الرئيسيةمختاراتاخترنا لكمغطرسة اسرائيل تثير استياء الاميركيين اليهود

غطرسة اسرائيل تثير استياء الاميركيين اليهود

كتب أستاذ العلاقات الدولية بمركز الدراسات الدولية بجامعة نيويورك آلون بن مئير مقالاً انتقد فيه إسرائيل لنكرانها للجميل الذي تقدمه لها الولايات المتحدة يوماً بعد يوم وتمكنها من “التصرفات غير المسؤولة”.
واعتبر هذا المقال ردا على انتقادات سفير إسرائيل السابق في واشنطن مايكل أورين الذي نشر مقالين متتالين الأسبوع الماضي وجه فيهما انتقادات شخصية تنضح بالعنصرية للرئيس الأميركي باراك أوباما متهما إياه بالتخلي عن إسرائيل و “محاباة المسلمين بسبب نشأته الإسلامية”
ويقول مئير في مقالته التي نشرت على شبكة سي.إن.إن الأميركية يوم 22 حزيران “لا أحد يستطيع أن ينكر الصداقة الوثيقة، الملزمة، التي لا نظير لها ما بين الولايات المتحدة وإسرائيل. لقد خدمت هذه الرابطة القويّة جدّا ً كلا البلدين، وبالأخصّ إسرائيل التي استفادت سياسيّا ً واقتصاديّا ً وعسكريّا ً من الدّعم الأمريكي الثابت واللامحدود الذي ساعد إسرائيل كي تصبح قوّة لا يُعلى عليها في الشرق الأوسط”.
ويضيف مئير بلهجة تشير إلى نكران إسرائيل ودفعها نحو الضرب بعرض الحائط بالمعايير الدولية “ولكن يبدو الآن بأن الدّعم الأمريكي الجليّ وتلك الصداقة التي لا مثيل لها قد مكّنت إسرائيل في أن تترسّخ أكثر في الضفة الغربيّة عن طريق بناء وتوسيع المستوطنات ومصادرة أراض ٍ فلسطينيّة، الأمر الذي يجعل من إمكانيّة تحقيق السلام أكثر بعدا ً من أي وقت ٍ مضى”.
ويقول “بصرف النظر عن الحروب والصراعات المسلّحة التي تجتاح المنطقة منذ نشأة إسرائيل، فقد حافظت الولايات المتحدة على يد ٍ ثابتة في دعمها لإسرائيل، حتّى على حساب مصالحها الإستراتيجيّة في المنطقة، وبمسؤوليّة أخلاقيّة والتزام لتقديم المساعدة والنّصح والموارد والحماية حسب الحال، ولكن عندما يدرك أحد بأنه بدلا ً من مساعدة صديق (مساعدة إسرائيل للولايات المتحدة بالمقابل) فإنه يسمح لهذا الصّديق في الواقع، أو يمكّنه، من إلحاق الأذى بنفسه”.

ويشرح مئير “لنأخذ مثالا ً أو تشبيها ً بسيطا ً على ذلك: إذا كان صديقي مدمنا ً على المخدرات، تأتي لحظة يصبح فيها إعطاؤه نقودا ً (في وضع إسرائيل والولايات المتحدة: تزويد إسرائيل بالمساعدة العسكريّة والدّعم الإقتصادي وبالأخصّ التغطية السياسيّة ) مساهمة بشكل ٍ مباشر في استمرار هذه العادة المدمّرة؛ يجب عليّ بالضبط في هذه الحال وباسم الصداقة التي تربطنا أن أرفض إعطاء صديقي المدمن هذا ما يرغبه بشدّة”.
ويعتقد كثير من الخبراء ان العلاقات الأميركية – الإسرائيليّة في الوقت الحاضر عند أدنى مستوى تاريخي لها لأنّ أوباما أراد أن يظهر شيئا ً من “الحبّ القاسي” بممارسة ضغط ٍ محدود على إسرائيل لتعليق النشاط الإستيطاني “ولكن ومن باب السخرية هنا أنّه في الوقت الذي تعتقد فيه الولايات المتحدة بأن السّلام الإسرائيلي – العربي سيوفّر لاسرائيل الامن الطويل الأمد، غير أنها لم تمارس ضغطا ً كافيا ً على إسرائيل للسعي وراء السّلام، الأمر الذي يتطلّب بالضرورة القيام بتنازلات جوهريّة” بحسب مئير.
ويحذر مئير إدارة الرئيس أوباما من ان “كلّ يوم تسمح فيه الولايات المتحدة باستمرار الإحتلال تعرّض فيه بدون قصد أمن إسرائيل القومي للخطر، هذا بالرغم أنها ملتزمة بالحفاظ على هذا الأمن بالذات”.
واضاف “إن إسرائيل تحفر لنفسها في الوحل أعمق فأعمق، هذا في حين تبقى الولايات المتحدة حامية لها، وان إمكانيّة التوصّل لحلّ الدولتين تصبح أكثر ضعفا ً وأقلّ احتمالاً، الأمر الذي يهدّد وجود إسرائيل كدولة يهوديّة وديمقراطيّة”.
وقال مئير بانه”يجب على الولايات المتحدة ألاّ تعطي إسرائيل بعد اليوم صكّا ً (شيكا ً) مفتوحا ً على أمل أن تستخدمه إسرائيل بحكمة. لقد فشلت إسرائيل في هذا الاختبار وتصبح الولايات المتحدة نتيجة لذلك شريكا ً في سياسات إسرائيل المدمّرة ذاتيّا، ونظراً لأنّ للولايات المتحدة حصّة معنوية وأخلاقية ومادية في خير وسلامة إسرائيل وملتزمة ً في الحفاظ عليها، يجب أن تكون قادرة على تشكيل سلوك إسرائيل والتأثير عليه، وبالأخصّ فيما يتعلّق بصراعها مع الفلسطينيين”.
واستهجن مئير فكرة عدم قدرة الولايات المتحدة في الضغط على إسرائيل قائلاً “هناك من يقول بأن إسرائيل دولة ذات سيادة ولا تستطيع أية دولة أخرى، بما في ذلك الولايات المتحدة أن تملي عليها ما تفعله أو ما لا تفعله، إلا أن الواقع هنا هو أنّ إسرائيل تعتمد على الولايات المتحدة سياسيّا ًوعلى حماية أمنها الوطني بشكل ٍ خاصّ، ولذا لا تستطيع في نفس الوقت أن تتحدّي الولايات المتحدة وتستمرّ في توقّع هذا الدّعم الغير مشروط.”

وفي قضية متعلقة، يشار إلى أنه وفي خطوة غير مسبوقة وجه إبراهام فوكسمان ، زعيم المنظمة الأميركية اليهودية “عصبة مواجهة التشهير” بالغة التأثير في الأوساط اليهودية الأميركية وجه اثناء حواره في مؤتمر في نيويورك الأسبوع الماضي أجراه معه الكاتب شمي شاليف في صحيفة هآرتس نقداً لاذعاً لإسرائيل “بسبب عدم تقدمها بخطة سلام ولمعاملتها اليهود الأمريكيين وكأن تأييدهم ولإسرائيل أمر مفروغ منه (أوتوماتيكيا مهما فعلت) وبسبب تعاملها مع الولايات المتحدة باحتقار”.
وحذر فوكسمان أن هذا التأييد “يقع في موقع الخطر” حيث تبدو إسرائيل وكأنها “عمياء للرأي العالمي”.
ولدى متابعة شاليف قال فوكسمان “لقد تعهدنا بدعم إسرائيل ، بعضنا بشكل مطلق وبدون تحفظات، والبعض بتحفظ ، ولكن إسرائيل تبدو وكأنها لا تتفهم، أو تحترم، أو تقدر هذه الشراكة (الأمريكية-اليهودية)”.
وأضاف “يجب أن يكون هناك إظهار للمزيد من الحساسية والتعلم والمعرفة لقيمة جاليتنا (اليهودية الأميركية) عدا عن إرسال الشيكات (والأموال) في لحظات الأزمات والجري إلى الكونجرس. على إسرائيل أن تغير من نهجها في الكثير من الأمور كون وجودها يتعرض للخطر خاصة وأنها تأخذ التأييد اليهودي الأميركي وكأنه أمر مفروغ منه مما يقوض قاعدة تأييدها في الولايات المتحدة” .

صحيفة القدس

أخبار ذات علاقة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

أهم الأخبار

اخترنا لكم

المكتب الإعلامي الفلسطيني في أوروبا