الرئيسيةمختاراتاخترنا لكمكيف نواجه (التهميش) التنظيمي؟ (1/6) سقوط التنظيم كتب بكر أبو بكر

كيف نواجه (التهميش) التنظيمي؟ (1/6) سقوط التنظيم كتب بكر أبو بكر

إذا عرّفنا التنظيم الاجتماعي أو السياسي بأنه مكون يعبّر عن صيغة تعايش اجتماعي وصيغة تبادل رسائل وأدوار فإنه يعني أن ]الاتصالات[ تمثّل فيه عصب الحياة تماما مثل الجهاز العصبي المنتشر في كافة أجزاء جسم يحقق التواصل عبر الاحساس والاستجابة.[1]

تفقد كثير من التنظيمات جاذبيتها لأن قيادتها التاريخية انتهت فلم تستطع أن تقدم الجديد في الفعل والعطاء، أو لأنها لم تستطيع أن تدرك المتغيرات فتجدد فكرها ومواقفها وسياساتها .

تسقط التنظيمات عند تقادم الفكرة، ولا تتقادم الفكرة إلا عندما لا تحتك بالجديد، وعندما لا تحتك بالجديد فإنها تتكلس فتسبقها تلك الأفكار التي تعيش في محيط ثرى بالأفكار الأخرى تأخذ منها وتمنحها ، أي أنها بالاحتكاك بالأفكار الأخرى تتطور وتتجدد وربما تتجذر أيضا.

تسقط التنظيمات السياسية لعجز قيادتها عن الفهم، أو لعجزها عن التطور في التفكير والأساليب والبرامج ، وتسقط التنظيمات عندما تصبح أفكارها غريبة عن المجتمع كما تسقط مع سقوط القدرة وانهيار الطاقة، وكثيرا ما ينتفي وجود التنظيم لانتفاء السبب لوجودها: الهدف، البرنامج …الخ، كما أن التنظيمات (والجماعات) تتفتت وتتشتت وتتكاثر (تنشطر) عندما تتقاتل ليس على تحقيق الهدف والمصلحة التنظيمية الجامعة، وإنما عندما تتقاتل على الغنائم والمكاسب والتصدر.

التنظيمات (أو الجماعات) تسقط تحت طائلة عديد الأمراض أن تفشت في الجسد ولم تعالج فإن الحتمية الطبيعية هي الموت.

لذلك فإن أحد أهم عوامل الهرم (الشيخوخة) أو السقوط أو التلاشي أو التقلص إضافة إلى ما سبق وذكرناه هو انسدادات الجهاز العصبي بحيث يحصل القطع بين النهايات العصبية أو مع الخلايا العصبية وبين الدماغ[2] ما نعبر عنه بالاتصالات داخل الجسد التنظيمي، فإن لم يحصل العلاج يحصل المحظور.

.[1]الجهاز العصبي هو منظم نشاط الجسم الكيميائي والحركي علما بأن هدف التنظيم يكون دائما المحافظة على حياة الإنسان أولا وأخيرا. ومن مبادئ الإدارة الأساسية التي يتبعها الجهاز العصبي في إدارته لشؤون الجسم الداخلي: 1-اتخاذ الاحتياطات المسبقة لمواجهة الأزمات الطارئة، 2-الفاعلية و الاقتصاد في استخدام الطاقة عند الأزمات، 3-الحفاظ على بيئة الجسم الداخلية وصحة خلايا الجسم

ويشار الى أن أجزاء الجهاز العصبي (نتمثلة بالاتصالات في اتنظيم السياسي صعودا وهبوطا بين القيادة والقاعدة) تعمل كوحدة متكاملة ومترابطة وظيفياً بحيث لا نستطيع أن نفصل بين أي جزء منها لارتباطها واتصالها معاً.[2] تدفق الدم بلا انقطاع ضروري لوظائف الدماغ، الذي ينمي بدوره آليات مختلفة لاستدامة ذلك، وهكذا يمكن إزالة انسدادات (جلطات) الأوعية الدموية الدقيقة بواسطة عمليات تفككها أو تطهر الأوعية منها. إلا أن تواصل الانسدادات يخفض أو يعطل تدفق الدم، مما يقلل إمدادات الأكسجين والمغذيات إلى الأنسجة المحيطة والخلايا العصبية مما يؤدي إلى ضعف الاتصالات بين الخلايا العصبية، وموت الخلايا في نهاية المطاف. (د.سوزانا بيتانسيسكا، موقع فضائية الجزيرة في مقال: آلية جديدة لإزالة جلطات الدماغ)

أخبار ذات علاقة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

أهم الأخبار

اخترنا لكم

المكتب الإعلامي الفلسطيني في أوروبا