ضحى سعيد يستعد حوالي 6000 مشارك وعداء للمشاركة في ماراثون فلسطين الدولي، تزامنا مع يوم الارض نهاية الشهر الجاري (31 اذار) تحت شعار “اركضوا للحرية”، وسط مشاركة دولية وعربية ومحلية مميزة. وللعام الخامس على التوالي، تحتضن بيت لحم “ماراثون فلسطين الدولي”، والذي اصبح الحدث الرياضي الابرز في المحافظة واستطاع لفت الانظار وتسليط الضوء على معاناة شعبنا جراء الاحتلال وممارساته. ويقول القائمون على الماراثون انهم يسعون من خلاله الى تعريف العالم على قصة شعبنا ومعاناته تحت الاحتلال، لا سيما بعد نجاح الماراثون في الاعوام السابقة تحت شعار “الحق في الحركة”. وينطلق الماراثون عند الثامنة من صباح الجمعة المقبل، من ساحة المهد باتجاه مسجد بلال بن رباح، مرورا بمخيم عايدة شمالا ومخيم الدهيشة جنوبا وبلدة الخضر. وسيركض المشاركون بمحاذاة الجدار العنصري ومفتاح العودة، لإيصال رسالة للعالم، توضح حجم المضايقات والحصار المفروض على ارضنا، وليعكس مدى الاصرار والتمسك بالحياة. المشرفة العامة على الماراثون من اللجنة الأولمبية الفلسطينية اعتدال عبد الغني، اوضحت لـ”وفا”، ان الماراثون يحمل رسالة واضحة منذ العام الاول لانطلاقه، وهي حرية الحركة ووقف كافة الانتهاكات التي يرتكبها الاحتلال بحق شعبنا، “فنحن نركض لغايات انسانية وقيم نبيلة، تعكس آمالنا بالتمتع بحقوقنا وممارستها على الارض”. وقالت: “نجحنا هذا العام بالوصول لكافة المدن والمحافظات، وعقدنا العديد من الاجتماعات مع المؤسسات والنوادي الشبابية، وتواصلنا مع اهلنا في قطاع غزة من خلال اتحاد العاب القوى واللجنة الأولمبية، وكذلك اهلنا بأراضي 48 والقدس، واعتمدنا هذا العام راعيا تكنولوجيا للماراثون تمثل بشركة مدى للاتصالات وتم توسيع دائرة نقاط بيع التذاكر. ولفتت الى مشاركة اعداد كبيرة من الاجانب من بريطانيا واميركا وفرنسا وايطاليا واليونان والدنمارك وغيرها، في الماراثون اضافة الى مشاركة عربية مميزة، “سيركضون معنا لغايات انسانية نبيلة وقضايا يؤمنون بها”، منوهة الى نسبة مشاركة النساء ارتفعت مقارنة بالأعوام السابقة، آملة ان تصل نسبة مشاركتهن الى 50%. ويشمل الماراثون عدة سباقات (42.195 كم) و(21 كم) و(10كم)، كما تم اضافة سباق جديد هذا العام خاص بالأسرة (سباق العائلة) لمسافة 3 كم، وسيشارك فيه ايضا حوالي 500 شخص من ذوي الاعاقة مجانا، اضافة الى مشاركة (149) طالبا من طلاب المدارس، تم فرزهم بعد مسابقة نظمتها وزارة التربية والتعليم يشاركون كمنافسين الى جانب العدائين، كما سيتم تنظيم العديد من النشاطات الترفيهية والفنية والثقافية في اجواء احتفالية مميزة، وسيتم منح الفائزين جوائز مالية. وشددت عبد الغني على ان الماراثون استطاع ان يشكل حالة خاصة ينتظرها المشاركون واهل البلد، “فهو فرصة ايضا لدعم المنتج الوطني والترويج له، لتعزيز الوضع الاقتصادي والاجتماعي وخلق حركة مميزة بالأخص لفنادق المحافظة والتجار والسائقين”. وثمنت عبد الغني جهود كافة الشركاء والداعمين للماراثون والشرطة التي وضعت خطة لحفظ الامن وسلامة المشاركين، ومحافظ بيت لحم جبرين البكري الذي اشرف على الماراثون بكل تفاصيله، كما تم تخطيط مسار الماراثون ووضع اشارات ودلالات لمساعدة العدائين، وتوفير 9 محطات رئيسية للإغاثة والانعاش. واكدت ان الاحتلال هو العائق الوحيد امام المنظمين، ولذلك رفعنا شعار “حرية الحركة والحرية” وهما ابسط حقوق الانسان، “فالعداؤون بفعل الحواجز والجدار يركضون المسافة اكثر من مرة لقطع المسافة المتعارف عليها دوليا، اضافة الى المعيقات والاجراءات الصعبة لإصدار التصاريح للمشاركين من اهلنا من قطاع غزة والمتوقع مشاركة 53 عداء منهم، الى جانب حكام واعضاء من اللجنة الأولمبية هذا العام، والمشاركين من الدول العربية، واحتجاز الاجانب لساعات في المطار واستجوابهم. وقالت “نخشى في كل عام ان يضع الاحتلال حواجز اضافية لإعاقة وصول المشاركين من مختلف المحافظات”. واشارت الى ان الماراثون سيحظى بتغطية اعلامية محلية واجنبية مميزة، كما سيتم عرض فيلم حول الماراثون لمخرج اميركي في مركز خليل السكاكيني تحت عنوان “تألق المقاومة”، كما سيحضر مرافق من الاتحاد الدولي لألعاب القوى وسيشارك عداؤون فائزون في السنوات السابقة. وقالت عبد الغني: “الماراثون يروي قصتنا كشعب تحت الاحتلال يعيش رغم كل الظروف تسامحا ومشاركة في مختلف المجالات، ومسار الماراثون يعكس ذلك فهو ينطلق من امام الكنيسة والمسجد مرورا بالمخيم وامام الجدار، ويحمل قيما لها علاقة بالسلام والمرأة وقضايا بيئية تركز عليها القيم الأولمبية من محاربة الادمان والمخدرات والمنشطات، وهذا ما سنشاهده على طول خط سير الماراثون”.
