الرئيسيةأخبارالرئيسيةمحللون : "مفاوضات حماس" انتهت اعلامياً فقط .. وثلاثة بدائل لحل مشكلة...

محللون : “مفاوضات حماس” انتهت اعلامياً فقط .. وثلاثة بدائل لحل مشكلة قطاع غزة

تحولت أحاديث مفاوضات التهدئة غير المباشرة بين حركة حماس وإسرائيل إلى ساحة جدلية مؤخرا على كافة الشرائح السياسية المحلية، في ظل تواتر الأحاديث عن تعثر جهود بلير ورفض كل من حماس وإسرائيل تقديم أية معلومات عما يجري.
لكن تقارير إخبارية أخيرة أكدت أن جهود التهدئة التي يقودها مبعوث اللجنة الرباعية المستقيل توني بلير تراجعت بشكل كبير بفعل رفض حركة حماس المُسيطرة على القطاع للعديد من الشروط الإسرائيلية ورفضها أن يحمل الاتفاق طابعاً سياسياً.
في الأثناء، قال البرفسور ناجي شراب الخبير والمحلل السياسي: ” إن توقف جهود “توني بلير ” لها دلالة سياسية واحدة وهي أن هناك مطالب وشروط إسرائيلية تتجاوز حدود المقاومة ، أو أن تفقد المقاومة شرعيتها الثورية ، لأنه بصورة أو بأخرى المفاوضات تعني تقديم تنازلات من الطرفين، وبالتالي ماذا يمكن أن تقدم إسرائيل لغزة وماذا يمكن أن تقدم حماس والمقاومة لإسرائيل ذلك هو سؤال المفاوضات القائم”، موضحا أن إسرائيل قد تقدم ميناء بحري عائم، وقد تقوم برفع الحصار وذلك لن يضر إسرائيل كثيرا ، فيما يتعلق بالمعابر “كرم أبو سالم وايرز” فهما يعملان، متمما: ” أي إن إسرائيل من وجهة نظرها لن تخسر كثيرا إذا ما قدمت واستجابت لتلك الشروط”.
وأضاف في حديثه لـ ” دنيا الوطن” : ” مقابل ذلك ماذا تريد إسرائيل وما الذي يمكن أن تقدمه حماس ، وهو السؤال الأهم وذلك يتعلق مباشرة بماذا يمكن أن تقدم غزة لإسرائيل، حيث أن إسرائيل تريد من غزة الأمن بمعنى أن غزة لا تشكل مصدر تهديد لأمن وبقائها ، ومن هنا إسرائيل تطالب ببعض الإجراءات والآليات معتقدا كمطالبتها بوضع رقابة على تسليح المقاومة، وقد يتعلق الأمر بموضوع الأنفاق والبنية التحتية للمقاومة ، بالإضافة إلى ضبط الحدود، ومدة اتفاق التهدئة ، وكل تلك المسائل قد تكون خارج إرادة المقاومة في الاستجابة عليها”، مشيرا إلى أنه لذلك حماس تفضل تهدئة وليس هدنة ، وهذا الفارق الكبير بينها وبين إسرائيل التي تريد هدنة، وذلك هو الصراع بين الموقفين”.
وأوضح الخبير والمحلل السياسي أن عدم التوصل لاتفاق للتهدئة يعني أن خيار الحرب المفتوحة مازال قائما ، لأن الحرب الأخيرة على قطاع غزة قامت من أجل أهداف سياسية وقد تم الفشل في تحقيقها من قبل المقاومة حتى الآن، لافتا إلى أن تلك الأهداف تتمثل في إنشاء ميناء ومطار برفع للحصار وإعادة فتح المعابر وبالتالي عدم تحقيق تلك الأمور الأربعة يثبت فشل الأهداف السياسية.
وأكد أننا أمام خيار العودة للحرب المفتوحة وبشكل قوي ، متابعا :” لأن حماس بصورة أو بأخرى والمقاومة لن تقبل بحالة الأمر الواقع ، بمعنى أن تبقى الأمور على ما هي عليه الآن ،وبالتالي عدم القبول بالأمر الواقع معنى ذلك أن المقاومة سوف تدفع إلى تغير الواقع والبيئة السياسية القائمة من خلال استئناف خيار الحرب ، لأنها تبقى خيارا قائما ومفتوحا وغزة معرضة لمزيد من الانفجار”.
ونوه شراب إلى أن عوامل الانفجار الداخلية كبيرة في غزة وبالتالي المقاومة أمام خيارين، أولهما خيار الانفجار الداخلي في قطاع غزة بسبب الفقر والبطالة والحصار وما شابه ذلك من قضايا اقتصادية قد تؤدي إلى انفجار داخلي ، والخيار الآخر هو الذهاب إلى خيار الحرب ، مشيرا إلى الوضع وقتها سيكون تحت مسمى “أنا والطوفان من بعدي”، وأن ما يجري ممكن له أن يدفع بالدول الأوروبية بالتحرك لاحتواء ذلك الخيار.
وبين الخبير والمحلل السياسي أن المفاوضات قائمة حتى اللحظة ، اتفاق تهدئة أو هدنة لا يمكن تحقيقه إلا عبر وجود للمفاوضات ، موضحا أن المفاوضات لها أشكال متعددة ممكن أن تكون بشكل مباشر أم غير مباشر ، قد تكون عن طريق خط ثالث المهم أن هناك وجود للمفاوضات، وبالتالي النفي قد يحمل المصداقية
وأضاف: ” حماس برأيها أنها لم تتفاوض بشكل مباشر ، وتصريح أبو مرزوق قد ينطبق على توصيف تلك الحالة ، يأتي ذلك أن حماس لا تتفاوض بل أن هناك أطراف أخرى من تقوم بالتفاوض من أجلها ونيابة عنها، لكن بالنهاية المفاوضات هي مفاوضات والتي تعني تنازلات ، ويبدو لي أن حجم التنازلات المطلوب تقديمها من قبل حماس أكبر من قدرة المقاومة وقد يفقدها شرعيتها الثورية”.، مشيرا إلى أن هناك أسباب أدت إلى فشل مفاوضات “توني بلير” متمثلة بأن غزة ليست جزيرة منعزلة بمعنى هناك تأثير للقرار السياسي الفلسطيني لا يمكن تجاهل دور السلطة “، مستطردا : ” ليس دور السلطة في إفشال أو إنجاح إنما التأثير كقرار سياسي لأنها جزء من الكل الفلسطيني ، وحقيقيا السلطة سوف تمارس تأثير ودور بشكل أو بآخر”.
ومضى بقوله عن الأسباب: ” كذلك مصر تعنيها غزة بصورة أو بأخرى ومن سيكون له الكلمة في غزة ، خصوصا أن مصر تخوض حربا ضد العنف والإرهاب والإخوان المسلمين وعلاقة حماس بهم، بالتالي يعنيها مصر مخرجات تلك المفاوضات للهدنة، كما أن هناك الدور الإقليمي والدولي وتأثيره على إنجاح أو إفشال مجهودات توني بلير”.
وأوضح شراب أن البدائل المطروحة من أجل حل إشكاليات قطاع غزة معروفة ومطروحة وهم بديلين اثنين، متابعا: ” وهما خيارين لا ثالث لهما ، وهو خيار الانفجار الداخلي وعوامل كثيرة تدفع بذلك ، وهو ليس بصالح حركة حماس والمقاومة ،لأنه ممكن له أن يدخلنا في متاهات حرب داخلية وانقسامات فعليه ، لذلك الانفجار الداخلي تداعياته على الداخل أكثر من الخارج أما الخيار الثاني وهو أيضا ليس بصالح حماس وهو الحرب ، والذي يمكن أن يكون أسوأ الخيارين وقد يكون اختياره من أجل تحريك وتغير البيئة السياسية الإقليمية والداخلية من أجل العودة إلى تحقيق ما فشلت به الحرب الأخيرة “.
ولفت إلى أن الحرب ليست بغاية بحد ذاتها وإنما وسيلة لتحقيق أهداف منشودة حيث يقال أن الحرب امتداد للسياسة ، مؤكد أن خيار الحرب قد يكون أفضل لأن تداعياته تكون إقليمية ودولية .
ولفت إلى وجود خيار ثالث وهو الذهاب إلى المصالحة الفلسطينية والكل الفلسطيني ومن خلالها يتحاور الكل الفلسطيني والخيار الفلسطيني الواحد والشرعية الواحدة ، وذلك قد يساعد ماضيا بقوله: ” بالتالي غزة أمام ثلاث خيارات البحر وإسرائيل ومصر والسلطة ، حيث أن البحر مرتبط بإسرائيل وإسرائيل خياراها الانفتاح على السلطة بمعنى تحسين العلاقات والعودة إلى موضوع المصالحة “.
وكشف شراب عن أن المفاوضات لم تغلق أبوابها ، وفشل “توني بلير” بالإجابة الإعلامية نعم، منوها إلى أن هناك دواعي توضح أن المفاوضات قد تُستأنف بطريقة أو بأخرى بسرية أو غيرها بطريقة مباشرة أم غير مباشرة، فليس من مصلحة أطراف كثيرة جدا العودة إلى خيار الحرب، لا من مصلحة حماس ولا الإخوان أو تركيا أو دول إقليمية أخرى ذلك قد تستأنف المفاوضات لتحسين الشروط والحصول على مطالب أكثر من الجانب الإسرائيلي مع تقليص ما تطلبه إسرائيل من المقاومة
من جهته أكد مدير مركز القدس لدراسات الشأن الإسرائيلي علاء الريماوي أنه ليس صحيح أن جهود “توني بلير” قد توقفت ، فالحديث مازال قائما ويقوم على دائرة من المفاوضات الغير مباشرة حول ثلاث قضايا ، قائلا: ” القضية الأولى ما تعلق بالحصار على قطاع غزة ، مرتبطا بوقف إطلاق النار ، والقضية الثانية متعلقة بإعادة الاعمار والجهد الدولي في ذلك ، والقضية الثالثة متعلقة بشكل التهدئة ، وموجة التهدئة والاستحقاقات المرتبطة بعملية التهدئة، حيث أن هناك أوراق قدمت من قبل بلير لحماس ، وهناك من قبل حماس من يدرسون الأوراق للخروج بالصيغة النهائية لعملية التهدئة”.
وأوضح الريماوي أن هناك فرق شاسع بين ما تريده حركة حماس وما تريده إسرائيل، مشيرا إلى أن إسرائيل تريد أن تمرر شكل من ذي بدايات الاتفاق السياسي وهكذا بلير ، وحركة حماس تصر على أن الصيغة التي يجب أن تكون قائمة هي ما تعلق بنتائج الحرب وهي أن المقاومة انتصرت وعلى إسرائيل أن تدفع الثمن دون أن يكون هناك حالة من الاتفاق على شكل التهدئة سياسيا بمعنى أن تتحول إلى اتفاقية.
وأضاف خلال حديثه لـ “دنيا الوطن” : ” إسرائيل بالمقابل ترى بأن من المهم أن يكون هناك حالة تهدئة في قطاع غزة وأن يُدفع ثمن بديل لتلك التهدئة ، حيث أنهم يخشون أن تتحول دائرة التعاطي في الملف الفلسطيني على دائرة من يستطيع المقاتلة والمقاومة ، ومن يستطيع أن يأخذ حقوقا ،هذا قد أصبح هاجسا إسرائيليا، حيث أن ترى إسرائيل أن انفتاح قطاع غزة على العالم الخارجي معناه أن المقاومة قد أخذت شرعية ، وذلك أيضا يخيف إسرائيل “، لافتا إلى أن البعد الآخر الذي يؤثر على حالة الاتفاق هو رفض مصري إلى الآن وتلكأ عربي في قبول حالة الانفتاح على حركة حماس “مثل الأردن والإمارات التي تسعى بكل قوة لتعطيل اتفاق كهذا”.
وأكد مدير مركز القدس لدراسات الشأن الإسرائيلي أن إسرائيل تدرك بأن المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة تستطيع أن تعيد الاعتبار لحالة واجهة عنيفة وبناء على ذلك هي تفضل أن تسير في اتجاهات التهدئة وهذا ما يمكن ترجيحه ، ماضيا بقوله :” بمعنى أن إسرائيل الآن غير جاهزة لعملية عسكرية واسعة هذا سببه ثلاث اتجاهات ، الأول منهم عزف إسرائيل عن حسم المعركة العسكرية ، وهذا ما حدث طيلة 51 يوم ، والاتجاه الثاني خشيتها أن يتم انهيار جبهات تحديدا الشمالية والقدس والمناطق المحتلة عام 48 والضفة الغربية، أما الاتجاه الثالث وهو الأهم أن الولايات المتحدة الأمريكية يرون أن الباعث لعمليات دعم الحركات المقاومة في العالم الإسلامي والعربي رصيدها حالة الاحتكاك مع الاحتلال الإسرائيلي، فكلما حدثت حرب أصبحت التغذية لقوى المقاومة أكبر وأخذت شرعية على حساب القوى المعتدلة”.
وبين الريماوي على الرغم من أن وجهة نظره عدم توقف المفاوضات وعدم فشل جهود توني بلير أن هناك أسباب قد تكون مؤدية للفشل قائلا: ” برأي يجب أن نحافظ على عبارة أننا لا نتحدث عن حالة توقف وإنما نتحدث عن حالة من التفاوض العنيف ، وذلك معناه أن هناك مراوغة إسرائيلية ، وبالمقابل ثباتا فلشطينا على الموقف فما بين حالة المراوغة وحالة الثبات أحيانا ترتفع موجة المفاوضات وتعود للانخفاض مرة أخرى كل ذلك بحسب الواقع الأمني على الأرض ، فكلما شعرت إسرائيل بأن هناك صوتا أمنيا ممكن أن ينفجر بوجهها تقوم بالتسريع باللعب بأدواتها ، ومن ضمن تلك الأدوات بلير ، وكلما شعرت أن حالة من الاسترخاء تعود إلى حالة التطبيق”.
وأشار إلى أن أهم اللاعبين في الملف هو رصد بعض الأنظمة العربية لإتمام حالة التوافق على التهدئة ، متمما: ” والبعد الأخر للأسف مازالت السلطة الفلسطينية للأسف لاعب سلبي في التفاهمات بمعنى السلطة الآن تدير حضورا في ذلك الملف وهذا يؤخذ في جانب عدم الاتفاق في حركة حماس على الأقل في تلك المرحلة “.
وتابع: ” الموضوع قد دخل في حالة المناكفة ، لأن حماس ترى بأن السلطة عائق، والسلطة ترى بأن حماس تجاوزت المدى ، لكن برأي أن السلطة هي التي تملك شرعية الحضور ، بمعنى لو أن السلطة الفلسطينية قامت بدور حقيقي في مسألة احتضان قطاع غزة حتى ضمن المعيقات التي تتحدث عنها ، لما استطاعت حماس أن تقفز بتلك الطريقة”.
وتحدث الريماوي عن البدائل المطروحة لحل إشكالية قطاع غزة ، مشيرا إلى أن قطاع غزة لا يمكن حله إلا من خلال ثلاث خطوات ، الخطوة الأولى متمثلة بأن تدرك القيادة الفلسطينية وأشير هنا إلى السلطة لأن قطاع غزة جزء مهم لأنه يملك أدوات قوة على الأرض وبناء علي ذلك يجب أن يحتضن كحالة حقيقية، أما الخطوة الثانية فيجب أن يعاد الاعتبار لحالة الوحدة الوطنية الفلسطينية ، بمعنى يجب أن يتم الذهاب إلى الإطار القيادي يتم اجتماعه ثم ترتيب أولويات الشعب الفلسطيني القائمة على أساس غزة والقدس ، وتتمثل الخطوة الثالثة بإعادة تصويب إدارة العلاقة العربية مع القضية الفلسطينية من خلال الوحدة ، وللأسف العرب أخذوا حالة استقالة من الملف الفلسطيني “، مؤكدا أنه كلما زادت وتيرة الوحدة كلما أعدنا الاعتبار لقوة الملف الفلسطيني على الطاولة “.

دنيا الوطن

أخبار ذات علاقة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

أهم الأخبار

اخترنا لكم

المكتب الإعلامي الفلسطيني في أوروبا