الرئيسيةمختاراتمقالاتاسرائيل غريبة عن نفسها كتب يحيى رباح

اسرائيل غريبة عن نفسها كتب يحيى رباح

اسرائيل التي انفجرت هبة الأقصى في وجهها تبدو غريبة عن نفسها فكيف عن جيرانها؟ وهذه الحقيقة هي التي انطلقت منها هبة القدس التي فجرتها أجيال تعرف اسرائيل من الداخل، تعرف اسرائيل من خلال ايقاع التفاصيل اليومية، تعرف كم ان اسرائيل من خلال تحالف اليمين الديني والعلماني، ومن خلال تحالف الاستيطان ومجموعات الإرهاب والعنصرية مع صلب النظام الإسرائيلي الذي يقف على رأسه نتنياهو الزعيم الأوحد، الدكتاتور الذي يتراجع امامه كل دكتاتوريات المنطقة سابقا، اسرائيل لم يعد فيها اطراف اخرى أو قوى اخرى تتحاور مع بعضها، فكيف تتحاور مع الشعب الفلسطيني في تجلياته المعروفة، الشعب الفلسطيني داخل اسرائيل- اقلية فعلية وليست وهمية- والشعب الفلسطيني في الجوار على نفس الأرض في القدس والضفة وقطاع غزة، والشعب الفلسطيني في المنفى القريب والبعيد لاجئيين ومهاجرين! اذا كانت اسرائيل عاجزة الى حد الشلل عن التحاور مع بعضها، عاجزة بالمطلق عن اعادة النظر في اي شيء، نتنياهو يرشو المستوطنين فيصبحون عبيدا له، ويستقوون بهذه الرشوة فيصبح عبدا لهم، لا حوار، من جانب واحد تجري الأمور في إسرائيل، الطرف الذي يمسك بلحظة القوة، يفعل ما يريد، اذكركم بأن ما يطلق عليهم أعمدة الدولة الإسرائيلية هم نتنياهو كرئيس وزراء والجيش والأجهزة الأمنية والكنيست، اعترفوا بعد جريمة إحراق عائلة الدوابشة بوجود الإرهاب اليهودي، ثم بعد ذلك بيوم وضعوا ألسنتهم في حلوقهم وصمتوا، لأنهم جميعا دون هذا الإرهاب اليهودي لا يستطيعون فعل اي شيء.
أجيال القدس، والأجيال الفلسطينية المعاصرة الآن، تعرف اسرائيل من الداخل، القوة والعجز، الحقيقة والوهم، الحوار والخرس في علاقة القوى، ولذلك فانهم فجروا الهبة من الداخل من خلال ايقاع التفاصيل اليومية، لأنهم يعرفون اكثر منا ربما، انه من خلال هذه التفاصيل لا تعود اسرائيل قادرة على عرض صورتها الزائفة القديمة، اسرائيل ليست فقط غير ديمقراطية ولكنها ايضا غير يهودية، ولذلك يصر نتنياهو على يهودية الدولة وهو يعرف انها غير يهودية في الواقع، كيان ليس عنده سوى خيار وحيد سواء في معاركه الداخلية أو الخارجية، عربدة القوة ولغة القوة لغة الخيار الوحيد ولذلك يقف هذا الكيان على قدم واحدة مع حدوث اي شيء وأي فعل وأي مفاجأة.
يجب ان تملك هذه الهبة القدرة على المطاولة الفاعلة، هذه الهبة لا يجب ان تسلم شؤونها لأحد الا لشعبها الواحد، شعبها الذي يؤمن بنفسه ويلتف حول مرجعياته واهدافه العادلة.
اسرائيل ترفض بلا بديل، اسرائيل تفضح نفسها بنفسها، تغرق من جديد في الاضطراب الذي توهمت انها غادرته وأوقعت فيه الآخرين.
امنحوا هذه الهبة مجالها الحيوي، اجعلوها نمط حياة نستطيعه ونرتب امورنا على اساسه لنرى كيف ستكون اسرائيل الغريبة عن نفسها في علاقتها مع جيرانها الحتميين وهم الشعب الفلسطيني.

أخبار ذات علاقة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

أهم الأخبار

اخترنا لكم

المكتب الإعلامي الفلسطيني في أوروبا