر ارتكاب هذه المخالفة مرة أخرى. وقالت محامية العامل ان موكلها لا يشكل أي خطر وانه دخل الى إسرائيل بسبب الوضع الاقتصادي الصعب في الضفة. ورغم قرار القاضي رفض طلب تمديد اعتقال العامل، الا انه بقي في السجن بسبب قرار النيابة العسكرية الاستئناف على قرار المحكمة.

اصابة 16 فلسينية في اعتداء جنود الاحتلال على مظاهرة الثامن من آذار

كتبت صحيفة “هآرتس” ان 18 امرأة فلسطينية، اصبن امس، جراء قيام الجيش الاسرائيلي بتفريق تظاهرة نسائية قرب حاجز قلنديا بمناسبة الثامن من آذار يوم المرأة العالمي. وشاركت في التظاهرة قرابة الفي امرأة وعشرات الرجال، على جانبي الحاجز، فالفلسطينيات القادمات من إسرائيل تظاهرن في الجانب الجنوبي للحاجز، فيما تظاهرت المواطنات في الضفة في الجانب الشمالي من الحاجز. وقالت امل خريشة، الناشطة النسوية ورئيسة جمعية تطوير المرأة الفلسطينية العاملة، انه تم اختيار حاجز قلنديا بسبب رمزيته: موقعه في مخيم اللاجئين، والجدار الفاصل الذي يعزل القدس الشرقية. وحسب تقديرها فان “الجنود فوجئوا بالعدد الكبير من النساء المشاركات، ولذلك قاموا برشقنا بقنابل الغاز المسيل للدموع، من مسافة قصيرة”.

وصرخ احد الجنود بالعربية في وجه خريشة بأن تغادر النساء المكان، فقالت له ان هذه المظاهرة ليست عنيفة. وبعد قيام الجنود برشق القنابل، قامت شابة ملثمة، هويتها غير معروفة، برشق حجارة على الجنود دون ان تصيبهم، فوجد الجنود في ذلك ذريعة لاطلاق الرصاص المطاط على المتظاهرات. وقد اصيبت خريشة بخمس رصاصات كهذه. وقالت انه تم نقل 17 امرأة اخرى لتلقي العلاج بعد اصابتهن، البعض بالرصاص المطاط، والبعض جراء استنشاق الغاز.

وقال النائب دوف حنين الذي شارك في التظاهرة من الجانب الجنوبي للحاجز، ان الجيش قام بتفجير المظاهرة بالقوة لأنه يخاف تماما من حقيقة تظاهر يهوديات وعربيات يحملن رسالة سلام وامل.

وقالت مرشحة القائمة المشتركة عايدة توما سليمان، التي شاركت في التظاهرة، ايضا، “جئنا لنقول انه بدل صرف الميزانيات على المستوطنات والاحتلال يحق لنا المواطنات في الدولة الاستمتاع بهذه الميزانيات لتحسين حياتنا ويحق للنساء في الجانب الثاني العيش متحررات من الاحتلال والحواجز”.

الاحتلال يقتل صيادا قبالة غزة ويعتقل آخرين

قتل صياد فلسطيني من غزة، امس، بنيران سلاح البحرية الإسرائيلية. وقالت هآرتس ان القوة البحرية فتحت النيران ليلة الجمعة – السبت، على اربعة قوارب للصيد اجتازت الخط البحري الذي يحدده الحصار الاسرائيلي. واصيب الصياد توفيق سعيد ابو ريالة بجراح بالغة توفي متأثرا بها. وحسب مصادر في غزة فقد اعتقل الجيش صيادين آخرين كانا على متن قارب ابو ريالة، ومن ثم تم جر القارب الى ميناء اسرائيلي.

وقال الناطق العسكري ان “السفن البحرية شاهدت قوارب محركة مشبوهة بعمل تخريبي، فقام الجنود بوقفها حسب اوامر اطلاق النيران. وقالت مصادر في غزة، امس، ان الجيش الاسرائيلي قام بعد الحادث بمعاقبة الصيادين وتضييق المسافة التي يسمح لهم بالصيد فيها. لكن الجيش الاسرائيلي نفى ذلك.

مقالات

تعذيب غير قانوني.

تحت هذا العنوان تكتب “هآرتس” في افتتاحيتها الرئيسية حول ما كشفته في نهاية الأسبوع المنصرم بشأن ارتفاع نسبة التعذيب في اروقة جهاز الشاباك الاسرائيلي. وتذكر بأنه المحكمة العليا حددت في قرار تاريخي اتخذته في 1999 بأن الشاباك لا يملك صلاحية استخدام وسائل التعذيب الجسدي ضد الشخص خلال التحقيق معه، رافضة بذلك توصيات لجنة لاندوي التي تعود الى عام 1987، والتي سمحت للشاباك بممارسة الضغط الجسدي المعتدل كوسيلة للتحقيق.

وتقول “هآرتس” انه بعد 16 سنة من قرار العليا يبين التحقيق الذي اجرته الصحيفة ان الشاباك لا يزال يمارس التعذيب. وتضيف الصحيفة ان المحكمة العليا رفضت في حينه الادعاء بأن “التحقيق الضروري” يسمح باستخدام الضغط الجسدي ضد المعتقلين، ويسمح للمحقق باستخدامه فقط في حال شكل المعتقل “قنبلة موقوتة”. لكنه تم عمليا توسيع تفسير “التحقيق الضروري” وبالتالي تم توسيع عمليات التعذيب. وفي 2009 رفضت المحكمة العليا دعوى تدعي اهانة قرار المحكمة بسبب ازدياد عمليات التعذيب وقالت المحكمة في قرارها ان الدولة ادعت امامها بأن الحالات التي يتم فيها تفعيل وسائل التحقيق الخاصة هي حالات نادرة وقليلة، وليس هناك نظاما يحدد وسائل استثنائية لساعة الحاجة، بشكل بيروقراطي، كما ادعى الملتمسون.

لكن هذا الجواب لا ينطوي على عزاء، لأن تحقيق “هآرتس” يبين ان الحالات التي استخدم خلالها التعذيب ليست نادرة او قليلة، بل يتم استخدام التعذيب في حالات ليست ضرورية. وتشير الصحيفة الى ان القانون الدولي يمنع التعذيب بشكل مطلق، والسبب هو المس بكرامة الانسان وبجسده، ولكن ايضا ازدياد الحالات التي اعترف فيها الناس بارتكاب مخالفات لم يرتكبوها عمليا.

وتعطي امثلة على ذلك الاعترافات التي انتزعت تحت طائلة التعذيب من الضابط الشركسي عزات نابسو، وكذلك محمد الخطيب الذي اعترف بأنه كان شريكا في خلية اختطاف الفتية الثلاثة، رغم ان لائحة الاتهام تبين ان الشاباك والنيابة العسكرية لم يتقبلا افادته ويسود الاعتقاد بأنها انتزعت منه بسبب التعذيب.

على المستشار القضائي للحكومة أمر الشاباك بالتوقف عن تعذيب المعتقلين وتنفيذ قرار المحكمة من عام 99 بكامله. فالدولة الديموقراطية لا تستطيع السماح بالتعذيب كطريقة تحقيق مشروعة.

القائمة المشتركة ستنقذ اسرائيل

هذا ما يراه غدعون ليفي في مقالته المنشورة في “هآرتس” والتي يعتبر فيها القائمة المشتركة بمثابة بصيص النور في المعركة الانتخابية. ويقول انه من المهم ان يصوت لها الكثير من العرب، ومن المهم بشكل لا يقل عن ذلك ان يصوت لها الكثير من اليهود. اذ لا توجد طريقة امثل من هذه للتضامن، ولا توجد طريقة افضل للاحتجاج، لأولئك الذين يتم توجيههم حسب المعايير الاخلاقية والضميرية.

من يرتدع بسبب كون القائمة عربية، يجب ان يتذكر المهام التي قام بها اليهود في حزب المؤتمر الوطني الافريقي خلال فترة الابرتهايد. انهم لم يرتدعوا لأن الحركة كانت لأناس سود، ولم يترددوا لأن تلك الحرب لم تكن، ظاهريا، حربهم. لقد كان حزب المؤتمر الوطني الافريقي حركة للأصلانيين المضطهدين في جنوب افريقيا، والقائمة المشتركة هي حركة الأصلانيين المضطهدين في إسرائيل. بعض اصحاب الضمائر اليهود في جنوب أفريقيا لم يدعموا حزب المؤتمر الوطني الافريقي، فحسب، وانما قاتلوا في صفوفه، وأصيبوا واعتقلوا جنبا إلى جنب مع زملائهم السود. في ذلك الوقت، تم نعتهم بأنهم خونة واليوم هم مصدر فخر واعتزاز، حتى لليهود.

ويشير الكاتب الى عدد من الشخصيات اليهودية التي تولت مناصب عليا في افريقيا بعد حربهم كتفا الى كتف مع السود. ويقول ان ما يطالب به اليهود في إسرائيل اليوم هو اقل من ذلك حاليا، وهو التضامن مع الحزب الجديد والذي يشكل وعدا بشيء آخر. يجب ان لا ننسى انها لم تشارك الكثير من اليهود في تركيبتها، ويسمح بالغضب لأنها لم توقع اتفاق فائض اصوات مع ميرتس، ويمكن التشكيك بمستقبل العلاقات بين مركباتها، ولكن على من يحلم بالتغيير الحقيقي وليس تغيير بيبي ببوغي، يتحتم عليه التصويت لها.

والا، أي خيار آخر يقف امام المواطن الذي لا يمكنه تحمل الاحتلال في المناطق والتعصب القومي في اسرائيل، واكذوبة “اليهودية الديموقراطية” وظلم الصهيونية الحالية. وربما يكون قد استنتج ان حل الدولتين قد مات. فلمن سيصوت؟ هل يوجد رؤساء قوائم اخرين، يثيرون الإعجاب، ويملكون قوة التعبير ومنعشين مثل أيمن عودة؟ هل هناك الكثير من أعضاء الكنيست المتميزين مثل احمد الطيبي، جمال زحالقة، دوف حنين، وحتى، حنين زعبي؟ هل يوجد حزب آخر لا يعبر عن “دعم جنود الجيش الإسرائيلي” في بداية كل حرب عبثية ؟

إذا صوتت لهم الغالبية العظمى من المواطنين العرب، فسيدخلون لأول مرة في تاريخهم، إلى قلب الخطاب السياسي الإسرائيلي، رغم أنف وغضب الأحزاب الأخرى كلها تقريبا. وإذا صوت لهم الكثير من اليهود سيكون من الممكن عندها الحديث عن “تغيير اللعبة”، بل حتى عن بشرى. تخيلوا: القائمة المشتركة هي الثالثة من حيث حجمها في الكنيست. والحكومة ستكون حكومة بيبي، بوجي ولبيد. وعودة سينتخب رئيسا للمعارضة، وسيرث في هذا المنصب بيرس وشمير وبراك ونتنياهو وشارون الذين شغلوا هذا المنصب. وسيتحتم على رئيس الحكومة اطلاعه على التطورات السياسية والامنية، لمرة واحدة كل شهر على الاقل، حسب القانون. وحسب القانون سيخطب في الكنيست، بعد كل خطاب لرئيس الحكومة، وسيجتمع قادة الدول معه، ويصغون لمواقفه. وسيفرض عليه الشاباك حراسة كونه يمثل رمزا للسلطة.

ربما لأول مرة في التاريخ يصبح في إسرائيل رئيس معارضة حقيقي. كم هو عدد الصور النمطية التي سيتم تحطيمها، في خطوة واحدة، واي تحول عميق سيحدث في الوعي بعد ذلك. عودة سيفاجئنا، كما فاجأ بالفعل الكثير من الإسرائيليين الذين لم يعرفون أن هناك مزجا من هذا القبيل لعربي مثير للإعجاب وفلسطيني وساحر. يجب ان تحصل قائمته على الكثير من الأصوات، كي تبدأ هذه الخطوة. يجب ان يدعمه أصدقاءه ويجب ان يبدي الكثير من اليهود تعاطفهم مع حزب المؤتمر الوطني الإسرائيلي، والذي قد يثبت أنه يمكنه أن يمنع فعليا إنشاء دولة الفصل العنصري الثانية – دولة الفصل العنصري في إسرائيل.

اليسار لا يصنع معروفا مع العرب

تحت هذا العنوان يكتب جاكي خوري، في “هآرتس” ان قرار القائمة المشتركة رفض توقيع اتفاق فائض اصوات مع ميرتس طغى على الحوار السياسي حتى داخل الشارع العربي، بين مؤيد ومعارض. وقد اختارت القائمة عدم الرد بشكل رسمي على الانتقاد الذي وجهته رئيسة ميرتس زهافا غلؤون الى القائمة. وكاد رئيس القائمة ايمن عودة يعتذر في ملاحظة دونها على صفحته، اعرب فيها عن دعمه للاتفاق، لكنه شرح انه لم يتوفر الوقت الكافي للتوصل الى تفاهمات مع مركبات القائمة.

من ناحية تكتيكية قد يكون توقيع اتفاق الفائض صحيحا، بناء على التوجه الذي قادته الجبهة والعربية للتغيير على اعتبار ان هذه الخطوة مهمة انتخابيا وتحول رسالة ايجابية للمعسكر الديموقراطي في الكنيست. مقابل الموقف المعارض للتجمع والاسلامية من منطلق الاعتقاد بأن اتفاقا كهذا سيقصي المصوتين وسيجعل الكثير من النشطاء “مشلولين” خلال يوم الانتخابات، رغم عدم معارضتهما للتعاون المستقبلي مع ميرتس في الكنيست.

ولكن ما يثير القلق في كل سلوكيات الايام الأخيرة هو رد قسم من رجال اليسار، بما فيهم غلؤون. وبدون الدخول في التوجه المتعالي الذي قادته غلؤون ورجالها ازاء من يفترض فيهم ان يكونوا شركاء في المستقبل، فان الادعاء كما لو ان رفض توقيع الاتفاق سيؤدي الى انتصار نتنياهو واليمين في الانتخابات هو ديماغوجية مرفوضة. اذا فاز نتنياهو واليمين فسيشكل ذلك رسالة واضحة على ان الغالبية اليهودية في الدولة اختارت ذلك، لأن معسكر اليسار لا يتجرأ على عرض بديل سياسي ويمتنع عن قول الامور بشكل واضح خوفا من فقدان الاصوات.

المواطنون العرب منذ اكتوبر 2000، وبعد ان صوتوا بآلافهم لبيرس في 96، ولبراك في 99، خطوا الى الوراء في كل ما يتعلق بالثقة التي يولونها للجهاز السياسي في إسرائيل، وانخفضت نسبة التصويت تباعا. واليوم بعد تشكيل القائمة المشتركة تلوح بادرة أمل بحدوث تغيير ممكن، سيشكل قاعدة لمعسكر سلام ديموقراطي كبير في إسرائيل.

الاستطلاعات كلها تشير الى صد الانخفاض في نسبة التصويت، بل وارتفاعها، وهو ما يقلق اليمين بل وحتى ميرتس التي تلامس نسبة الحسم. اعضاء المشتركة بكل احزابهم، يتجولون في تل ابيب ووسط البلاد تماما كما يتجولون في الوسط العربي، كي يتحدثون الى اليسار والمعسكر الديموقراطي لاقناعه بأن الحديث ليس عن عدو وطابور خامس، وانما شركاء. عدم التوقيع على اتفاق فائض للاصوات لا يعني ان كل شيء تفكك، كما يحاول بعض اعضاء ميرتس واليسار عرض الأمر. ظاهريا، يبدو ان كل ما فعله عودة ورفاقه في المشتركة طوال الشهر الاخير بات لاغيا لأنه لم يتم توقيع الاتفاق. هذا تعالي وتوجه السيد في التعامل مع رعاياه.

المواطنون العرب في اسرائيل ليسوا بحاجة للنهوض كل صباح وتوجيه الشكر لليسار واثبات اخلاصهم لقيمه. اليسار لا يصنع معروفا مع العرب حين يصوت ضد قوانين عنصرية او ضد شطب النائب الزعبي، بل يصنع معروفا للدولة التي تطمح للحفاظ على العقلانية والقيم الديموقراطية. لقد صوت العرب المرة تلو الاخرى تأييدا للاتفاقيات السياسية، ومن اجل كل قانون اجتماعي وكل قرار يمكنه سد الفجوات وتقريب المساواة. على ميرتس واليسار الصهيوني التذكر بأنه منذ قتل رابين فان من خيب الآمال كان اليسار وليس المواطنين العرب.

كبش في جلد كبش

تحت هذا العنوان يكتب ناحوم برنياع، في “يديعوت احرونوت” ان المفاوضات الاسرائيلية الفلسطينية هي طريق طويل ومتعرج. وهذا الطريق ليس مفروشا بالحلوى وانما بكثير من الدم، وكثير من الورق. واطنان من الوثائق التي كتبت بين الاطراف، ومن اجلها، منذ مطلع التسعينيات، لكن السلام لم يتحقق. عندما اتجهت الحكومة الإسرائيلية في تموز 2013 نحو اعادة فتح المحادثات مع السلطة الفلسطينية، اختار رئيس الحكومة نتنياهو، قنال حوار آخر، مجموعة من الوثائق التي رسخ عليها المفاوضات. كانت تلك هي المفاوضات السرية بين محامي نتنياهو وكاتم اسراره يتسحاق مولخو، وبين الشخصية المقربة من ابو مازن، حسين غرة. رد نتنياهو على الوثائق التي نشرت يوم الجمعة في ملحق “يديعوت احرونوت”، كان متسرعا، ولبالغ الأسف أخطأ الحقيقة. يمكن لنتنياهو تكرار ما قاله ايهود براك وايهود اولمرت قبله: عرضنا على الفلسطينيين مقترحات سخية، بعيدة المدى، لكنهم لم يستجيبوا. لقد اثبت الفلسطينيون انهم ليسوا شركاء. لكن نتنياهو قال عوضا عن ذلك: هذا ليس انا. انا لست مسؤولا. كان من المسموح فيه توقع رد اكثر معقولا واكثر موثوقا من قبل رئيس الحكومة. فالمفاوضات بين مولخو وغرة جرت في لندن طوال فترة الحكومة السابقة. البروفيسور غرة (والذي يكتبون اسمه حسب نطقه بالإنجليزية آغا)، المدرس في اوكسفورد، هو من اصل لبناني وعضو في منظمة التحرير الفلسطينية. واحدى الشخصيات المثيرة في الجانب الفلسطيني. لقد منح نتنياهو الصلاحيات لمولخو كي يقوم بتفعيل هذا القنال لأنه اقتنع بأن كلمة غرة هي كلمة عباس. لكنه اخطأ. عندما نضجت الاتصالات ووصلت الى تفاهمات حول بعض القضايا الجوهرية اوضح ابو مازن ان ما تم الاتفاق عليه مع غرة لا يلزمه. وبقي نتنياهو عالقا مع التزامات مولخو. لم يكن بامكانه الادعاء بان مولخو هو بروفيسور مشتت يوزع الوثائق بناء على رأيه الخاص. الجميع يعرفون ان كلمة مولخو هي كلمة نتنياهو. غرة كان الطعم، ونتنياهو كان المغفل. لقد رغب باستخراج اكثر ما يمكن من التزامات من قبل ابو مازن في الوقت الذي يدفع مقابلها اقل ما يمكن من الالتزامات الاسرائيلية. لكن ما حدث هو العكس. فقد وافق نتنياهو بواسطة مولخو على تقديم تنازلات كبيرة، بينما لم يوافق ابو مازن على شيء. نتنياهو وصف وثائق مولخو بانها “محاولة لتحقيق مسودة امريكية قلت مسبقا انني لن اوافق على بنودها غير المقبولة علي”. لكن المفاوضات التي اجراها مولخو لم تكن مع الامريكيين. بل مع من اعتبرته إسرائيل الممثل الرسمي للسلطة الفلسطينية. وتماما كما كانت المحادثات التي اجراها براك في كامب ديفيد، فقد كان الامريكيون مجرد ورقة التين للتنازلات المتبادلة من قبل الجانبين.

هل كان نتنياهو ينوي الوصول الى اتفاق على اساس هذه المبادئ؟ اعتقد ان الجواب لا. لقد كان يقصد الاثبات للأمريكيين بأنه جريء وعملي، وبعد ذلك دفن الاوراق بطريقة ما. هذه هي مشكلة نتنياهو الكبرى في كل ما يتعلق بالعلاقات الخارجية، بما في ذلك العلاقات مع الولايات المتحدة. الثقة غائبة، الالاعيب شفافة جدا ومعقدة جدا، وتنتهي بدون شيء.

الوثائق التي نشرتها، وتلك الوثائق التي ستنشر في المستقبل، لا تقول ان نتنياهو وافق على تقسيم القدس، بل على العكس، انها تقول ان المدينة ستبقى موحدة. لقد هاجم نتنياهو النبأ حول ما لا يتضمنه. ولكن من خلال التذكير الشمولي والمتحفظ في مسألة القدس، جاء في الوثائق ان الفلسطينيين يملكون مصلحة في القدس الشرقية، ويتحتم التطرق اليها في المفاوضات.

معسكر نتنياهو يطرح ادعاء آخر، ثقيل: الحديث عن مسودة فقط، فقط للمفاوضات، وليست اتفاقية موقعة. يجب وضع هذا الادعاء مقابل الحملة التي بدأها نتنياهو ضد ادارة اوباما في المسالة النووية الايرانية. هناك ايضا يجري الحديث عن مفاوضات فقط. اذا كان شرعيا، بل حتى حيويا، الحديث عن المفاوضات اثناء جريانها، واذا كان من الشرعي كشف الهوة بين لهجة الرئيس اوباما والتنازلات التي يقدمها كيري باسمه في سويسرا، من الشرعي كشف الهوة بين التنازلات التي كان نتنياهو مستعدا لتقديمها سرا، وبين لهجته العلنية.

من المريح لليبرمان وبينت عرض نتنياهو في هذه المسألة ككبش في جلد ذئب. وكحمامة تتقمص النسر. فلنترك جانبا هذه التشبيهات من عالم الحيوان. المشكلة هي الثقة، الشفافية، الاستقامة. ليس هكذا تدار خطوة دبلوماسية، وليس هكذا تتم مواجهة مشكلة رئيسية في حياة الدولة.

مبادرة امريكية لم تثمر

تحت هذا العنوان يكتب دان مرجليت، في “يسرائيل هيوم” ان وثيقة “التنازلات”، التي عزاها ناحوم برنياع في “يديعوت أحرونوت” لبنيامين نتنياهو، لا تعبر عن رأي رئيس الوزراء، ولكنها تشير الى توجه معين يمكن تفسيره على نحو مزدوج: لقد كان مستعدا لاظهار مرونة كبيرة في موضوع إقامة الدولة الفلسطينية، أو أراد الكشف من خلال لعبة سياسية حكيمة عن رفض عباس للسلام. الزعيم الفلسطيني يحاول الظهور في العالم باعتباره مؤيدا للسلام، ولكن من دون اجراء مفاوضات مع إسرائيل وانما فقط مواصلة التوتر معها والهجوم عليها في الأمم المتحدة ومحكمة لاهاي. ويشتبه نتنياهو في هذا أيضا. ويبدو في العالم أن هناك توازنا في المعادلة.

لقد اعد الوثيقة ثلاثة من المقربين إلى السلطات دون أن يمثلوها بشكل رسمي: حسين آغا من لندن المقرب من عباس، ومثله في عام 1995، في صياغة وثيقة الزعيم الفلسطيني ويوسي بيلين، المحامي اسحق مولخو – ممثل نتنياهو الرسمي في محادثات السلام. ودينيس روس الشريك في المفاوضات أكثر من أي أمريكي آخر. لقد تحاوروا معا من اجل انتاج ورقة موقف أمريكية تعيد تحريك الاتصال السياسي مع الفلسطينيين، ولكنها لم تثمر.

الحد الأدنى الذي يمكن تحديده هو أن نتنياهو وافق على التفاوض على افتراض أن الأميركيين يدعمون الموقف القائم على اقامة دولة فلسطين وتبادل للأراضي، ومنح مكانة ما لعباس في القدس والابقاء على مستوطنات يهودية في أراضي الضفة الغربية تحت سيادته. وبدلا من التحفظ كان من المناسب ان يؤكد صيغة تقول ان فحوى الوثيقة هو أساس للمفاوضات، رغم ان هذا لا يعكس الموقف الكامل، وكانت قائمة الدول التي تعزل إسرائيل في العالم ستتقلص.

لقد منح بيني بيغن حبلا لنتنياهو، ولم يمنع إعلان بار ايلان بشأن حل الدولتين، وهكذا تم كشف ذر الرماد في العيون من قبل أبو مازن رغم ان العالم لم يصدق بأن رئيس الوزراء نتنياهو كان ينوي ذلك بجدية. ولكن نفتالي بينت واوري ارييل واليمين في الليكود لم يكرروا اللعبة الذكية، التي تعود الى عام 2009، وهذا يعتبر خسارة سياسية كاملة.

رد نتنياهو يشير إلى اتجاه الحملة الانتخابية. لو قال ان الادعاءات المنسوبة اليه كانت حقيقية مبدئيا، كما فعل في خطاب جامعة بار ايلان – لكان سيتحدى في ذلك المعسكر الصهيوني وميرتس ويناقض ادعاءهما بأنه ليس مرنا بما فيه الكفاية. ولكنه منذ نفى ذلك – أشار عمليا إلى أنه ينافس الآن ضد البيت اليهودي وإسرائيل بيتنا، ويجب ان يبتعد عن كل تنازل.

موقع “واللا”

أخبار

القناة السابعة

أخبار

مواضيع ذات صلة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

أهم الأخبار

فتح ميديا أوروبا