الرئيسيةمختاراتمقالات«عاصفة الحزم» كتب سميح شبيب

«عاصفة الحزم» كتب سميح شبيب

لعل من يعود لسجل الحروب اليمنية، ومنها الحروب اليمنية العربية، يدرك حقيقة بسيطة وأولية، بأن تلك الحروب شائكة وطويلة ودامية في آن، يعود ذلك لسبب واضح، وهو الجغرافيا اليمنية، وتضاريس اليمن، إضافة لنوعية المقاتل اليمني، القادر على التعامل مع تلك الجغرافيا القاسية. دارت رحى معارك قاسية في السنوات الماضية باليمن، ما بين يمنيين ويمنيين، لكنها اتخذت طابعاً طائفياً. ذلك ان الحوثيين هم من الشيعة، في حين أن رجال الحكم وقادة الجيش والساسة، هم من الطائفة السنية.

نمت قوة الحوثيين، بدعم مباشر من ايران، بل تمكن الحوثيون من حيازة أسلحة ثقيلة، قادرة على حسم الأمور في اليمن لمصلحتها، ومنها المدفعية الثقيلة والصاروخية والطيران، والتكنولوجيا العالية. استمر الحوثيون في صراعهم ضد السلطة والحكم، وصولاً الى عدن، وتهديد الحياة الدستورية في اليمن، وصلت الأمور الى حافة انهيار الحكم الشرعي، وإحلال الحوثيين بدلاً منه، كان من شأن ذلك، تهديد المؤسسة الحاكمة في اليمن، وبالتالي تهديد الأمن والاستقرار في الخليج والسعودية، ما استدعى توجيه نداء من الرئيس اليمني الشرعي، لإخوانه العرب، وللعالم أجمع، بإنقاذ الشرعية اليمنية.

لاقى نداء الرئيس اليمني استجابة سريعة ومباشرة من لدن السعودية ودول الخليج التي رأت في التمدد الحوثي، تمدداً للنفوذ الإيراني، تحالفت دول عدة وبقيادة السعودية، لتشكيل قوة جوية، لا يستهان بها، وبدأت تلك القوة بتسديد ضرباتها ضد أهداف استراتيجية، خاصة فيما يتعلق بالمطارات التي تسيطر عليها قوات الحوثي. أبدت دول عدة رغبتها في المشاركة، بعملية عاصفة الحزم، ومن تلك الدول جمهورية مصر العربية.

لعله من نافلة القول، بأن الضربات الجوية، ومهما تعاظم شأنها لا تستطيع حسم الأمور، خاصة في وضع جغرافي، كوضع اليمن، وبالتالي فإنه لا بد من تدخل بري، يتمكن من اجتثاث التمرد الحوثي، وإعادة الشرعية للبلاد اليمنية.

التدخلات العسكرية البرية في اليمن، منيت جميعها بفشل ذريع بعد طول تلك الحروب، ومنها التدخل السعودي والتدخل المصري.

من الصعب التنبؤ بما ستؤول اليه الأمور، لكن حقيقتين باتتا شاخصتين في تلك الحرب، وهما: الاعتماد الرئيس على سلاح الطيران، وسلاح عربي، تشارك به دول عدة، والحقيقة الثانية، بأن تلك الحرب لن تكون سريعة او خاطفة، بل حرب طويلة، قد تشارك بها قوى برية، قوامها الرئيسي سيكون مصرياً.

ستفتح الحرب في اليمن، ملفات شتى، خاصة في العراق وسورية ولبنان، ذلك ان الحرب اليمنية، هي حرب تقوم بها دول عربية، ترى في التدخل الإيراني في اليمن، خطراً على الأمن والاستقرار العربي، خاصة في دول الخليج والسعودية.

هناك تمدد إيراني في العراق وسورية ولبنان، وبالتالي، ستكون هنالك أسئلة مطروحة، حول مخاطر هذا التمدد وآثاره، وإمكانات الحد منه، الاحتمالات مفتوحة، وهي خطرة، على أية حال، وتستند الى محاور مذهبية، أكثر منها سياسية.

نقلاً عن صحيفة الأيام

أخبار ذات علاقة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

أهم الأخبار

اخترنا لكم

المكتب الإعلامي الفلسطيني في أوروبا