لا بديل عن الدور العربي كتب يحيى رباح

ما تزال الضربة الجوية المصرية لمواقع داعش في منطقة درنة الليبية، التي تمت بالتنسيق مع الجيش الليبي، وبطلب من الحكومة الشرعية الليبية، تثير التفاعلات المهمة وذلك بسبب دقة التوقيت والسرعة التنفيذية الهائلة، وتحقيق الأهداف المحدودة، وقدرتها على إيصال الرسالة لكافة الجهات، بأن الأمن القومي المصري الذي هو جدار الاستناد الرئيسي للأمن القومي العربي هو الأساس، وأن ضروراته واسعة المدى، وأن تعزيره ضرورة عربية ملحة، لأنه دون هذا الأمن القومي العربي الذي جدار استناده الأول هو الأمن القومي المصري فإن العرب في منطقتهم وأرضهم يتحولون إلى سبايا بدل أن يظلوا سادة في أوطانهم.
ومحاولات التشويش التي جاءت من البعض ضد الضربة الجوية المصرية لم تلق أي تجاوب على الإطلاق، فأمين عام مجلس التعاون الخليجي عاد ليؤكد موقف مجلس التعاون الحاسم لصالح مصر، بل إن الرئيس الأميركي أوباما في حديثه إلى مؤتمر مكافحة الإرهاب لم يسعه سوى أن يقر بحق مصر في الدفاع عن أمنها القومي.
الصورة التي أكدت عليها الضربة الجوية المصرية ذات الأبعاد المتعددة، أن النظام الإقليمي العربي لا يمكن أن يقف هكذا في انتظار أن تتقدم القوى الدولية والإقليمية لتحل له مشاكله، بل يجب أن يكون الحل بقيادته، وأنه يملك الأهلية بعناصرها المتعددة للقيام بهذا الدور، وأن الثمن الذي يدفعه لقاء قيادته للمهمة أقل بكثير من الثمن الذي يدفعه فيما لو انتظر من الآخرين حل مشاكله، ومحاربة الإرهاب الذي يهدده بدلا منه، مع العلم أن الشبهات التي أصبحت يقينية تزداد يوما بعد يوم أن الذين يدعون الى محاربة الإرهاب من القوى الدولية والإقليمية هم الذين صنعوه ووفروا له الغطاءات المناسبة على كل صعيد.
وسبق للنظام الإقليمي العربي أن خاض معارك “ناجحة جدا في محاربة الإرهاب، سواء في مصر في التسعينيات وقبل ذلك وبعد ذلك، وفي الجزائر، وفي السعودية والخليج عموما، بالإضافة إلى معارك محاربة الإرهاب في الأربع سنوات الأخيرة في العراق وسوريا والبحرين ولبنان وصولا إلى اليمن ومصر.
وعلى مستوى الأضرار والآليات، فإن النظام الإقليمي العربي لديه طرق وآليات جاهزة للإحياء والتنفيذ، مثل اتفاقيات الدفاع العربي المشترك، واتفاقيات تبادل المعلومات، ونظم المناورات المشتركة، وليس معقولا أن نكون منضبطين حين يطلب منا أدوارا في الإطار الدولي مثل الأدوار التي قمنا فيها ضد العراق لصالح أميركا، وضد ليبيا لصالح حلف الناتو، وضد اليمن لصالح المجهول، والقائمة طويلة، ونعجز حين يكون المطلوب منها لصالح ضرورات الأمن القومي مثل اتفاقيات الدفاع العربي المشترك.
صحيح أن هناك اختراقات داخل الصف العربي من دول ومن حركات وأحزاب، لكن هذه ستكون عديمة الحيلة حين تكون ضرورات الأمن القومي العربي هي التي في المقدمة، وكان التنسيق العربي ولو بحده الأدنى بالغ التأثير في حسم المعركة ضد اختراقات الإخوان المسلمين في مصر الذين كانوا يعتبرون فرس الرهان لدى تحالف دولي وإقليمي واسع!!! كما ثبت من خلال توقيت وفاعلية الضربة الجوية المصرية ضد داعش في درنة الليبية، أن النظام الإقليمي العربي لو أتفق على قلع أشواكه بيديه، فسوف يكون الأكفاء، وسوف يوفر المزيد من الدماء والأموال والإمكانات، فها نحن نرى أن التحالف الدولي الذي تقوده أميركا ضد داعش لم ينجح حتى الآن في أن يحدد لها ماهي داعش بالضبط، بينما كل جهد عربي يحقق لها بسرعة نتائج حقيقية على الأرض، وضربة داعش في درنة عل يد الجيش المصري البطل هي أكبر دليل.
Yhya_rabahpress@yaho.com

مواضيع ذات صلة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

أهم الأخبار

فتح ميديا أوروبا