الرئيسيةمختاراتمقالاتالبابا والأبو والابن والبينت كتب حافظ البرغوثي

البابا والأبو والابن والبينت كتب حافظ البرغوثي

الاستياء الذي أبداه بعض اليهود في ايطاليا واسرائيل لأن البابا فرانسيس قلد الرئيس أبو مازن ميدالية ملاك السلام يعبر عن عطش اسرائيلي إلى ملاك الموت.. فالرئيس منذ بداياته ظل وفيا مخلصا لمبادئه أي السلام والتفاوض من أجله ورفض العنف بكل أشكاله، وما زال يطرق أبواب الأمم المتحدة والمحافل الدولية وعواصم الدول المختلفة بخطابه السلمي واستعداد شعبنا لاستئناف المفاوضات على الأساس الذي نتجت عنه وهو عدم الاخلال بمتطلبات التفاوض وهي وقف الاستيطان والافراج عن الأسرى وترسيم حدود الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية المحتلة.
لم نسمع أن الرئيس هدد بالعنف أو الرد على الاعتداءات الاستيطانية اليومية والممارسات الاحتلالية الجائرة شاهرا سيفا أو محرضا على الرد بالمثل. بل استطاب الاحتلال المظلة الأميركية التي تحميه سياسيا وقانونيا ليوغل في ممارساته وتحديه للرأي العام الدولي. ولعل مثابرة الرئيس وسبر غور أوروبا التي بدأت تتحرك جديا نحو مقاطعة اسرائيل وعزلها مع مستوطنيها أدت الى هذا الانفتاح الاوروبي على قضية شعبنا وممارسة الاتحاد الاوروبي لدوره في دفع عملية السلام بعد العجز الأميركي البائن والمتعثر والمنحاز للطرف المعتدي. وتأتي زيارة مفوضة العلاقات الخارجية الأوروبية فيدريكا موغيريني في هذا السياق لتأكيد ضرورة التمسك بحل الدولتين الذي تحاول حكومة اليمين السابقة والحالية دفنه كآخر أمل باق لاحلال السلام في المنطقة.
الاستياء الاسرائيلي من وصف البابا للرئيس أبو مازن بملاك السلام ليس مجازيا بل هو واقع يسعى الرئيس إلى تجسيده طلبا للسلام والأمن والحياة الكريمة لكلا الشعبين، لكن هناك على الجانب الآخر ملاك الحرب الذي يقتات على دمنا ودم اليهود من السياسة الاحتلالية المستمرة التي تعادي الاستقرار وحقن الدماء وتسد أي أفق للأمل. فمن يرفض ملاك السلام لا بد وأن يكون ملاك الحرب، وهذا واقع حكومة اليمين الاسرائيلية، فالبابا لم يبالغ بشأن أبو مازن.. وإن لم يشر إلى حكومة بن يامين ونفتالي بينيت فإنه كاد يقول إن هناك نقيضا اسرائيليا لملاك السلام.

أخبار ذات علاقة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

أهم الأخبار

اخترنا لكم

المكتب الإعلامي الفلسطيني في أوروبا