ما يجري في المنطقة من حروب واقتتال يهدف بالدرجة الاولى الى تقسيم الدول العربية وشعوبها الى دويلات وطوائف بهدف سرقة خيرات البلاد العربية وتصفية القضية الفلسطينية واعطاء القوة في المنطقة لدول اقليمية غير عربية تحافظ على مصالح الغرب في المنطقة، فالمستهدف الاول للخطة الموضوعة منذ تسعينيات القرن الماضي تكمن في القضاء على الجيوش العربية والمؤسسة الامنية الضامنة لوحدة الارض والشعب لكل دولة، وأن انهاء الجيوش العربية أو اضعافها يمكن القوى الداخلية المتآمرة مع الدول الخارجية من السيطرة على البلاد ، وتصبح المذاهب والطوائف والاعراق هي سيدة الموقف ولكل مساحة جغرافية يسيطر عليها وفقا للوجود الديمغرافي.
استهدفت اسرائيل المؤسسة الامنية في قطاع غزة عبر الطائرات والحصار المالي، وقامت حماس ايضا قبيل انقلابها بتفجير مقرات المؤسسة الامنية وقتل قياداتها مما سهل عملية الانقلاب والانقسام الفلسطيني الداخلي ، مع التأكيد بأن فصل قطاع غزة عن الضفة الفلسطينية هو هدف اسرائيلي استراتيجي .
قرر الحاكم الامريكي للعراق” بريمر” بعد غزو 2003، حل الجيش العراقي تمهيدا لتقسيم العراق وفقا للطوائف والمذاهب والاعراق، وكذلك استهداف كافة الجيوش العربية في سوريا واليمن وليبيا والسودان تمهيدا لتقسيم البلاد وادراكا من المتآمرين على البلاد العربية وخيراتها أن الجيوش العربية هي الضامن الوحيد لوحدة الارض والشعب بغض النظر عن قناعة البعض عن دور الجيوش وفعاليتها على المستوى الاقليمي والدولي.
ليس صدفة أيضا اصرار الارهابيين ومن يتامر معهم على استهداف الجيش المصري ومؤسسة مصر الامنية، لان هدفا تم وضعه بضرورة اضعاف مصر ودورها وقوتها في المنطقة لصالح اسرائيل وتصفية القضية الفلسطينية وتمرير مشروع اقامة الدولة الفلسطينية في غزة وتوسيعها في سيناء مذكرا بأن غزة لم تكن في يوم من الايام مطمع اسرائيلي وهي تسعى للتخلص منه منذ خمسينيات القرن الماضي، وأن أطماعها تكمن في السيطرة على الضفة الفلسطينية، وأن مشروع الدولة المزعوم في القطاع هو هدف اسرائيلي استراتيجي وأن فصل قطاع غزة صيف 2007 على أيدي حماس هو جزء من خطة شارون 2005 الذي قرر انسحابا احادي الجانب لتسهيل مشروع انفصال غزة عن دولة فلسطين .
