الرئيسيةأخباراسرائيليةحكومة اسرائيل القادمة … صحفيين لا جنرالات

حكومة اسرائيل القادمة … صحفيين لا جنرالات

هكذا سترى الكنيست القادم: القليل من الجنرالات، المزيد من الصحفيين – “إنه عنوان مقال صحفي نُشر في صحيفة “هآرتس″، يحاول أن يتنبأ، وفقاً لاستطلاعات الرأي الأخيرة، بتكوين الكنيست الـ20.

إن كان في الماضي قد سيطر، سواء على قيادة الأحزاب أو على الكنيست بكامل نصابه، ضباط كبار بدءاً من رتبة لواء فما فوق، إلا أنه بعد الـ17 من مارس سرعان ما سينخفض عددهم بشكل ملحوظ. حيث سيحل محلهم صحفيين، ونشطاء اجتماعيين، وعرب ونساء (لأنه كما هو معروف أن العرب والنساء أصبحوا مهن حرة في وقتنا الحاضر) هذه معطيات ملفتة للنظر، إن لم تكن مُدهشة، وعلى خلفية أن 2014 كان عاماً تعالت فيه الأصوات التي تنادي بالحل العسكري بشكل متزايد، والتي قدست عمل الجيش وقادته، وكانت تدفع كثيراً للدخول في حرب ونزاع مسلح بدلاً من التفاهم والحوار. ونتيجة لهذا نُحى أولئك الذين يرددون أصوات الشرائح السكانية المستضعفة، جانباً عن جدول الأعمال العام.

هذا التنبؤ يبدو غريب للغاية حينما ننظر إلى لوحات الإعلانات الجديدة الخاصة بـ”المعسكر الصهيوني”. بداية أُخفيت -نكاد نقول تماما- “تسيبي ليڤني”، التي كانت تُعتبر في بداية الأمر ورقة الحزب القوية، لأنها مثّلت موقف الوسط، وعلى ما يبدو خلّصت “العمل” من صورة اليسار غير المحببة وغير الشعبية. إلا أنهم أدركوا حينها، أيضا في “المعسكر الصهيوني” وكذلك في “الليكود” أن “ليڤني” هي نقطة ضعفهم. بالنسبة لأعضاء الليكود المخضرمين، أولئك الذين بدأوا يفقدون الثقة في القيادة الحالية، “ليڤني” لن تصبح أبداً الخائنة التي رحلت لصالح “كاديما”. وبالتالي، نجد أن إظهارها بشكل واضح يتسبب في عودة أعضاء الليكود أدراجهم إلى المنزل. كذلك صورة “هيرتسوج” المتأزمة – فأمام “نتياهو” الضابط الذي كان في وحدة استطلاع هيئة الأركان العامة، نجد “هيرتسوج” الذي كان ضابط في وحدة 8200. كذلك محاولة إحاطته برجال عسكريين متمرسين، يشير إلى حجم السرية والعملية التي اتسم بها عمله، ولن ينجحوا في تغيير ذلك. من المرجح أنه بسبب ذلك تبدلت الحملة الدعائية، والآن يظهر “هرتسوج” وحده، ملوح الوجه من وقت ان كان قائد سرية في لواء سلاح المشاة، وقضى الأسابيع الأخيرة في جولات على حدود غزة.

في الواقع، هناك في “المعسكر الصهيوني” الكثير من الجنرالات – “عومر برليڤ، و”عاموس يدلين”، و”أيال بن رؤوڤين” وحتى “نحمان شاي”. إلا أن الجمهور الإسرائيلي يفضل أشخاصا على شاكلة “نفتالي بينيت” و”ينون مجال” – شباب، مشاكسون، كحال أولئك الذين يستخفون بهيئة الضباط العليا ويتفاخرون بقدرة الإمساك بزمام القانون. بعدما تراجعت شعبية النخب القديمة (على سبيل المثال الطبقة المثقفة) في السنوات الأخيرة، وُلدت هنا قوة جديدة، تتفاخر بكونها مشاغبة ومخالفة للقانون، وتتغاضى عن سلم المراتب والنظام وتفعل ما يحلو لها.

أجريت مقابلة تلفزيونية هذا الأسبوع مع رئيس هيئة الأركان السابق “بيني جانتس″ في برنامج “عوڤدا”. فقد صاحبته “إيلينا ديّان” إبان عملية “الجرف الصامد”، وفي الأشهر العصيبة التي تبعتها، وفي لحظات انسحابه من المنصب كان محاطاً بالحب والتقدير وأيضا بعدها بأيام، حينما خلع بذته العسكرية، وعلى ما يبدو أنه كان بوسعه أن يقول ما يشاء. دار أساس المقابلة حول الانتقادات التي وُجهت تجاهه، وظهر أكثر من مرة متردداً، ومظهراً لضبط النفس ورافضاً لاتخاذ خطوات عسكرية مبالغ فيها. هذا بالمناسبة، بعد العملية العسكرية التي قصفت نصف غزة، ومن خلال يقين بأن من يقرر حدود الجيش هي القيادة السياسية. “جانتس″، على الأقل بحسب المقابلة”، كان يفهم سلم المراتب هذا، وأخلص له أثناء خدمته. كان بمقدوره أن يقوم بالمشاورات، وأن يوفر تقييما للأوضاع الراهنة بل ويقدم توصيات، لكن قرار إلى أي كيلومتر ستتوغل دبابات جيش الدفاع لم يكن في يده.

“جانتس″ هو من نوع الجنرالات الذين من الأفضل لهم أن يدخلوا إلى عالم السياسة، ليس بسبب فهمه الواضح فحسب، خاصة أنه قضى معظم حياته بالبذة العسكرية، وأن الحل الوحيد للأمن هو التوصل إلى تسوية سياسية، بل أيضا بسبب ضبط النفس الذي يتضح من خلال حديثه، وفي أسلوب تفكيره وفي الطريقة التي يحرص بألا يتطاول على أولئك الذين تطاولوا عليه. إنه ليس في حاجة إلى تلمييع ليثبت رجولته، وليس في حاجة إلى أن يصرخ أمام الناس متحدثاً عن سيرته العسكرية حتى يثبت أنه جدير بالقيادة. حقيقة أنه مستعد أن يفكر، ويتروى، وأن يرى صورة معقدة يجب أن تشعرنا بالسرور، وليس العكس. “إنني لا أريد أن ألعب سياسة، لكن إن شعرت أنه من الواجب عليّ ذلك، ربما أيضا سأشعر أنني قادر على ذلك”، هذا ما قاله في نهاية المقابلة، وربما كما تقول الأغنية، يوم ما سيحدث ذلك.

مركز الدراسات الاسرائيلية
تال ليفين

أخبار ذات علاقة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

أهم الأخبار

اخترنا لكم

المكتب الإعلامي الفلسطيني في أوروبا