هل تفتح إسرائيل حوارا مع نفسها قبل غيرها

بقلم: يحيى رباح

الهجوم المسلح الذي نفذه مصباح أبو صبيح في القدس الشرقية قبل يومين وأدى الى مقتل إسرائيليين واصابة عدد آخر واستشهاد المنفذ نفسه يكاد يلخص المشهد كله وجوهر الاشتباك المتعدد الأبعاد بين الاحتلال الإسرائيلي وتجلياته السوداء التي ينتج بها نفسه يوميا، من اعدامات ميدانية واستيطان متوحش بلا سقف، ونكران للآخر الفلسطيني بطرق ابشع من الإرهاب والعنصرية، وخنق مبالغ فيه لتفاصيل الحياة اليومية…….الخ بينما الطرف الآخر وهو الشعب الفلسطيني الذي تمارس ضده كل هذه الأشكال من عربدة القوة الحمقاء التي تتوغل في صفوف الشعب الإسرائيلي بحيث لا احد سوى القلة يجرؤ على طرح اية أفكار للحل، ومن تجري على لسانه كلمة حل الدولتين او كلمة السلام او كلمة المصالحة التاريخية يواجه داخل دولة إسرائيل بتهمة انه خائن لليهودية او ابله بل ان العملية اثبتت ان موضوع الاستيطان وخاصة في القدس الشرقية المتوازي مع خط التهويد والقضاء على المؤسسات المسيحية والإسلامية والذي هو استيطان وتهويد غير شرعي وغير قانوني ومثار انتقاد من العالم اجمع اصبح هو الموضوع الأول الآن لأن هذا الاستيطان والتهويد وصل الى آفاق الجنون خاصة حين يتجاهله نتنياهو وفريقه من المتطرفين الذين لا يرون ابعد من انوفهم والذين اختلفت ردات فعلهم عن العملية وتقطر عدوانية وعنصرية بأن الرد يجب ان يكون المزيد من الاستيطان.

هذا الهجوم الذي نفذه مواطن مقدسي أصيل واسير محرر ومرابط مبعد عن المسجد الأقصى وفي سن النضج الكامل “39 سنة”، هو بمثابة ناقوس كبير لعله يفلح في ان يؤدي إسرائيليا الى بداية حوار مع النفس يعني حوار إسرائيلي إسرائيلي قبل الحوار مع الفلسطيني والدولي، الى اين نحن ذاهبون هكذا يجب ان يسأل الإسرائيليون أنفسهم، هل يمكن لإسرائيل ان تعيش ضد التاريخ؟ وضد ابسط حقوق الآخر، وماذا يمكن ان يفعل الفلسطيني في مواجهة هذا الانحدار الإسرائيلي نحو الإنكار.

YHYA_RABAHPRESS@YAHOO.COM

مواضيع ذات صلة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

أهم الأخبار

فتح ميديا أوروبا