الرئيسيةمختاراتمقالاتعائلة العيساوي ما بين المطرقة والسندان كتبت تمارا حداد

عائلة العيساوي ما بين المطرقة والسندان كتبت تمارا حداد

ماذا قالوا الاسرى عندما نصحوهم بأن يتمسكوا بسلاح الصبر؟فكانت اجابتهم صبرنا كثيرا لكننا منذ سنين وسنين شبَ وشاب الصبر معنا ولكن لم يعد يحتمل صبرنا لان الصبر هرم ولم يعد قادر على ملازمتنا فتركنا ورحل وبعد نفاذ الصبر منا..شلَ اللسان من كثرة الدعاء وماتت الاحاسيس من شدة التمني وتجمد الدم في عروقنا الساخنة والدموع البائسة اطفأت العيون الباكية في عتمة الليل الزائل وانفجر البركان الكئيب الذي يطبق على انفاسنا صارخا حارقا مدمرا ولم يعد للصمت والاستسلام مكانا في قلوبنا فأصبحنا سجناء مكبلين بالقيود ,فالأمل مفقود والأحزان ليس لها حدود.فأكملوا الاسرى اجابتهم مالمطلوب منا؟هل المطلوب تقديم انفسنا للشهادة وتدعوا لنا بالرحمة والخلود وتضمد جراحنا النازفة بأيدينا حتى ننال وسام الصمود ونصبر ولكن كيف سيعود الصبر إلينا؟

تلك ظروف الاسرى ومشاعر عوائلهم فالعائلة العيساوية في القدس حقوقها وحقوق افرادها مسلوبة فحول الكيان الصهيوني منزلهم الى دراما اسطورية لا يخلو مشاهدها من الحزن العميق لتعيش العائلة ما بين المطرقة والسندان.

تقول ليلى العيساوي والدة الاسرى سامر العيساوي وشيرين العيساوي ومدحت وشادي العيساوي فأولادها امضوا حياتهم في النضال من اجل الحرية ومن اجل اشعال مشاعل النصر وإزهار الربيع في بلادهم ولكن الاحتلال سرقهم من بين احضان والدتهم لتعيش ما بين الم يقض راحتها وأمل على ان يتحرروا.وأشارت والدة الاسرى ان ابنتها شيرين العيساوي اعتقلت منذ تاريخ 6/3/2014 بتهمة تقديم خدمات للأسرى في السجن وتشكيل حلقة وصل ما بين الاسرى وقيادتهم في الخارج ,فشيرين العيساوي عملت في مؤسسة القدس للاستشارات القانونية وكانت تعاني من مضايقات الاحتلال ان كانت حرة طليقة او اسيرة مقيدة فعندما كانت حرة طليقة كان الاحتلال يفرض عليها الحبس المنزلي وعندما اعتقلت تعامل معها الاحتلال بأشد انواع الضغوطات لإهانة كرامتها الانسانية فكانت تعاني من العزل الانفرادي وحجزها مع الجنائيات وفرض عليها عقوبات كثيرة واعتدي عليها بالضرب المبرح على وجهها وجسدها بوحشية لا مثيل لها من قبل صهيون وعين شيطان ماكر وذئب ملئت معدته بالحملان الوطنية ومنعت من الزيارات وحرمت من الكانتينا ومنعت من الخروج الى الفورة .ناهيك عن وضع المكان الذي اعتقلت فيه والمليء بالصراصير والفئران ولا يوجد به تهوية ولا شبابيك.وهذا كله مخالف للأعراف الدولية والإنسانية والأخلاقية فلم تضع اسرائيل للإنسان وأبجدياته اية اهتمام لآدميته وكرامته الانسانية.

وأكدت والدة الاسيرة شيرين ان ابنتها خاضت العديد من الاضرابات عن الطعام من اجل ان تحصل على حريتها وتأمل والدتها الافراج عنها والتي اعتقلت بشكل تعسفي انتقامي دون ان يثبت بحقها ايا من التهم التي وجهها الاحتلال لها.اظهرت والدة الاسيرة شيرين ان لها اولادا اخرين في المعتقلات من بينهم سامر العيساوي صاحب اطول اضراب مفتوح عن الطعام والذي تحرر بصفقة شاليط ولكن لم يلبث ان خرج وتنفس هواء الصعداء ليعتقله ويعيد الحكم عليه البالغ 30 عاما بحجة خرق شروط الافراج وهو قابع الان في سجن جلبوع ويعاني من امراض الكلى والرأس والقدمين بسبب عدم توفر طعام صحي.

ليس فقط سامر وشيرين اعتقلا في هذه العائلة وإنما طال يد الاحتلال لأشقائهما وهما مدحت وشادي العيساوي,.فشادي العيساوي اعتقله الاحتلال بعد توقيفه على حاجز طيار على مدخل بلدة العيساوية شمالي القدس فشادي درس الحقوق ولكن اعتقل بسبب عدم دفعه لمخالفات فرضتها عليه بلدية الاحتلال والتي تقدر قيمتها بنصف مليون شيقل وهو لا يستطيع دفعها.اما ولدها مدحت العيساوي قابع الان في سجن عسقلان فخاض اضرابا عن الطعام من اجل ان ينال حريته وتضامنا مع غيره من الاسرى الاداريين .

وطالبت والدة الاسرى بالمزيد من البرامج الوطنية للاهتمام بقضية كل الاسرى وأولادها المعتقلين داخل السجون وطالبت المؤسسات الحقوقية والمدنية والمهتمين بالأسرى بالاهتمام الزائد لهذه القضية العادلة لرفع من معنويات الاسرى داخل المعتقلات الاسرائيلية النازية العنصرية والتي تجذرت عنصريتها بقمع هؤلاء الاسرى المناضلين الشرفاء .

أخبار ذات علاقة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

أهم الأخبار

اخترنا لكم

المكتب الإعلامي الفلسطيني في أوروبا