عكس التيار

بقلم سفيان المحتسب

من بديهيات الامور ان الرئيس ابو مازن كان يعلم ومتأكد ان مشاركته بتشيع ” بيريس ” سيكون لها مردود سلبي على صعيد الشارع الفلسطيني بشكل عام ومن حركة فتح بشكل خاص إضافة إلى الفصائل والأحراب المعارضة. إن زعيم محنك سياسيا مثل السيد الرئيس ايومازن يعلم جيدا طبيعة ردود الفعل الشعبيه كيف ستكون. لكن ما يسجل للرئيس والحق يقال انه اختار ان يكون فدائيا لمصلحة وطنه لا شعبويا لنفسه مما دفعه للنظر الى المصلحة الوطنية ومصلحة شعبه وتغليبها على المصلحة الخاصة.إن ما يثير الانتباه والمرارة هي الهجمة الشرسة التي تعرض لها زعيم وقائد مشهود له في ميادين السياسة والدبلوماسية على صعيد العالم وما يدمي ويعتصر القلب مراره هو كيفية تداول الموضوع فلسطينيا .هنا يجب أن نسلط الضوء على كيفية تناول الاعلام الاسرائيلي والمجتمع الاسرائيلي للزيارة وتحليل ابعاد ابعادها وكيف اضرت الزيارة باليمين المتطرف وكيف انقذت اليسار الاسرائيلي من براثين اليمين والمتطرفين وكيفية استفادة احزاب اليسار مستقبلا منها وكيف منحهم ابومازن جرعات مضاعفة ودفعة قوية بعد ان كان اليسار ضعيف امام رواية اليمين بعدم وجود شريك حقيقي للسلام .الكاتب الاسرائيلي جال برغر والمختص بالشؤون العربيه يقول ان ابو مازن ضرب زلزال داخل المجتمع الاسرائيلي ستضح اثاره في الايام القادمه. ويقول ايضا ابو مازن سجل هدف في مرمى اليمين. وكيف استطاع ابو مازن ان يدخل الى معقل اسرائيل وبين تجمع لرؤساء العالم ولقادة اسرائيل ليثبت ان هناك شريك حقيقي للسلام ويحرج بذلك نتنياهو واليمين المتطرف. خيث جاءت الزيارة بعد أيام من رفضه دعوة نتانياهو في الامم المتحدة بان يأتي ويلقي خطابا في الكنيست ؟ابو مازن اختار الوقت المناسب لانه كان يعلم ان قادة العالم سيتحلقون حول رفات بيريس وهو اساسا كان يريد توجيه رسالة لهؤلاء . وبالذات الرئيس الفرنسي.نريد ان نتناول الموضوع بنوع من الوعي والتفكير العميق لا ان نناقش الموضوع من ناحية عاطفية.لا يوجد زعيم اسرائيلي لم تتلطخ يده بدماء الشعب الفلسطيني من عهد بن جوريون الى عصر نتنياهو هناك بحر من الدماء ومازالت الدماء تسيل ، لم يتوقف القتل يوما وما زال مستمر حتى يومنا هذا .حتى في المفاوضات لم نسمع يوما ان المفاوضات جرت بين اصدقاء والمفاوضات تجري ققط بين الاعداء .نتنياهو اكثر زعماء اسرائيل كرها لابو مازن وعمليات التحريض مستمرة بوصفه العدو الاخطر على اسرائيل وهنا يحب أن نذكر عندما اتصل نتنياهو بأبو مازن وقدم التعازي بوفاة شقيقه فهل اصبح نتنياهو محب !!ابو مازن وجه مشاركته السياسية بالجنازة للمجتمع الاسرائيلي اولا وللمجتمع الدولي ثانيا.المتابعون للشأن الاسرائيلي قالو ان زيارة ابومازن في الاعلام الاسرائيلي غلبت على زيارة اوباما بل على الحدث نفسه وفاة بيريس .من نتائج المشاركة .. كانت حالة غضب واستياء من قبل جزء من الشعب والفصائل وعلى رأسها جزء من الكادر الفتحاوي .حالة غيظ وحقد من اليمين الاسرائيلي .ترحيب من قبل اليسار الاسرائيلي .تأييد من المجتمع الدولي وقادة دول .في القريب العاجل سنرى حصاد هذة المشاركة على صعيد القضية الفلسطينية وفي اروقة الامم المتحدة. سنرى نتائج زلزال ضرب المجتمع والاحزاب الاسرائيلية .كلنا نعلم ان المجتمع الاسرائيلي يتأثر بالحدث والتاريخ حافل باحداث غيرت وجهة الانتخابات في داخل اسرائيل نتيجة حدث هنا او هناك .التمس عذرا لكل فلسطيني عارض هذة الزيارة او اعترض لان جرحنا من هذا المحتل كبير وعميق، ولا عذر لمن استغل الحدث لاهداف سياسية حزبيه دنيئه ولا عذر لمن حرف وكذب ولمن ادعى بكاء الرئيس على بيرس بطريقة لا تعبر الا عن ثقافتهم واخلاقهم المنحطه .

مواضيع ذات صلة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

أهم الأخبار

فتح ميديا أوروبا