افتتح مركز لاجئ الذي يعنى بقضايا وهموم الاطفال والشباب اللاجئين في الضفة الغربية فعاليات مؤتمره السنوي الثاني في اطار مشروع منتدى الشباب اللاجئ بمشاركة اثني عشر مؤسسة من مخيمات اللجوء بالضفة الغربية وبتمويل من مفوضية الاتحاد الاوربي.
وافتتح فعاليات المؤتمر مدير مركز لاجئ صلاح العجارمة حيث رحب بالحضور من اعضاء منتدي الشباب اللاجئ وتحدث عن المشروع واهمية الاستمرار به وتطويره لانه يساهم في خلق قيادة شبابية فاعلة و واعية لمسائل مختلفة مثل الحقوق وفق القانون الدولي كما انه فرصة لخلق تواصل بين الاجيال الشابة القيادية في المخيمات لان هذه الاجيال هي القيادات المستقبلية بالمخيمات.
واشار العجارمة الى ان فعاليات المؤتمر ستستمر ثلاثة ايام وتتضمن العديد من المحاضرات و ورشات العمل على تركز على تعريف الشباب اللاجئ على حقوقه المختلفة وكيفية السعي لمواصلة النضال بشتى الاشكال السياسية والشعبية مع اهمية تعريفهم بواقع الحال على مختلفة الاصعدة من جهة وتعريفهم بالقوانين الدولية والمحلية من الجهة الاخرى من خلال تقديم ورشات لعمل لشخصيات مختلفة سياسية وحقوقية ونضالية محلية ودولية.
واوضح العجارمة ان ابرز محاضرات المؤتمر هذا العام هي محاضرة للدكتور محمد اشتية عضو اللجنة المركزية لحركة فتح حول اسباب فشل العملية التفاوضية مع اسرائيل و واقع الحال السياسي على اكثر من صعيد بالاضافة الى محاضرة حول حقوق اللاجئين قدمها نضال العزة مدير مركز بديل لمصادر حقوق المواطنة واللائجين بديل.
كما تضمنت ورشات العمل والمحاضرات محاضرات لناشطات من اسكتلندا واقليم الباسك حول التجارب النضالية لشعوبهم ضد الظلم والقهر والاضطهاد واستمرار هذا النضال الذي يرتبط كثيرا بالنضال الفلسطيني لنيل الحرية والاستقلال.
بدوره قال محمد اشتية عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية انه سعيد جدا بلقاء هذه المجموعات الشبابية التي جاءت من 12 عشر تجمعا سكانيا ومخيما للاجئين الفلسطينين مشددا على ان حضورهم وسعيهم للمعرفة يعكس حرصهم على الوطن وقضيته خصوصا قضية اللاجئين التي تعتبر جوهر القضية والصراع الفلسطيني الاسرائيلي .
كما شدد على اهمية تتابع الاجيال وليس تزاحمها موضحا ان تتابع الاجيال امر مهم لياخذ الكل دوره موضحا انه لا يريد ان يرى تزاحم الادوار لان ذلك يردي الى غياب اصحاب التجرية على مختلف الاصعدة.
وقدم اشتية للمشاركين في المؤتمر شرحا عن الواقع السياسي على مختلف الاصعدة وبين ان اسرائيل لا تريد اقامة دولة فلسطينية حتى على حدود الرابع من حزيران لانها تدرك انه بمجرد اقامة هذه الدولة سيكون هناك بداية انتهاء دولة اسرائيل وبالتالي فهي تسعى لجعل الفلسطنين يعيشون في كانونات ومعازل دون أي مقومات سياسية.
وشدد اشتية على اهمية البناء على الايجابيات موضحا ان الواقع السياسي الذي جلب اتفاق اوسلو لم يكن سهلا في الوطن العربي موضحا ان للاتفاق ايجابيات اهمها عودة 150 الف فلسطيني من المهجرين قسرا لوطنهم واقامة السلطة التي بنت مؤسسات الدولة وما زالت تبني رغم كل الصعاب .
كما تطرق الى ان هناك سلبيات كثير للاتفاق لكن يجب العمل على تعديلها من خلال الوعي والعمل الوطني واعادة بناء منظمة التحرير لتستمر بدورها كبيت وطني لكل الفلسطينين في الداخل والخارج.
واشار الى ان اسرائيل لا تريد تحقيق السلام العادل والحقيقي وان من يقود اسرائيل اليوم لا يؤمن بعملية السلام ويسعى لتدمير ما تبقى منها مشددا على اهمية العمل الوحدوي الوطني الفلسطيني من اجل الحفاظ علي منظمة التحريرلانها من يحافظ علي حق العودة وهي من تضم ١٣ فصيل مشددا على اهمية التنوع في الساحة الفلسطينية .
واكد اشتية انه سعيد برؤية ياتون من جميع المخيمات لتوحد الصوت للشباب مؤكدا على ان الشبيبة هم الذخيرة لانكم جيل بداية تكون الشخصية موضحا ان الاسرائيلين يواصلوا العمل لاجتثاث الثورة والحقوق الفلسطينية من الوجود مشيرا الى انهم سرقوا الكتب والتراث ويريدون سرقة تاريخنا و وجودنا و بطشوا بنا بمجازر جماعية مشدا على ان المعركة اليوم على الرواية التاريخية مشددا على ان الاحتلال ما يزال يكتب كتب وينتج برامج وافلام لمحو التاريخ الذي يقول ان فلسطين للفلسطينيين
كما قال اشتية ان السلطة هي مجرد اسم لكنها في حقيقة الامر ما هي الا بلدية حيث كان من المفروض ان تتحول لدولة منذ ٩٩ لكن اسرائيل دمرت كل شيئ وسعت لتدمير السلطة والغاءها من خلال اعتداءاتها خصوصا في مرحلة الانتفاضة الثانية.
واوضح اشتية ان المفاوضات مع اسرائيل متوقفة منذ سنوات وان هناك شروطا فلسطينية للعودة للمفاوضات داعيا الشباب اللاجئ لاهمية ان يكون واعيا وعدم الانجرار وراء الاشاعات المغرضة كما اوضح لهم ان لقاء عريقات شالوم بعمان جاء بطلب اسرائيل حيث اشار شالوم ان اسرائيل تريد تقديم تسهيلات اقتصادية وهو ما رفضته القيادة الفلسطينية لان الموضوع ليس موضوعا اقتصاديا بل هو موضوع سياسي يتمثل بانهاء الاحتلال واقامة دولة فلسطين.
واكد اشتية على ان الفصائل جميعها بما فيها حماس موافقة على حل الدولتين موضحا انه سمع خالد مشعل يقول للرئيس اكثر من مرة انه موافق على مواصلة الرئيس محمود عباس للمفاوضات وصولا لحل الدولتين لكن الاشكالية كانت وما زالت في اسرائيل التي تسعى لتدمير الوجود.
واكد اشتية على ان الرد الفلسطيني على ممارسات اسرائيل يجب ان يكون بالوحدة الوطني والسعي لان يدفع الاحتلال الثمن لاحتلاله للاراضي الفلسطينية بحيث يجب ان تشعر اسرائيل بان الاحتلال يجب ان يكون مكلف من خلال حالة شعبية شاملة يشارك فيها الجميع لنقول للعالم اننا لا نقبل الوضع.
كما شدد اشتية على اهمية العمل على الاسرائيلي وهو المجتمع اليهودي الغير متجانس فمنهم الشرقيين والغربيين والفلاشا والروس وبالتالي فانه من السهل العمل على تفكيكهم لان اسرائيل تبذل قصارى جهودها لتفتيت شعبنا الفلسطيني.
كما اوضح ان القيادة ومعها الشعب يجبان يعملوا على على الضغط على المجتمع الدولي الذي يجب ان يعاقب اسرائيل اسرائيل ويقوف التصدير معها ويحاصرها اقتصاديا حيث طالبنا المجتمع الدوليباتخاذ هذه الاجراءات حتى تشعر اسرائيل ان تكلفة الاحتلال تجعلها تدفع ثمنا باهظا كما اننها نسعى لنقل المعركة الي الساحة الدولية
وتطرق اشتية الى امكانية تقديم مشروع فلسطيني فرنسي لانهاء الاحتلال واقامة دولة فلسطين لكن هناك محاولات للضغط ع فرنسا وحال فشل هذه المحاولة فان فلسطين اصبحت عضو بمحكمة الجنايات الدوليةو قدمت لوائح اتهام بملفات مثلالاستيطان وقتل اطفال غزة
وشدد على ان كل الخطوات السياسية الدولية من مفاوضات وتوجه للامم المتحدة ومؤسساتها والسعي لفرض عقوبات على اسرائيل اقتصاديا لن تحرر فلسطين الا اذا كان هناك عمل شعبي وجماهيري واسع مؤكدا اننا كفلسطينين لن ننتصر الا في حالة واحدة هي جعل اسرائيل تدفع الثمن.
ودعا اشتية الشباب اللاجئين في منتدى الشباب اللاجئ الى استخدام ادوات حديثة في النضال واهمها الهواتف الذكية موضحا ان هذه الادوات يمكن ان تكون اداة مهمة وايجابية في تحقيق الحقوق الفلسطينية ويمكن ان تكون ادوات تؤدي لضياع الحقوق الفلسطينية اذا ما ساتخدمت في غير محلها و وجهت لمزيد من الخلافات وهو ما تسعى اليه اسرائيل .
وشدد في ختام حديثه على اهيمة دور الشباب في اعادة بناء منظمة التحرير كشباب لاجي منظمة التحرير موضحا ان المنظمة تشيخ واصبحت هرمة ولا بد من ضخ دماء شابة فيها دون التجريح او الاساءة للاجيال المناضلة التي قدمت الكثير بالماضي وهي قادرة على لعب دور في مجالات مختلفة لانه لا بد من الاستفادة من هذه التجارب الوطنية.
كما اكد اشتية على انه من الداعين لعقد جلسة للمجلس الوطني لانتخاب لجنة تنفيذية جديدة لمنظمة التحرير والسعي لضخ دماء شابة في المنظمة بكافة اذرعها حتى تكون قادرة على العمل .
بدوره قدم المحامي نضال العزة مدير مركز بديل لمصادر حقوق المواطنة واللاجئين محاضرة حول القانون الدولي واهمية تطوير لغة الحوار في اوساط اللاجئين الشباب ليكونوا قادرين على مخاطبة المجتمع الدولي وفق هذه القوانين والاتفاقيات الدولية .
واشار العزة الى انه سعى لتعريف الشباب بالعديد من الانظمة والاتفاقيات والقوانين الدولية التي تركز على الحقوق الفلسطينية حتى يكونوا قادرين على محاججة اسرائيل ومن يقف سندا لها في المستقبل سيما وان هؤلاء الشباب هم من القيادات الناشطة والفاعلة على مستوى المخيمات ال 12 التي اتوا منها .
كما اوضح العزة ان الورشة تضمنت على مناقشات وحوارات حول مسالة تحقيق حق العودة ومخاوف الاحتلال الاسرائيلي من هذا الحق وسبل الرد على هذه المخاوف من خلال التركيز على ان قضية اللاجئين مسالة حق يمكن التعبير عنها تطبيقا للقانون الدولي.
واكد العزة على اهمية خلق قيادة شابة متمكنة وقادرة على تحمل مسؤولياتها اتجاه الحقوق الفلسطينية في المستقبل مشيرا الى انه شعر بالفخر اتجاه مواقف وقدرات الشباب في المناقشات حول معرفتهم وتمسكهم بالحقوق الفلسطينية وعلى ر اسها حق العودة.
واشتملت فعاليات المؤتمر على ورشات تدريبية اخرى تناولت الصراع في مناطق اخرى من العالم مثل النضال الاسكتلندي على مر العصور والذي ما زال مستمرا حتى يومنا هذا من اجل نيل الشعب الاسكتلندي لحريته حيث قدمت ناشطة اسكتلندية متضامنة مع شعبنا الفلسطيني محاضرة عن تاريخ النضال الاسكتلندي لنيل الحرية فيما قدمت ناشطة سياسية اخرى من اقليم الباسك شرحا عن تاريخ اقليم الباسك وتطور الصراع حتى يومنا هذا والاساليب والادوات المستخدمة من اجل السعي لنيل الحرية والاستقلال الكامل عن اسبانيا وفرنسا اللتان ما زالتا تعتبانر هذا الاقليم جزء منها.
واوضحت الناشطتان الباسكية والاسكتلندية ان هناك تضامن في اوساط شعوبهم مع نضال الشعب الفلسطيني .
https://www.youtube.com/watch?v=x-CSGXRdW_Q
