بورين تحترق

شادي جرارعة

هذه ليست المرة الأولى التي يستخدم فيها المستوطنون النار لإرهاب المدنيين الفلسطينيين، لكن الهجوم الذي شنوه مساء اليوم على قرية بورين جنوب نابلس، يعد واحدا من أكبر الهجمات التي تعرضت لها القرية خلال السنوات الماضية.
مع ساعات المساء بدأت الجبال والأراضي الزراعية تشتعل، وظهرت النيران التي ارتفعت ألسنتها عاليا واضحة من على بعد عدة كيلومترات.
ومنذ ساعات مساء اليوم، شن المستوطنون هجمات منظمة وبمجموعات متفرقة على عدد من البيوت في قرية بورين، فيما كان جنود الاحتلال من خلفهم يطلقون وابلا من الرصاص الحي وقنابل الغاز المسيل للدموع .
ومثل كل مرة سارع أهالي القرية بعد سماعهم النداءات التي بُثت عبر مكبرات الصوت للتصدي للمستوطنين ومنعهم من الوصول إلى عمق القرية.
ظهر الشبان يتسلحون بالهراوات والحجارة, يهرعون إلى المكان يواجهون المستوطنين وجنود الاحتلال في الوقت نفسه.
أصبحت قرية بورين ساحة حرب؛ نيران تحيط بجبال القرية من الجهات المحاذية لمستوطنتي ‘يتسهار’ و’براخا’، دوي انفجارات تسمع هنا وهناك ومكبرات الصوت تنادي على أهالي القرية لنجدة المنازل، مجموعات المستوطنين تحاول دخول القرية والهجوم على المنازل، شبان يتصدون لهم.
كل هذا حدث في وقت قصير.
يقول منير قادوس ‘ بدأ هجوم المستوطنين على القرية قرابة الساعة الخامسة، وفي البداية لم يتجاوز عددهم الثلاثون مستوطنا، ولكنهم كانوا بحماية من قوات كبيرة من الجيش الإسرائيلي’.
ويضيف: ‘بدأ الجنود بإطلاق الرصاص الحي وقنابل الغاز، ما أدى إلى اختناق عدد من الأهالي, ومع بدء الظلام بدأت ألسنة النيران تشتعل بجبال القرية القريبة من المستوطنات’.
ومن ناحيته، قال نمر الطيراوي، الذي يعيش على أطراف القرية، ‘كان المستوطنون منقسمين إلى مجموعات منظمة، قاموا بمهاجمة منازل متفرقة ولكن بنفس الوقت بحماية الجنود’ .
‘ليس هناك باليد حيلة, فالمستوطنون مدججون بالسلاح ويقوم الجنود بحمايتهم, والشبان هنا لا يتسلحون سوى بالعصي والحجارة، فالله معهم ولن يتركوا أرضهم ومنازلهم دون حماية’، يقول نمر.
وفي وقت سابق من مساء اليوم، أحبط أهالي قرية حوارة محاولة لاقتحام منزل الموطن ماهر عودة الواقع بين حوارة وبورين، وحالوا دون توغلهم داخل حدود البلدة .
وأكد الناطق باسم حركة فتح أحمد عساف أن ‘هجوم المستوطنين على بورين وقرى الضفة ما كان له أن يتم إلا بحراسة جيش الاحتلال’، مضيفا أن مكونات دولة الاحتلال مشتركة بالجريمة ضمن سياسة توزيع الأدوار بين المستوطنين القتلة وجيش الاحتلال الإسرائيلي الذي يوفر الحماية لهم.
وقال رئيسة هيئة مقاومة الجدار والاستيطان وليد عساف، لـ’وفا’، ‘إنه حسب التقديرات فإن جيش الاحتلال سيعطي حرية أكبر للمستوطنين للتخريب في القرى والحقول’.
في أطراف بورين كان واضحا كيف يهاجم المستوطنون القرية، فيما الجنود يوفرون لهم غطاء عبر إطلاق النار صوب أهالي القرية.
وقال عساف: ‘لن نتركهم يخربون، سنتصدى لهم في كل مكان يحاولون التخريب فيه، هذا حق لنا حسب القانون الدولي وواجب علينا أيضا’.
وشكل الفلسطينيون خلال الأشهر القليلة الماضية لجان حراسة ليلية لمنع المستوطنين من التوغل داخل القرى.
في بورين ذاتها، تبدو القرية كلها لجنة حراسة، فما أن انحدر المستوطنون عبر الجبال المحيطة بالقرية حتى خرج سكان القرية للتصدي لهم.

أخبار ذات علاقة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

أهم الأخبار

اخترنا لكم

المكتب الإعلامي الفلسطيني في أوروبا