الاختيار السليم أساس تطور المجتمعات

بقلم: د. حنا عيسى – أستاذ القانون الدولي

قال صلى الله عليه وسلم :” اذا وسد الأمر لغير أهله فانتظروا الساعة ”

شعار الشخص المناسب في المكان المناسب لم يأخذ طريقه للتنفيذ إلا بصورة نسبية رغم مناداة الجميع به والإجماع عليه من كافة القوى السياسية الحية في الساحة السياسية، مثلاً يتحقق هذا الشعار عملياً في حساب الربح‏ والخسارة في المشروع بحيث أن وجود الشخص‏ غير المناسب لا يمكن أن يستمر ولو في مشروع خاص وصغير.

فالشخص المناسب في المكان المناسب مقولة من اهم مقولات النجاح في تاريخ البشرية، وهي المقولة التي باتت أشبه بالحكمة القائلة “التناسب يحدد حجم التعامل” و”التناسب لا يحدد حجم التعامل فحسب بل ويحدد الشخصية التي تجسد شخوصة المكان نفسه”.

الأعمال تتباين من حيث السهولة والتعقيد، كذلك يختلف الأشخاص فيما بينهم من ناحية المؤهلات والقوى العقلية والبدنية وكيفية أو أسلوب الأداء، حيث إن الأعمال متفاوتة فيما تحتاج إليه من قدرات وإمكانيات ومواهب، وتتطلب عملية أداء الأعمال والوظائف بالشكل المنطقي والمناسب والعملي أن يكون المؤدي لها يملك القدرة التي تناسبها وتلاؤمها، إضافة إلى امتلاكه مهارة التأثير بالآخرين من أجل تحقيق أهداف منظمته.
عدم اختيار الشخص المناسب في المكان المناسب يؤدي إلى فقدان أصحاب الموهبة والكفاءة، والتبذير في الوقت والمال، وإهدار في الإمكانيات والخبرات، وسوء استغلال الطاقات، وفقدان القدرة التنافسية للمنظمة و انخفاض الإنتاجية. أما حالة المحاباة والعلاقات الشخصية التي تتسبب في اختيار بعض الأشخاص ليشغلوا مسؤوليات أكبر من قدراتهم فقد سادت الكثير من مواقع العمل، هي حالة تحطيم بطيء وتبديد لثروات وضياع لكفاءات كثيرة يمكن أن تكون سببا ً في التقدم والتطور خلال مدة أقصر بكثير من سنوات تضييع الإمكانيات بواسطة الأشخاص غير المناسبين في الأمكنة غير المناسبة .

إن تقدم المجتمعات وتطورها رهينة بالاختيار السليم لكوادرها وقياداتها وخاصة في القطاعات الاقتصادية الإنتاجية القادرين على الابتكار والإبداع وتطوير العمل بشكل مستمر مستفيدين من التطورات العلمية والتقنيات الحديثة التي تقدم الجديد كل لحظة والتي أصبحت في متناول الجميع بفضل التقدم التكنولوجي، فاختيار الشخص المناسب في المكان المناسب هو الطريق الصحيح والوسيلة الناجعة لتقدم وتطور علومنا واقتصادنا ومجتمعاتنا لنتمكن من منافسة البلدان المتقدمة والركب في قارب الحضارة التي ننشدها جميعا.

الأسس الصحيحة للشخص المناسب في المكان المناسب

1. أن يكون ذو قدرات وامكانيات تصلح لكي يؤدي دوره بنجاح في المكان المناسب المنشود.
2. الثقة بالنفس.
3. القيادة: هي ليست موهبة بقدر ما هي صفة يجب ان تكون موجودة في الشخص الذي سوف يتولى المنصب.
4. حب التعلم: محب للتعلم والزيادة فيه فالعلم بحر لا ينضب.
5. فصل الحياة الشخصية عن العمل.
6. التواضع: لانه لو كان متكبر او مغرور فان اول مدح وشكر في عمله ونجاحه سوف ينقلب على عقبه ويخسر.

وأخيرا مع قول الشاعر حافظ ابراهيم :

أنا البحر في أحشائه الدر كامن … فهل ساءلوا الغواص عن صدفاتي؟

مواضيع ذات صلة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

أهم الأخبار

فتح ميديا أوروبا