الرئيسيةمختاراتاخترنا لكمالتطبيع يتحول فجأة ويصبح من المحرمات

التطبيع يتحول فجأة ويصبح من المحرمات

فتحت مباراة فلسطين مع المملكة العربية السعودية في التصفيات المؤهلة لكاس العالم والتي كان مقررا اقامتها في فلسطين وإصرار السعودية على عدم اللعب في فلسطين ونقل المباراة الى الخارج تحت حجة التطبيع، حيث اعتبرت السعودية حضور منتخبها الى فلسطين بأنه يدخل في باب التطبيع مع اسرائيل.
هذه الحادثة فتحت الباب على مصراعيه للوقوف مجددا على طبيعة العلاقة الفلسطينية العربية اذ ان العلاقة الفلسطينية العربية هي علاقة عضوية من حيث معطيات الهوية ومن حيث الارتباط الاستراتيجي المتبادل بين الامن الوطني والأمن القومي من ناحية والقضية الفلسطينية من ناحية اخرى في طرح الشعار العربي باعتبار القضية الفلسطينية قضية قومية وفي التأكيد على الهوية الوطنية الفلسطينية. كما ان هذه الحادثة ايضا طرحت تساؤلات كثيرة فيما اذا كان دخول الوفود العربية الى فلسطين يأتي في اطار التطبيع مع اسرائيل ام لا، اذ ان هناك وفودا عربية رسمية وشعبية من مختلف الاقطار العربية زارت فلسطين ولم يطرح موضوع التطبيع حينها ولم يشار اعلاميا او سياسيا الى ان هذه الوفود ذاهبة للتطبيع مع إسرائيل اذ ان زيارة الوفود العربية الى فلسطين كانت تتم تحت الراية الفلسطينية وتأكيدا على السيادة الوطنية الفلسطينية، ومن باب الدعم والإسناد العربي لفلسطين والتي اكدتها قرارات القمم العربية، وان دخول منظمة التحرير الفلسطينية خيار السلام كان ايضا بضوء عربي وتوفير كافة انواع الدعم السياسي والمالي.
مفهوم التطبيع اذا عاد ليطرق ابوابه في مفهوم النظام العربي الرسمي وكل له وجهة نظر مختلفة عن الاخرى في تعريف هذا المفهوم وفي محدداته ومحاذيره وفيما اذا كان هناك تباين ام تطابق عربي في تعريف هذا المفهوم، وهذا يقع على عاتق جامعة الدول العربية التي اصبحت مطالبة في تحديد مفاهيم التطبيع وهل زيارة فلسطين تدخل في هذا الباب كما ان هناك رغبة ملحة لدى الجانب الفلسطيني في معرفة المفهوم الدقيق للتطبيع حتى لا يقع ايضا في المحظور. نريد اجابة من جامعة الدول العربية ومن الدول العربية نفسها صاحبة العلاقة في هذا الشأن فيما اذا كان فتح مكاتب التمثيل الاسرائيلية في عدد من الاقطار العربية يدخل في اطار التطبيع مع اسرائيل ام لا ؟ وفيما اذا كانت لوحات السيارات العربية التي تجوب شوارع تل ابيب ايضا تدخل في نطاق التطبيع ام لا ؟ وفيما اذا كانت اللقاءات العربية الاسرائيلية تحمل الصفة نفسها ام لا.
كثيرا من الاتصالات العربية الاسرائيلية حدثت سواء كانت سياسية ام اقتصادية ام اعلامية وكثيرا من الفضائيات الاسرائيلية اجرت مقابلات مع مسئولين عرب وفضائيات عربية مع مسئولين اسرائيليين الا ان ذلك بقي خارج اطار التطبيع !
وهكذا حرم الشعب الفلسطيني من ممارسة حقوقه السياسية وسيادته على ارضه وبقرار عربي تحت حجة التطبيع. وفي الوقت الذي يخوض فيه الشعب الفلسطيني وقيادته معركة مع الاستيطان ومعركة التنكر الاسرائيلي للحقوق الوطنية الفلسطينية نجد ان مثل هذه المواقف العربية تساهم في اضعاف القيادة الفلسطينية وبدلا من الدعم العربي السياسي والمادي فان مثل هذه المواقف تشجع اسرائيل للتفرد بفرض سياسة الامر الواقع ويحول المحيط العربي الى متفرج تدفع اسرائيل وحلفاءها لممارسة كل انواع التهديد والابتزاز، وهذا يعيدنا الى ان الفشل في المسار الفلسطيني في مفاوضات السلام يعود في جزء كبير منه الى التدهور الذي لحق بالنظام العربي وتهافت العالم العربي على اقامة علاقات مع اسرائيل .. لكن هل هذه العلاقات تدخل في نطاق التطبيع ؟

خاص- مركز الإعلام

أخبار ذات علاقة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

أهم الأخبار

اخترنا لكم

المكتب الإعلامي الفلسطيني في أوروبا