ليس لدى تفسير للجلبة التى تقوم بها حركة حماس حول مسألة اختفاء أربعة شبان من أبناء قطاع غزة عقب خروجهم من معبر رفح نهاية الأسبوع الماضى إلا ان الحركة تريد أن تبرىء ساحتها مما يمكن أن يقوم به هؤلاء الأربعة من عمليات إرهابية فى سيناء، سواء وحدهم أو ضمن صفوف مايسمى بجماعة أنصار بيت المقدس، فهناك الكثير من الإشارات على أن ماحدث من قيام مسلحين مجهولين بايقاف الأتوبيس الذى كان يقلهم واقتيادهم بالقوة لم يكن إلا تمثيلية متفقا عليها.
وطبقا لشهادة بعض ركاب الاتوبيس فإن الشبان الأربعة لم يكونوا من الأشخاص المرحلين المفترض ان يكونوا فى السيارة المتجهة إلى مطار القاهرة تحت مسئولية السفارة الفلسطينية فى مصر، ولكن الشبان الأربعة استوقفوها داخل المعبر قبل تحركها وطلبوا أن يستقلوها بحجة خوفهم من صعوبة التحرك خلال حظر التجوال فى شمال سيناء، وقد تظاهروا بأنهم لايعرفون بعضهم البعض.
والشىء الآخر الملفت للنظر فى القضية هو أن الأمن المصرى تعامل مع الأربعة فى المعبر بشكل عادى جدا ولم يمنعهم من دخول مصر، أو يقوم بترحيلهم وربما لم يعرف حقيقة انتماءاتهم، وأنهم من عناصر الكوماندوز البحرى التابع لكتائب القسام وإنهم كانوا فى طريقهم إلى إيران إلا من خلال التقارير الإخبارية الإسرائيلية بعد الحادث وإعتراف حماس بصحتها.
وطبقا للتسلسل السابق فانه لا أحد كان يعرف هوية الأربعة و لا أحد كان يعرف أنهم يستقلون هذا الأتوبيس، وبالتالى فأن قيام مسلحين بانتظارهم واقتيادهم يعنى أن الأمر متفق عليه، وأن من سيدفع ثمن هذه الجريمة هو المصريون سواء كان الأربعة منشقين عن حماس او جرى إرسالهم بالتنسيق مع قادتهم بغزة.
(الاهرام المصرية:24/8)