الرئيسيةتقاريرشموع المسيرةمن الذاكرة اليوم استشهد تل الزعتر 12-8-1976

من الذاكرة اليوم استشهد تل الزعتر 12-8-1976

قبل أشهر من استشهاده تجمعنا في بلدة كيفون من اجمل بقاع العالم ومن ثم انتقلنا إلى بلدة اسمها العبادية وهناك التقينا بالأخ الشهيد ابو جهاد الوزير وكنا ما يقارب الأربعين مقانلا وكان المسؤول المباشر عنا الملازم اول خليل الجمل ونائبه الشهيد ابو فراس وهم ضابطان خريجان الكلية العسكرية الفلسطينية تحدث الاخ ابو جهاد مبينا معاناة شعبنا في مخيم تل الزعتر وحجم المؤامرة التي تحاك على ثورتنا الفلسطينية وأن القوى الانعزالية تريد تغيير وجه لبنان العربي إلى دولة حليفة للعدو الصهيوني وأن دخولنا إلى تل الزعتر سيرفع معنويات شعبنا ومقاتلينا وفتح جهاز راكال وتحدث إلى الاخ المسؤول العسكري لحركة فتح في تل الزعتر الاخ أدهم رافعا من معنوياته وقال له بأن العصافير في الطريق إليك،وأبلغ الاخ أدهم ابو جهاد تحياته وتحيات جميع الأخوة في تل الزعتر .وكنا نستمع إلى المكالمة.

انطلقنا في طابور فردي نحمل اسلحتنا الفردية وجعبة ظهر تحتوي على عتاد ووجبة غذاء كاملة ممهورة باسم القوات المسلحة الليبية بداخلها بسكويت مملح وعلبة سردين وطون ومربى واشترينا من الدروز فرسين اصيلين بالمبلغ الذي طلبوه من بلدة العبادية وترجلنا في طريق وعرة جدا هبوطا إلى وادي تدعي وادي الجماجم وسميت كذلك لكثرة وجود بقايا عظام بشرية وجماجم فيها وهي عميقة جدا ووعرة ووصلناها في ساعتين من المسير استرحنا في بطن الواد ثم صعدنا إلى مكان فيه مزرعة للخنازير ومصنع خرطوش صيد ويقعان في خراج بلدة المونتفردي وصلنا منهكين متعبين لا حول لنا ولا قوة وصلنا عصرا ونمنا حتى الساعة الثالثة فجرا وكنا جزء من عديد قوة للهجوم على المونتفردي والسيطرة عليها لتخفيف الضغط العسكري على تل الزعتر وهي البوابة إلى المخيم وتسللنا عبر الوعر حتى وصلنا إلى أطرافها وتمركزنا في مباني فخمة (فيلات) دون قتال وكانت فارغة وعند الفجر وطلوع الصباح كان القنص وإطلاق النار والقذائف علينا من كل جانب فاشتد الحصار علينا في المباني واشتد القصف من قلعة بيت مري التي تشرف علينا من علو واستشهد البعض وبقيت الجثامين على الأرض حتى غابت الشمس انسحبنا مع الغروب نجر معنا ذيول الهزيمةو جثامين الشهداء وجرحانا وأذكر أن شهيدا من الوحدة الخاصة قوات اجنادين من ال ابو الهيجا كان ضمن الشهداء .

عدنا ادراجنا إلى نقطة التجمع بالقرب من مزرعة الخنازير وبقينا هناك وبدأنا بإخلاء الجرحى والشهداء وكنا نسلم بعضنا البعض الشهداء والجرحى وبقيت مع الجناح بإنتظار الأوامر لم يبقى في المونتفردي أحدا لا من القوات ولا من التنظيم حل الظلام وبتنا الليلة الثانية على جانب طريق فرعي وسط الغابات وعند الصباح صودف مرور سيارة لاندروفر عسكريه شاسي طويل وعليها رشاش دوشكا ومكتوب عليها الكتائب اللبنانية وبداخلها اثنان السائق وبجانبه شخص وآخر طويل القامة يمسك بيديه قبضتي الرشاش وساقين طالا المركبة بجانبيها أطلقت النيران من أكثر من رشاش تغربلت المركبة بمن فيها ولأننا لا نستطيع حمل الرشاش نزعنا الإبرة ورمينا الرشاش في الواد وبقيت جثث القتلى على الارض .

صدرت لنا التعليمات بالانسحاب إلى العبادية وصلنا إلى قاع الواد ربطنا جثمان شهيد على فرس ونهرناها فصعدت في طريقها إلى العبادية صعودا صعودا في طريق رجل للصيادين وفي مكان ما على طريق مكشوفة لقلعة بيت مري أطلقت قذيفة اتجاه الفرس فجفلت فسقط الشهيد على الأرض فأبت ان تتركه وتهرب وعند وصولنا إليها وجدناها فوق رأس الشهيد تشتم رائحته لم تتحرك من مكانها رغم حدة القصف وصلنا إلى العبادية ثم عدنا إلى كيفون استحممنا وغيرنا ملابسنا واعدنا تنظيم أنفسنا وارتحنا ثلاثة ايام بعدها سلكنا طريق آخر في رأس المتن طريق قرطاضة —– زندوقة تجاوزا لوادي الجماجم في طريق تل الزعتر وصلنا إلى مزرعة الخنازير مرة أخرى اتبعنا أسلوب آخر في الدخول إلى المخيم مجموعات صغيرة جدا من اثنان إلى ثلاثة أفراد مجموعات وصلت وأخرى استشهد أفرادها على الطريق من جراء كشفها او نصب لها كماءن ومجموعات انسحبت بعد أن وصلتها أوامر بالانسحاب بسبب سقوط تل الزعتر.

كتب العميد نزيه سلام (ابو ربيع سلام)

أخبار ذات علاقة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

أهم الأخبار

اخترنا لكم

المكتب الإعلامي الفلسطيني في أوروبا