الرئيسيةمختاراتمقالاتالشهيد حمودة.. حليم كتب عيسى عبد الحفيظ

الشهيد حمودة.. حليم كتب عيسى عبد الحفيظ

مواليد مدينة نابلس سنة 1949 العام الذي تلا النكبة فتح عينيه ليشاهد جموع شعبه لاجئين في مخيمات بائسة حول مدينة نابلس، يكابدون صعوبات الحياة ولقمة العيش، اكوام من ابناء شعبه تتكدس بالاكواخ القصديرية والطينية ينتظرون بفارغ الصبر نهاية كل شهر لتجود عليهم وكالة الغوث بما قد يبقيهم على قيد الحياة.
انهى دراسته الابتدائية والاعدادية والثانوية في مدارس نابلس، ليذهب بعد حرب حزيران 1967 الى جامعات يوغسلافيا وتحديدا في مدينة سراييفو عاصمة جمهورية البوسنة، لم تكن حرب حزيران الا الصاعق الذي فجر عند حمودة كل الكبت الوطني الذي اختزنه منذ عام النكبة، وها هي نكسة اخرى، بل ونكبة اخرى تلم بأبناء شعبه ولتطاله هو شخصيا، بعد ان سقطت الضفة الغربية تحت براثن الاحتلال، وتحولت نابلس الى مدينة مستباحة للجيش الاسرائيلي يفعل فيها كل ما يريد من اعتقالات وتصفيات وتفتيش ومتاريس.
لذا، لم يكن غريبا ان يسعى في الخطوة الاولى لرفض الامر الواقع، فكانت فتح ملاذه الوحيد لترجمة ذلك الرفض، وتحويله من رغبة دفينة الى واقع ملموس وحقيقة ساطعة، سارع الى الالتحاق بالحركة وتدرج بالتسلسل التنظيمي ليصل الى رتبة متقدمة عضوا في اقليم يوغسلافيا.
وبما ان المعركة كانت مستعرة بين رابطة الطلبة العرب (الاتجاه الناصري)، وحركة فتح حول الاحقية في السيطرة على الاتحاد العام لطلبة فلسطين، سارع (حليم) لخوض وحركة التمثيل والتي نجح شباب فتح في النهاية بالسيطرة على فروع الاتحاد في بلغراد وسراييفو وغيرها من المدن ليكون الاتحاد فعلا لا قولا احدى اهم مرتكزات حركة فتح، وقاعدة خلاقة تمد التنظيم بخيرة الكوادر المثقفة والمناضلة والمقاتلة في اوقات الشدة، وهذا ما حدث لاحقا..
عام 1976 وعندما اطلقت حركة فتح نداءها الشهير برفد الثورة في لبنان، ضد المؤامرة التي بدأ بتنفيذها النظام السوري حليف القوى الانعزالية آنذاك، كان حليم اول الملبين لنداء الثورة، وكان معه على ما اذكر الشهيد ابراهيم اسد، والشهيد انطون ابو عيطة، والشهيد محمد يونس، والشهيد محمد الهندي، والشهيد حازم شحادة، والاربعة الآخرون سقطوا في معركة واحدة وفي وقت واحد في معركة «القماطية)، ودارت الايام لينهي حليم دراسته في العلوم السياسية حاصلا على شهادة الماجستير وليلتحق متفرغا في الحركة التي كلفته بالاشراف على مكتب فتح في طهران بعد انتصار الثورة الاسلامية بديلا للقائد الشهيد هاني الحسن الذي كلف بمهمة سفير فلسطين هناك، لكنه ما لبث ان اختلف مع القيادة الايرانية وتلك قصة اخرى رواها لي بالتفصيل سآتي على ذكرها لاحقا ان شاء الله.
ترك حليم طهران بناء على طلب القائد الشهيد ابو جهاد الذي كلفه بالاشراف على مكتبه في بيروت، ثم لم يلبث ان أوكل له مهمة انشاء مكتب تحت مسمى (مكتب حركات التحرر) هذه المهمة الصعبة التي تولاها حليم بكل جدارة، وتوثقت علاقات فتح مع كل حركات التحرر الوطني في العالم من اميركا اللاتينية الى اوروبا وآسيا وافريقيا، تلك الحركات التي تسعى للتحرر من الاستعمار والانظمة التابعة له والفاسدة بل والمتآمرة على كل حركات النضال والتحرر، وهنا امتدت يد فتح المعطاءة لتغطي الكرة الارضية برمتها ولتصبح حركة تحرر عالمية بامتياز.
بقي حليم في البقاع بعد الانسحاب من بيروت فحدث الانشقاق الذي بدأ بالاستيلاء على المكاتب والامكانيات خاصة ان فتح كانت في مرحلة التراجع من الساحة اللبنانية، وما زالت تعيش مرحلة الصدمة، صدمة الخروج من القاعدة المركزية.
دافع حليم ومن كانوا معه عن معقلهم قرب شتورا عندما هوجم وسقط هناك ليجري دفنه في مقبرة صويلح بالاردن، وما زال حليم ينتظر هناك ليجري نقل جثمانه الى نابلس الى ارض الوطن الذي اعطى كل ما يملك من أجله.

أخبار ذات علاقة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

أهم الأخبار

اخترنا لكم

المكتب الإعلامي الفلسطيني في أوروبا