جويد التميمي
مع قسوة الحياة ومشاقها في خربتي جورة الخيل والقانوب شرق سعير بمحافظة الخليل، يواجه مربو الماشية والرعاة اعتداءات الاحتلال ومستوطنيه بمزيد من التشبث بأراضيهم لمنع توسيع مستوطنة ‘اصفر’ التي اقيمت على أراضي يملك المواطنون الذين يقطنون المنطقة أوراقا تثبت ملكيتهم لها قبل الاحتلال.
المواطن نعيم أحمد شلالدة قال لـ’وفا’: باغتنا الاحتلال الذي هددنا بالترحيل قبل أيام، مصطحبا آلياته الثقيلة وشرع صباح اليوم على الفور بهدم مساكننا وبركساتنا وحظائر أغنامنا.
وبحرقة أضاف الشلالدة، ‘الشتاء على الأبواب والاحتلال اليوم ‘خلط الطين بالعجين’، نحن 4 عائلات مكونة من 20 فردا، منهم 8 اطفال، أصبحنا جميعا في العراء دون مأوى، كما لا مأوى لماشيتنا بعد اليوم، لدي ما يقارب 100 رأس من الماشية، أسأل ما العمل’، وأجاب نفسه بعد برهة قصيرة ‘الصبر الصبر’.
وأسهب قائلا، ‘هدمت جرافات الاحتلال في منطقة القانوب المحاذية لجورة الخيل بركسات وخيما ومساكن من صفيح تعود ملكيتها للمواطن محمد عبد الفتاح شلالدة حيث تأوي أيضا ما يقارب 20 فردا، وهذا كله لإفراغ المنطقة التي ورثناها عن آبائنا وأجدادنا، يحاولون إرغامنا على الرحيل لكن ذلك لن يكون’.
وأضاف الشلالدة: نحن نملك أوراقا تثبت ملكيتنا للمنطقة بما فيها الأراضي التي اقيمت عليها مستوطنة ‘اصفر’ وهذه الأوراق تثبت وجودنا وملكيتنا لجورة الخيل والقانوب قبل احتلالهم فلسطين.
وتابع، حفاظا على أراضينا من المصادرة والسلب، رفعنا نحن مواطني جورة الخيل والقانوب، دعاوى لاثبات ملكيتنا لأراضينا أمام محاكم الاحتلال رغم ان الاحتلال هو الحاكم والجلاد وتيقنا ان هذا لن يجدي نفعاً لكن كما قال المثل ‘الغرقان بتعلق بقشة’.
وأوضح، أن قوات جيش الاحتلال شرعت بعملية الهدم في خربة جورة الخيل والقانوب، رغم وجود قضايا لا زالت منظورة أمام محاكم الاحتلال، ولم تصدر المحاكم الاسرائيلية قرارا بشأنها لكن الجرافات حكمت ونفذت وهدمت.
من جانبها، طالبت عائلة الشلالدة التي تقطن المنطقة، المؤسسات الحقوقية الدولية أن تساعدهم، من أجل أن يحافظوا على وجودهم في المنطقة التي يملكونها، وناشدت المؤسسات الوطنية والحقوقية التدخل الفوري والعاجل لوضع حد لهذه الممارسات الهمجية التي تهدف في مضمونها إلى إفراغ الأرض الفلسطينية من سكانها، وأوضحت ان اخطارات بالجمله يوزعها الاحتلال لهدم المساكن في جورة الخيل والقانوب والجرافات لن تبقي شيئا اذا باشروا التنفيذ.
من جانبه، قال رئيس بلدية سعير كايد جرادات لـ’وفا’، إن ممارسات سلطات الاحتلال ‘تهدف إلى الاستيلاء على أراضي المواطنين، وتوسيع رقعة الاستيطان في قرى وخرب محافظة الخليل، من خلال إرغامهم على الرحيل عن أراضيهم التي يعيشون فيها’.
وأكد جرادات، ان بحوزة اهالي خربتي جورة الخيل والقانوب، أوراقا تثبت ملكيتهم لأراضيهم وعقاراتهم وآبار مياههم، كما أن لديهم أوراقا تثبت ملكيتهم للأراضي التي أقيمت عليها مستوطنة ‘اصفر’ أيضا.
