الرئيسيةمختاراتمقالاتأعيادنا في فلسطين استذكارا للأحزان ولكن ! كتب أ . سامي ابو...

أعيادنا في فلسطين استذكارا للأحزان ولكن ! كتب أ . سامي ابو طير

سنوات ثقيلة ومتعاقبة مرت على أبناء الشعب الفلسطيني كقطع الليل المُظلم سواء في داخل الوطن أو الشتات وخصوصا في غزة المنكوبة بلعنة الانقسام الأسود أو الحروب المتتالية والمُدمرة لجميع نواحي الحياة ، وتلك السنوات العِجاف لا تحمل بين طياتها سوى الآلام والمعاناة نظرا لحياة البؤس والشقاء التي يمر بها أبناء غزة على وجه الخصوص وهكذا حياتهم دواليك ، و لا زالت أوضاعهم المأساوية على حالها تترنّح بين كرٍ و فر من حياة الحصار الجائر و الفقر القاتل إلى الحروب المتتالية ذات النتائج الكارثية على الإنسان والأرض والحجر أو الشجر .

أجزم بكل الكتب السماوية والمعتقدات الدينية التي تؤمن بها البشرية جمعاء أن من يعاصر تلك الحياة وأهوالها بأنه لا يعرف للفرح أو السعادة طعماً أو شكلا، بل أؤكد بأنه لا يوجد لديه متسعا من الوقت للشعور بأوقات الفرح والسعادة إن وُجِدت رغم قلتها بسبب الآلام المتراكمة التي تربّعت على القلوب والعقول حتى أصبحت كظل المرء الذي يلازمه أينما حلّ أو ارتحل .

إن تلك الآلام الدائمة و المعاناة السوداوية اللامتناهية التي يشعر بها المرء تُعتبر نِتاجاً طبيعيا لقسوة وضنك الحياة المريرة القاسية التي نعاني منها ، المعاناة بسبب مرارة حياة البؤس والشقاء النابعة من تزايد نسبة البطالة وانتشار الفقر القاتل مما جعل الحياة أشبه ما تكون جحيما لا يُطاق في ظل التقاعس عن إيجاد الحلول الإبداعية من ذوي الشأن لتلك المشاكل القاتلة للحياة .

بالإضافة إلى استمرارية فقدان الأهل و الأحبه ما بين شهيد و جريح ناهيك عن الحسرة على البيوت المُدمرة بفعل آلة الدمار الهمجية الصهيونية ، خلافاً لذلك فإن المعاناة مستمرة في الحسرة الناتجة عن هجرة الأبناء بحثاً عن لقمة الخبز المفقودة أو الحياة الأمنة الكريمة .

لا أبالغ إن أكدت بأن ذلك الوصف القاتم هو أقل من الحقيقة على أرض الواقع المرير في غزة ، وذلك الواقع لا يختلف كثيرا عن حياة إخواننا في جناح الوطن الأخر في الضفة الغربية حيث يتعرض أبناء شعبنا الفلسطيني هناك للاجتياحات المتكرّرة وما ينتج عنها من قتلٍ وخرابٍ ودمار ، وبالتأكيد فإن حياة أهلنا في مخيمات اللجوء تكاد تتساوى مع نفس تلك الظروف و المعاناة البائسة التي نشعر بها جميعا كفلسطينيين ، ولكن الحياة في غزة تحديدا تفوز بالفارق المرير الذي يدعو إلى الشفقة والبكاء على ما آلت إليه أحوالنا من القسوة والمرارة التي لا تُطاق أبدا.

تلك الحياة تُعتبر حياة ضبابية معدومة الأفق وذات مستقبل مجهول المعالم ولا تنم عن التعبير اللفظي لكلمة الحياة ، لأن الحياة هي الحرية النشاط الحركة البناء العمل والصناعة من أجل بناء الأوطان وصولا لتحقيق الحرية و المجد كي يعم الازدهار والرخاء على أبناء الوطن ، أين نحن من كل ذلك وتحديدا في غزة ؟!.

لذلك وفي ظل انعدام السُبل لتحقيق معنى الحياة الحقيقية ، فإن تلك الحياة التي نعيشها أشبه ما تكون بالموت البطيء انتظارا للموت السريع ، ولذلك أي حياة تلك التي ستشعر فيها بلذة العيد والفرح والسعادة ؟! ” لست متشائماً على الإطلاق لإيماني العميق بالخالق عزّ وجلّ و قضائه و قدره ، ولكن آثرت وجوب توضيح الصورة مع وضع الحقائق أمام القادة أجمعين ليتواضعوا وينزلوا عن بروجهم العاجية ليعلموا مدى معاناة الناس التي يتغافلون عنها علما بأن جزءا كبيرا من تلك المعاناة جلبناها على أنفسنا و بأيدينا ، وليعملوا بكل جدٍ وصدق على الحد أو التخفيف من تلك المصاعب التي ستؤدي إلى الانفجار المؤكد إن لم يتم تدارك الأمور وتصحيحها من أجل توفير سُبل الحياة فقط ، و بالتأكيد فإن الفلسطيني يستحق الحياة الكريمة “.

أؤكد للقاصي و الداني بأن تلك المعاناة السوداوية هي نِتاج رئيسي للاحتلال الإسرائيلي و زادت شدة المعاناة وقسوتها أكثر فأكثر بعد الانقسام البغيض ، ولذلك يجب إنهاء الانقسام من أجل فلسطين أولا و للتخفيف عن الناس ثانيا ، ومن ثم التفرغ الكامل لإنهاء الاحتلال بأي طريقة للتخلص من جميع تلك الآلام المتواصلة ذات الصبغة النكبوية ، و دون تحقيق ذلك فهو المراوغة أو العبث لالتقاط الأنفاس لأنه سرعان ما تعود الدائرة القاسية للدوران من جديد بفعل الأعمال الهمجية الإسرائيلية أو السموم التي ينفثها أعداء الوطن .

كأنه مكتوبٌ على أبناء فلسطين ألا يشعروا بلحظات السعادة و الفرح رغم قلتها أو ندرتها في السنوات الأخيرة ، وخصوصا بعد الانقسام المرير الذي سيطرت على أثره حركة حماس على غزة واقتطعته بعيدا عن أحضان فلسطين الدافئة ، ومنذ ذاك الوقت توالت النكبات ومأسي الحصار والحروب الهوالك ولذلك لا يزال أبناء غزة يعيشون في ظنك الحياة القاسية المريرة و لا يعرفون للسعادة أدنى المعاني ، لأن السياسة الهوجاء جلبت علينا المتاعب والحروب المتلاحقة وما صاحبها من أهوال أو ويلات لتُلقي بظلالها السوداء على أبناء الوطن عموما وأهل غزة خصوصا .

ليس مكتوباً علينا المعيشة الدائمة في ظل تلك الأحوال السوداوية التي جعلت الأبناء يهربون مهاجرين بعيدا عن أرض الآباء والأجداد طمعاً في الحصول على لقمة الخبز والحياة الكريمة المفقودة في ظل تلك الظروف القاسية . ليس مكتوباً علينا أن نعيش أبد الدهر تحت الحفر ، وإن حياة البؤس والشقاء ليست مكتوبةً علينا إلى أبد الدهر مع كامل إيماننا بالخالق عزّ وجلّ وقضائه وقدرة ، ليس مكتوبا علينا تلك الحياة النكبوية إلى ما لا نهاية ، وذلك لأن الكثير من المصاعب والعقبات التي تحّول دون الحياة الكريمة صنعناها بأيدينا دون إرادة ربّ السموات والأرض في عُلاه ، كما أن الله يدعو للوحدة و ينهى عن التفرقة .

يعتبر الانقسام “صنيعة أيدينا” وهو أحد أهم النكبات الواقعة فوق رؤوسنا ، وهو المسئول الأهم عن تفاقم الحياة واسودادها يوما بعد الأخر . ولذلك فإن الاحتلال والانقسام الأسـود الملعـون هما السبب الرئيسي والوحيد لديمومة الحياة السوداوية التي لا تُطاق ، ولذلك يجب القضاء و التخلص منهما بأي ثمن إن كنا نعشق فلسطين و نُريد حياة العزة والكرامة ! جدلياً سنتجاوز كل تلك المصاعب ، ولكن كيف سنشعر بالسعادة وأقصانا المبارك يُغتصب وُيدنس بأقدام أحفاد القردة والخنازير الذين يعيثون فيه خراباً و فسادا تمهيدا لتهويده بالكامل ؟ الأقصى الشريف قبلتنا الأولى و قبلة الأحرار والثوار تُنتهك حُرّماته وتُحرق راياته وتُهان مآذنه وكنائسه أمام مسمع و مرأى من العالم دون أن يحرك أحدا ساكنا لنصرته !

آنى لنا أن نتذوق حلاوة الأعياد وفرحتها ؟! والقدس الشريف قد حدث ما حدث فيه بالأمس كمقدمة للأهوال التي ستحدث بالغد القريب أو البعيد على حدٍ سواء . كيف سنفرح بالعيد ؟ و بالأمس القريب فقط وعشية عيد الأضحى المبارك ودعنا شهيدا وسبقته شهيدة دفاعا عن أقصانا المبارك ، وقبل هذا وتلك فقد سارت قوافل الشهداء لأجل القدس وفلسطين قوافلا يتلوها قوافلا لتروي أرض الحرية بدماء الآباء والأبناء الطاهرة فداءً لفلسطين والقدس الشريف .

أعيادا متتالية تغدو و ترّوح وأحوالنا لم تتغير بل تزداد سوءا على سوء ، ولذلك أنى لنا الفرح الحقيقي ؟! وفلسطين الحبيبة تئن وتنزف جراء الأعمال الهمجية والجرائم الوحشية للاحتلال العنصري الصهيوني وما يقترفه من فضائع بحق أطفالها الرُضع الذين أحرقتهم نار العنصرية الصهيونية و هم أحياءً دونما أدنى ذنبٍ يُذكر سوى أنهم أطفال فلسطين ! لذلك فإن أعيادنا ليست كالأعياد لأنها مصبوغة بطابع الحزن الحياتي سواء المُفتعل بأيدي بني جلدتنا أو المُقترف من الاحتلال البغيض حيث أننا نتنسم فيها رائحة الشهداء ونحن نستذكرهم لنترحم على أرواحهم الطاهرة ، و يا ليت السعادة تدخل إلى قلوب أطفالنا ليفرحوا مثل أطفال العالم ويلعبوا ويمرحوا بأمان دون خوف من انفجار قنبلة أو صاروخ يقبع تحت أنقاض البيوت المدمرة ، أم أن أطفال فلسطين ليس من حقهم الفرح والسعادة كالآخرين ؟!

لم نشعر بالسعادة الحقيقية يوما ما لأن العدو الاسرائيلي كان ينشر الموت والخراب والدمار في كل بيت وحارة وشارع في أرجاء الوطن كافة ، و في غـزة المُحاصرة بصفة خاصة من خلال قيامه بعدة حروب متتالية ومتعاقبة على أهل غزة الأبرياء تحت حجج وهمية لتبرير القتل والدمار أو استمرار الحصار القاتل . لأجل لك لم يكن ذاك اليوم عيدا ولم يكن سعيداً كذلك لأن الحرب ونكباتها استمرت نتائجها القاتلة تنهش في أجسادنا وأتعبت عقولنا دون جدوى من البحث عن حلول سحرية للتغلب على الأزمات المتلاحقة الناتجة عن تلك الحروب الملعونة .

أعيادنا ليست أعيادا لأننا دوما نُصبح ونُمسي مودعين للأحبة بين شهيد وجريح أو مواساة أهل بيت مقصوف ومدمر لا زالوا يلتحفون السماء والأرض رغم مرور أكثر من عام على تلك الحرب اللعينة .

أعيادنا ليست كأعياد البشر لأننا دوما نعيش في الأزمات الخانقات القاتلات مثل انقطاع الكهرباء اللامتناهي و غير ذلك من ضروريات الحياة حتى المياه تكاد أن تلحق بالكهرباء من حيث الندرة والانقطاع !

أعيادنا ليست كالأعياد لأن البطالة تقتل روح الأبناء وتُصيبهم بالكهولة وهم في ريعان الشباب ، وعن الفقر المُدقع و ضنك الحياة القاتلة فلا تسأل لأن الأحوال المُزرية للمهاجرين ستُخبرك بما دفعهم إلى ترك الأهل و فراق الأحباب ومكابدة المخاطر والأهوال عبر البحار من أجل حياة كريمة فقط تحافظ على استمرار الحياة !

ولتعلموا حجم المأساة على الأطفال دون الكبار أخبركم بأن العيد ينتظره الأطفال من العام إلى العام الآخر ليفرحوا ويلعبوا كباقي أطفال العالم ولكن … ولكن وحتى بعض هؤلاء الأطفال لا يستشعرون في العيد سوى الحسرة والمرارة ، أتعلمون لـماذا ؟

لأنهم أحيوا العيد فوق المقابر وهم يستذكرون عائلاتهم التي اُبيدت عن بكرة أبيها بسبب القصف الهمجي الذي قام به العدو الاسرائيلي على البيوت الآمنة جراء حروبه المُدمرة ، وعلى سبيل المثال لا الحصر فما ذنب تلك الطفلة أو ذاك الطفل الذي تم القضاء على عائلته بأكملها ؟!

، وما ذنب الكثير غيرهم ممن نجوا بأنفسهم من الموت فقط دون باقي عائلاتهم من تحت الركام وأطلال البيوت المدمرة؟! كيف لتلك البراءة أن تحيا وتفرح كالآخرين دون أن تحزن على فراق الوالدين والأخوة والأحباب ؟ الأعياد هي أعياد الطفولة والبراءة ، ولكن ما ذنب المئات إن لم يكن الآلاف من الأطفال الذين قُطعت أطرافهم بسبب آلة الدمار الهمجية ؟ ما ذنبهم و قد أصبحوا عاجزين عن مواكبة لحظة الفرح واللعب مثل الآخرين ؟

آنى وكيف ستمسح الدمع الحزين الذي يترقرق على وجنتي ذلك الطفل البرئ في يوم العيد الذي يُفترض أن يكون سعيدا على الأطفال بالدرجة الأولى ؟! إذا كان ذاك حال الأطفال ! ، فما بالك بأرباب الأسر الميسورة أحوالهم والعاطلين عن العمل والغير قادرين على مواصلة تحمّل أعباء الحياة في ظل الأزمات الخانقات لاستمرار الحياة ؟ لأجل ذلك تمر علينا الأعياد كسائر الأيام و ربما يحاول الكثير من الآباء اصطناع الابتسامة من أجل إدخال الفرح والسرور على قلوب الأطفال من أجل مواصلة الحياة لعل وعسى أن يكون الغد مُشرقا و أفضل مما عليه اليوم .

الجميع يعلم بأن تلك المآسي و الويلات التي مرّرنا و نمر بها اليوم والأمس وبالغد هي نِتاج رئيسي للاحتلال الاسرائيلي الرابض فوق أرضنا وينهش في مقدساتنا وينفث السموم بيننا . لذلك إن الاحتلال الاسرائيلي هو سارق الفرح من عيون أطفال فلسطين ، والاحتلال هو النكبة الحقيقية لفلسطين وهو استمرارا للمعاناة في أبشع صورها ، كما أنه الراعي الرسمي للانقسام الأسود والبطالة والفقر الشديد بالإضافة إلى أنه يقف خلف جميع المتاعب و المظاهر السيئة التي تحدث بيننا .

لذلك يجب ثم يجب العمل على إنهاء الاحتلال الاسرائيلي للخلّاص الأبدي من ويلات المعاناة التي نعيش فيها ، ولذلك يجب إنهاء الاحتلال لأجل فلسطين و مقدساتها وأطفالها ليعود الحق السليب إلى أبناء فلسطين الحبيبة ، وننعم بالحرية والسعادة لتصبح أيامنا كلها أعيادا كأعياد النصر والحرية .

إيمانا بالخالق في عّلاه و إيمانا بعدالة قضيتنا الوطنية الفلسطينية و حتمية النصر المؤكد فإنني أؤكد :-

1 – بالرغم من الآلام والجراح وتتّابع النكبات إلا أننا سنفرح ليفرح أطفالنا وفلذات أكبادنا لأنهم جيل النصر القادم لا محالة ، ومن ذلك الإيمان سنواصل الصمود والتجذر بأرضنا الفلسطينية الطاهرة وسنفديها بالغالي والنفيس لإنهاء الاحتلال وإقامة دولة فلسطين المستقلة وعاصمتها القدس الشريف .

2 – من ذلك الإيمان أتقدم من أبناء شعبنا الفلسطيني في مشارق الأرض و مغاربها بأسمى التهاني والتبريكات بمناسبة عيد الأضحى المبارك ، سائلاً العلي القدير أن يعيده علينا وقد تحققت أمانينا وآمالنا في إقامة دولة فلسطين المستقلة وعاصمتها القدس الشريف . ” كل عام وفلسطين وأبنائها وأسراها البواسل و جرحاها بألف خير ” وجعل الله أيامهم أعيادا للنصر و الفرح والسعادة ، وكل عام وقائد مسيرتنا الوطنية و رئيسنا “ابو مازن” بألف خـير.

3 – أتوجه إلى أبناء الشعب الفلسطيني عامة وإلى قادة الفصائل بصفة خاصة وأدعوهم لنبذ روح الفرقة والانقسام ، والعمل الحقيقي لتحقيق الوحدة الوطنية على الأرض بعيدا عن أساليب المحاصصة المقيتة التي تقف في وجه المصالحة الوطنية كالعقبة الكؤود .

4 – يجب على قادة الفصائل تلبية نداء الوطن بتحقيق الوحدة الوطنية الحقيقية دون شروط أو مماطلة لأن فلسطين تنادي والقدس تنادي و تستغيث وتصرخ بأعلى الصوت : كفاكم انقساما وتشرذما ! لأجل إنقاذ القدس الشريف تـوحـدّوا وكفـاكم تشرذما وانقساما ، توحـدّوا ولبّـوا النداء الوطني الفلسطيني لنقف سدا منيعا أمام المؤامرة الاسرائيلية لتهويد القدس الشريف والعمل على إنهاء الاحتلال و إقامة دولة فلسطين وعاصمتها القدس الشريف .

أخيرا كل عام وكل وقت وحين وفلسطين الحبيبة بألف خـير … كاتب ومحلل سياسي غزة – فلسطين Sami123pal@gmail.com

أخبار ذات علاقة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

أهم الأخبار

اخترنا لكم

المكتب الإعلامي الفلسطيني في أوروبا