الرئيسيةمختاراتمقالاتبينَ إيلان ورِهام .. كلنا في "الموت" شرق ؟!! كتب ابراهيم ملحم

بينَ إيلان ورِهام .. كلنا في “الموت” شرق ؟!! كتب ابراهيم ملحم

المسافة بين إيلان ورِهام شاسعة اذا ما قيست بالكيلو مترات، لكنها بحساب الألم والوَجَعِ والفَجيعة قريبة قرب إيلان من شاطئ البحر وحَبَّات الرمل، وقرب رهام من حُروقها التي أوقفت نبض قلبها والتهمت رضيعها وعمود بيتها رفيق دربها.
في الحالتين القاتل واحد وإن تغيرت السِحن والرَطانة والوجوه، إنه الاستبداد والظلم والقهر والطغيان، فالمستبد الظالم الفِرعون الذي يجوع شعبَه ويحاصره ويفتِك به ويُسومه الخَسْف والعذاب هو صنو المستعمر الغاصب والمحتل، والدواعش الذين يقتلون ويحرقون ويسبون النساء ويستعبدون الأطفال ويهدمون ويجرفون باسم الدين، والدين منهم براء هم الوجه الاخر للعملة من دواعش المستوطنين الذين يسلبون الأرض ويحرقون النساء والشيوخ والاطفال وهم نِيام باسم الدين.
تذهب رهام اليوم الى مرقَدِها لتلتحق برضيعها ورفيق دربها، بينما ما زال القاتل طليقا، يحظى بتواطؤ رسمي في دولة ترعى الارهاب وتسانده ليخلق البيئة الطاردة لأهل البلاد الاصليين، تماما كما يفعل الفراعنة من الحكام المستبدين بشعوبهم بعد أن اضطروهم لرُكوبِ البحر والاستِجارة بالغرب ملاذا من البطش والقهر والاستبداد في أوطانهم التي باتت مراتع للقتل والفتك والحرق والاهاب.
ومثلما فجع العالم بالصورة المدوية لموت ايلان وشقيقه وامهما غرقا فلا اقل ان ينتبه هذا العالم ايضا لموت رهام واطفالها حرقا في غرفة النوم بنار المحتلين ودواعش المستوطنين الغاصبين .
كلمات الى ايلان!
ايلان ياحبيبي جردتني كرامتي ضربت لي قناعتي
كشفت ضعف قوتي وقِلة حيلتي وهَواني على الناس!
نومتك الأنيقة الرقيقة العميقة الأخيرة على حَواف الموج يا حبيبي وأنت تَضَع حذاءك في فمي كدأب اغفاءاتك الغريبة العجيبة حين يُداهمك النُعاس لم ولن تسقط من ذاكرتي، لم تغادر لحظة مخيلتي هي تلاحقني حتى عتمة غرفتي تَقض مضجع منامتي توقظ فِيَّ كل مواجعي!
اوجعت قلوب كل الامهات والاباء وأنت تصارع في بحر لجي يغشاه موج من فوقه موج من فوقه سحاب بعد ان القتك أمك في اليم خوفا عليك من الفرعون الذي يلاحق الأطفال حتى غرف نومهم وفي أحضان أمهاتهم وعلى مقاعد درسهم وفي ساحات لعبهم!
اوجعتنا يا حبيبي وانت تُترَك كما الحمام وحيدا في ظلمات ثلاث [ظُلمة الليل ظُلمة البحر وظُلم ذوي القربى] تَتَوسد رِمال البحر وتلتحف زَبَد الموج ولا أحد حولك يسمع آنتك او يُكَفكِف دمعتك او يؤانسُ وحشتك او يَتَحَسس حرارتك ليلقي عليك رداء يقي جسدك الغض المكشوف للموج بعد أن دَاهمك النومُ من وَعثاء السفر لتنام كما اتفق على هيئة مناماتك العَشوائية الجميلة متكوما بكامل أناقتك وسحر إطلالتك بتسريحة شعرك التي لم يغير الموج شكلها وبملابس العيد بالوانها الجميلة والحذاء الجديد.
للمُستبِّد حاكما ظالما أو مُحتلا غاصبا ومستوطنا قاتلا…. رسالة ” ابو القاسم الشابي”:
ألا أيها الظَّالمُ المستبدُ حَبيبُ الظَّلامِ، عَدوُّ الحياهْ
سَخَرْتَ بأنّاتِ شَعْبٍ ضَعيفٍ وكفُّكَ مخضوبة ُ من دِماهُ
حذارِ! فتحت الرّمادِ اللهيبُ ومَن يَبْذُرِ الشَّوكَ يَجْنِ الجراح
سيجرفُكَ السيلُ، سيلُ الدماء ويأكلُك العاصفُ المشتعِلْ

أخبار ذات علاقة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

أهم الأخبار

اخترنا لكم

المكتب الإعلامي الفلسطيني في أوروبا