ابو مازن .. الشجاع الرابع

ما بين منهج العقلانية والواقعية السياسية، والخضوع والتسليم بالأمر الوقع خط احمر دقيق رفيع، لكنه كالذهب، ليّن ومتماسك، يلف تاريخ الانسانية على الكرة الأرضية سبع دورات ولا ينقطع، طرفه الأول الايمان بالحق، والآخر التمسك بالثوابت.

يحق للشعب الفلسطيني الفخر بأن قائد حركة التحرر الوطنية الفلسطينية محمود عباس هو الحي الوحيد من اربعة قادة عرب (مناضلين، ثوريين، وطنيين) هو رابع الموروث منه قيادة حركة التحرر الفلسطينية وزعامة الشعب، واحد رموز حركة التحرر العالمية، القائد الرئيس الشهيد ياسر عرفات ابو عمار، والزعيم العربي المصري الخالد جمال عبد الناصر، والزعيم الرئيس العربي الجزائري الشهيد هواري بومدين، فهؤلاء ما علت هاماتهم، الا لأنها مرفوعة بالأساس على مبادىء الحرية والكرامة واستقلالية القرار الوطني، حدقوا بوجه (العم سام) الأميركي وقالوا (لا) قوية صريحة، فكرامة وحقوق وحرية شعوبنا لا يستفتى عليها، ولا تباع ولا تشترى، لا تخضع للمساومات، ولا الحسابات الشخصية السلطوية.

يحق للشعب الفلسطيني الاطمئنان والاحساس بالأمان لأن رئيسهم وقائدهم ابو مازن، متمسك بالثوابت الوطنية، يناضل لمنع تكبيل (ارادة) الفلسطينيين وجرها للبيع في سوق النخاسة السياسية, كما تبيع جماعات واحزاب (الاسلامويين) جواري التهدئة والهدنة لمن يدفع ذهبا اكثر !. ولا يقبل أبداً بتقديم القدس، ومقدساتها المسيحية والاسلامية، ومعالمها الثقافية، الدليل الحي على نبات الشعب الفلسطيني من هذه الأرض المقدسة، كمقابل لحق هذا الشعب بالحرية والاستقلال، حتى لو اقر الغزاة المحتلون لنا بدولة، فدولة فلسطينية بلا القدس، كقصر في وسط صحراء قاحلة لا يدب على رمالها، او يطير في فضائها مخلوق! صحراء لا خضرة فيها، ولا ماء تنزل عليها من السماء، حجارته من المرمر، وابوابه مذهبة، وكراسيه عاجية، لكنه بلا انسان يعمره بالايمان بالمحبة والسلام، والعمل والعطاء، يبعث فيه روح الحضارة، ويناجي من اعلى ابراجه الكنائسية واسواره المانعة، ومآذنه الجامعة رب السماء، فاصحاب المشروع الصهيوني الاحتلالي الاستيطاني، يظنون انهم بالحلول الاقتصادية، وتشديد الضغوط الأمنية واثقالها بجرائم ضد الانسانية، وسجلات الاستهتار والاستهزاء بالقوانين والمواثيق الدولية يحلون عقدة ارتباط الفلسطيني بحقه التاريخي والطبيعي بأرضه فلسطين وتاريخه فيها، الذي تشهد عليه ثقافته بنت هذا الوطن الأبدي.

رئيس الشعب الفلسطيني لم يصف الولايات المتحدة الأميركية بـ (الشيطان الأكبر ) ولم يهدد بازالة دولة اسرائيل عن الخارطة، ولا يملك التحكم بمئات مليارات الدولارات، وفلسطين لا تعوم على بحر بترول، ولم يصنع لنفسه (ولاية) يحرك بفتاويها ومفاهيمها المذهبية الملايين، فابو مازن يؤمن بشق الأنفس مستلزمات بناء مستلزمات البنى الصحية والتعليمية والاقتصادية للبلد، لا يصرف المليارات لانشاء مفاعلات نووية، ورغم ذلك يبقى متمسكا بثوابت الشعب الفلسطيني، هدفه تحقيق عدالة الأمم الانسانية الحضارية المؤمنة بمنهج الحرية والديمقراطية، لم ولن يرضخ لحصار سياسي ومالي، او لتهديدات (بلطجية) دولة الاحتلال (الليبرمانية) باستهدافه واغتياله، حتى لو لوحوا له مهددين بانشاء (دويلة الاخونجية الحمساوية) في غزة كبديل نهائي عن دولة فلسطينية اقرت دول العالم بضرورة قيامها واستقلالها. ورغم ذلك بقي رافعا رأسه كشعبه، لم يخضع، لم يوقع، لم يتنازل، لم يتراجع، فالقائد التاريخي لا يصطنع معارك اعلامية وهمية مع (الشياطين الكبار والصغار)، ولا يتسلل من خلف الخطوط الشرعية لانشاء قواعد ارتكاز خلفية يستخدمها في لعبة الاستحواذ على جغرافيا النفوذ، وانما يحول مسار الزمن لصالح القضية والمبدأ والشعب، تبرز شجاعته في اللحظة التاريخية فينازل بشرف وحكمة وتعقل وواقعية، تعلو هامته وهو يرى الشهداء والأسرى وآلام الشعب كالجبل، فالجبال اوتاد الأرض وعمادها، والوقوف على قممها شرف لا يصل اليه الا شجعان السلام، المخلصون الشرفاء، الصادقون الأوفياء، الأمناء على القرار والمسؤولية، العاملون على السلام والحرية والكرامة ويقدمون الخير لشعبهم على انفسهم كأبي مازن، الشجاع الرابع الحي بعد الثلاثة الشهداء .. فكل عام وانتم بخير

كتب موفق مطر

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

فتح ميديا أوروبا
Exit mobile version