حماس تبحث عن حسن سلوك كتب مركز الإعلام

سارعت حماس للدفاع عن موقفها وتقديم تبريرات لإسرائيل بعد ردود الفعل الاسرائيلية الغاضبة التي اعقبت سقوط صاروخ على حدود اسرائيل الجنوبية قادما من قطاع غزة المنطقة التي تسيطر عليها حماس.
حماس ابلغت اسرائيل انها غير معنية بالمواجهة معها وأنها قامت بما يجب القيام به من اجل ابعاد مخاطر ردود الفعل الاسرائيلية باحتمالية توجيه ضربات اسرائيلية جديدة لقطاع غزة، وقد ابلغت حماس اسرائيل بأنها قامت باعتقال خلية “من الجهاد الاسلامي” والتي اطلقت الصاروخ على اسرائيل، كما انها قامت بالاتصال بالفصائل الفلسطينية لتوحيد الجهود في الحفاظ على الهدوء حيث اوضحت حماس بان اطلاق الصواريخ لا يصب في مصلحة الفلسطينيين.
منذ متى كان اطلاق الصواريخ على اسرائيل لا يصب في مصلحة الفلسطينيين من وجهة نظر حماس وهي التي اشبعتنا وطنية بمقاومتها وأهدافها الساعية لتحرير كل فلسطين من براثن الاحتلال الاسرائيلي، الا يشكل ذلك تناقضا في مواقف حماس، فتارة تتغنى بالمقاومة وتريد تحرير الارض وتارة تتحدث عن عدم جدوى “المقاومة” في خدمة الاهداف الفلسطينية، اللهم الا اذا كان لدى حماس تفسير آخر حول مفهوم المقاومة، وهل تعتبر هذه الصواريخ التي تسقط على اسرائيل بغض النظر عن مصدرها جزءً من المقاومة ام انها بقيت في اطارها الاعلامي وفي خدمة السياسات العامة لحركة حماس.
المتتبع للاحداث يدرك تماما ان “المقاومة” ليست هدفا استراتيجيا لدى حماس بل هدفا تكتيكيا تستخدمه كلما لاحت لها الفرصة لتسويق مفهوم المقاومة او كلما لاحت الفرصة لتحقيق مكاسب سياسية، لان مفهوم المقاومة تاريخيا لا يخضع لعوامل التاريخ والجغرافيا طالما بقي هناك احتلال وطالما تتبنى حماس “استراتيجية المقاومة”.
الاضرار التي تحيط بالمقاومة تأتي فقط من جانب الجوار كما تدعي حماس وكثيرا ما كانت حماس تتفاعل مع الاحداث السياسية المحلية والاقليمية والدولية بأنها تشكل استهدافا للمقاومة مع كل نقد او هجوم يوجه لسياسة حماس، فاذا كان الامر كذلك فما بال حماس تشن هجومها على “المقاومين” وتعتقلهم.
هرولة حماس نحو اسرائيل وقيامها باعتقال “المقاومين” ناتج عن مخاوف جديدة لا تتعلق بالتهديد العسكري الاسرائيلي، بقدر مخاوفها من تراجع اسرائيل عن الاتصالات الجارية بينهما والتي تراهن حماس عليها في قطف ثمار سياسية ربما تستخدمها حماس كورقة رابحة في صراعها مع حركة فتح والقيادة الفلسطينية وتبقى تبرزها من اجل المساومة.
تصريحات حماس بان هذه الصواريخ لا تصب في المصلحة الفلسطينية يعيدنا الى بدايات القرن الحالي عندما كانت القيادة الفلسطينية تخوض معركة سياسية شرسة مع الاحتلال وكانت حماس ترسل رجالها للقيام بعمليات داخل الخط الاخضر من اجل افشال المفاوضات، وعندما كانت فتح تتساءل عن اهداف هذه العمليات وتوقيتها وبانها لن تخدم المصلحة الفلسطينية، كانت تتهم بالخيانة من قبل حماس.
ما اشبه اليوم بالبارحة … اليوم اصبحت الصواريخ والمقاومة تصب في غير مصلحة فلسطين وبالأمس كانت نعم.
اذاً متى تكون “المقاومة” مصلحة وطنية ومتى تكون ضد مصالح الشعب الفلسطيني؟ هذا التساؤل متروك للباحثين والمحللين السياسيين للاجابة عليه، ولا بأس لو كان هناك ايضا اطراف من حركة حماس توفر المساعدة للاجابة على هذا التساؤل ايضا وهذه الاستفسارات لكن اجابتهم لن تكون بعيدة عما نطرحه حاليا وهو ان حماس ومقاومتها عبارة عن سلعة تجارية استغلت لأهداف خبيثة في خدمة اهدافها السياسية ومصالحها العامة وليست من اجل خدمة المصالح الوطنية، لان حماس تبقى عاجزة عن ذلك لأسباب تتعلق في تكوينتها وتركيبتها الايديولوجية.

مواضيع ذات صلة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

أهم الأخبار

المكتب الإعلامي الفلسطيني في أوروبا