الرئيسيةمتفرقاتكتاببارازان: الشاطر يدير مصر من وراء الكواليس منذ انتخاب محمد مرسي رئيسا

بارازان: الشاطر يدير مصر من وراء الكواليس منذ انتخاب محمد مرسي رئيسا

المؤلف: الشاطر كان سياسيا محنكا.. ودفع مهدي عاكف للاستقالة من منصبه مرشدا للجماعة

يحمل الكتاب الفرنسى الذى صدر مؤخراً فى الأسواق الأوروبية عنوان: «الإخوان المسلمون: تحقيق حول الأيديولوجية الشمولية الأخيرة». فبالنسبة لمؤلف الكتاب الفرنسى «مايكل بارازان»، لا يوجد فارق كبير بين الإخوان، وبين أى نظام حاكم شمولى لا يسمح بالمعارضة ولا بالحرية ولا بالتقاط الأنفاس. كان الكتاب محاولة جادة وحقيقية لتعقب الجذور الفكرية للجماعة وتأثيراتها على تحركات تنظيمها الدولى حول العالم حالياً. ومن قلب مكاتب قيادات تنظيمها الدولى ومكتب إرشادها نجح «بارازان» فيما كان يسعى إليه، وقدم لقارئه رؤية تمتد من جذور الجماعة لفروعها، فى توقيت وصلت فيه إلى ذروة قوتها، وبدت فيه أنها على شفا تحقيق كل ما كانت تحلم به منذ تأسيسها منذ عقود.

يقول «مايكل بارازان» فى كتابه عن خيرت الشاطر والإخوان: فى مقر شركته القديم بمدينة نصر، فى مكان غير بعيد عن الاستاد الذى تم فيه اغتيال الرئيس الأسبق أنور السادات، كان لقائى بـ«خيرت الشاطر»، نائب المرشد العام للإخوان وقتها، والرجل الثانى، والقوة الحقيقية فيها، وذلك فى أبريل ٢٠١٢.

ويتابع: «كان هذا الملياردير، الذى كون ثروته من صناعة النسيج، يجسد الجيل الثانى فى الجماعة. كان عملاقاً، ضخم الجثة، يقارب المترين طولاً، وكان لقاؤنا قبل قليل من موعد صلاة الظهر، وهى الصلاة التى قرر أن يؤديها أمامى وسط موظفى شركته. والواقع أن ذلك الرجل ذا الـ٦٢ عاماً، بلحيته الكثة وصوته المزلزل وبنيانه الذى يشبه بنيان لاعب رياضى قوى، بدا وكأنه يتصور نفسه مثل الغول فى قصص الأطفال عندنا».

كان خيرت الشاطر يدير البلاد من وراء الكواليس منذ انتخاب محمد مرسى رئيساً للجمهورية. وذلك بعد أن سيطر فعلياً على مكتب الإرشاد العجوز الذى غلب عليه القطاع الأكثر تشدداً فى الإخوان، وانهمك «الشاطر» لسنوات عديدة فى نفض الغبار عن قيادة الجماعة، دافعاً مرشدها السابق، محمد مهدى عاكف، إلى الاستقالة من منصبه فى سابقة لم يكن لها مثيل من قبل. كان «الشاطر» سياسياً محنكاً، يدرك تماماً أن السياق الدولى قد تغير منذ أحداث ١١ سبتمبر، وتغير بدرجة أشد بعد سقوط الديكتاتوريات فى الشرق الأوسط. وكان يفهم تماماً أن الغرب لا يعجبه على الإطلاق تلك النبرة التى كان يتحدث بها مهدى عاكف، خاصة إنكاره العلنى للمحرقة التى تعرض لها اليهود خلال الحرب العالمية الثانية. إلا أن ذلك لا يعنى بالضرورة أنه توجد فوارق حقيقية تحت القشرة الظاهرة بين المرشد العام السابق والرجل الثانى فى الجماعة. كل ما فى الأمر أن «الشاطر» أدرك أنه فى هذه المرحلة سيكون من الأفضل حفظ اللسان، ووضع حد للتصريحات التى يمكن أن تفزع السياح وأصحاب المنح الأمريكية.

نجح خيرت الشاطر فى تحويل الجماعة إلى آلة لكسب الانتخابات، وجزء من الحكومة. تم الحكم عليه بالسجن ٥ سنوات فى ١٩٩٥، وبسبع سنوات بعدها فى ٢٠٠٧ بتهم تمويل الإرهاب وغسيل الأموال، وتم إطلاق سراحه فى ٢٠١١، إلا أن قبول ترشح الملياردير الإخوانى لرئاسة الجمهورية ظل أمراً غير مؤكد حتى آخر لحظة، نظراً لأن المرشحين للمناصب العليا فى مصر لا بد أن تكون لديهم صحيفة حالة جنائية نظيفة. وبعد معركة قانونية، أعلن محامى الجماعة أن «الشاطر» لا تعنيه هذه الإجراءات لأن العملية كلها تحت إشراف المجلس العسكرى الذى كان يدير المرحلة الانتقالية فى مصر. وانتهى الأمر بأن تم رفض ترشحه نهائياً فى مارس ٢٠١٢. ورغماً عن إرادته ترك «الشاطر» الفرصة لمحمد مرسى. الذى تم انتخابه فى ٢٤ يونيو بأغلبية ٥١٫٧٪ ضد منافسه أحمد شفيق. وسيطرت الجماعة بالكامل على السلطة السياسية فى مصر بعد تحكمها فى مجلس الشعب فى الانتخابات التشريعية التى جرت فى أوائل ٢٠١٢.

ويضيف: فى تلك الفترة، تحول خيرت الشاطر إلى شعلة من النشاط، ساعياً بأقصى طاقته إلى طمأنة الدول الغربية. بدا أنه رجل عملى براجماتى أكثر من كونه صاحب فكر، وكان يسعى لجلب رؤوس الأموال الغربية والسياحة إلى البلاد التى تعانى من حالة عدم استقرار وبؤس أسود منذ الربيع العربى فى ٢٠١١.

الوطن المصرية

أخبار ذات علاقة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

أهم الأخبار

اخترنا لكم

المكتب الإعلامي الفلسطيني في أوروبا