الرئيسيةأخباراسرائيليةأضواء على الصحافة الاسرائيلية 18 أيار 2016

أضواء على الصحافة الاسرائيلية 18 أيار 2016

ماحش تعترف بقتل الفتي محمد سنقرط بعيار اسفنجي لكنها ترفض محاكمة الشرطي القاتل

تكتب صحيفة “هآرتس” ان قسم التحقيق مع الشرطة الاسرائيلية (ماحش)، قرر امس الثلاثاء، اغلاق الملف ضد الشرطي الذي قتل الفتى الفلسطيني محمد سنقرط (16 عاما) من القدس الشرقية، في آب 2014، رغم اعترافها بأن هذا الشرطي، من حرس الحدود، قتل الفتى بواسطة العيار الاسفنجي الأسود، الذي يعتبر أثقل واخطر أنواع عيارات الاسفنج. وكانت الشرطة قد توصلت خلال التحقيق الى هوية شرطي حرس الحدود الذي اطلق العيار، والى انه قام بإطلاق العيار رغم أنه لم يكن مؤهلاً لاستخدام هذه العيارات. وعلى الرغم من ذلك قررت (ماحش) “عدم وجود أدلة كافية لمحاكمة الشرطي”! وتم تحويل الملف الى الشرطة لفحص امكانية تقديم الشرطي الى المحاكمة التأديبية!

وكانت الشرطة قد بدأت باستخدام عيارات الاسفنج الأسود في القدس الشرقية قبل حوالي عامين، لتستبدل بذلك عيارات الاسفنج الأزرق الأقل خطورة. ومنذ ذلك الوقت تم توثيق عشرات الاصابات البالغة بهذه العيارات، بينهم اولاد وفتية فقدوا أعينهم نتيجة لاستخدامها. وفي نهاية آب 2014، تم اطلاق النار على سنقرط خلال مظاهرات وقعت في حي وادي الجوز، حيث يقيم. وقالت عائلته ان ابنها اصيب بالعيار رغم انه لم يشارك في رشق الحجارة. ويستدل من رسالة بعث بها الملازم هدار تسور، في “ماحش” الى والد الفتى، عبد المجيد سنقرط، بأن “الشرطي يدعي بأنه اطلق عيار اسفنج واحد باتجاه اقدام الشبان الذين وقفوا في حينه على رأس التل، ونتيجة لإطلاق النار اصابت الرصاصة رأس المرحوم فسقط على الرض. وقام الشرطي بتبليغ القائد عن اطلاق العيار فركض طاقم المحاربين نحو المرحوم، وتم تأمين المنطقة واستدعاء طاقم طبي”.

وتشكل هذه الرسالة اول اعتراف من قبل الدولة بمقتل سنقرط نتيجة لإصابته بعيار اسفنج. وقد حاولت الشرطة في البداية الادعاء بأن سنقرط توفي نتيجة ارتطام رأسه بالأرض بعد سقوطه، اثر اصابته في ساقه، لكنه جاء في الرسالة انه “بعد التحقيق العميق في ظروف الحادث، تبين ان اصابة العيار الاسفنجي لرأس المرحوم كان سبب وفاته. كما تبين ان الشرطي اطلق عيار اسفنج من النوع الذي لم يؤهل لاستخدامه. ونشير الى ان الشرطي حصل على تأهيل لإطلاق النار بواسطة عيارات اسفنج ولكن من نوع آخر من العيارات. كما تبين ان اطلاق العيار الاسفنجي تم من مسافة صحيحة حسب النظم المتبعة في ذلك الوقت. مع ذلك، وبسبب المبنى الطوبوغرافي للمكان، فان مكان الاصابة في رأس المرحوم وظروف اطلاق النار، لم يكن بالإمكان التوصل الى الدليل الذي ينفي ادعاء مطلق النار بأنه وجه النيران الى القسم السفلي من جسد المرحوم، بناء على النظم، لكنه اصابه في رأسه من دون قصد”. واضاف تسور في رسالته بأنه في ضوء الأدلة فان فرص الادانة في هذا الملف ليست عالية ولذلك تقرر اغلاق الملف!

وقال المحامي منعم ثابت الذي يمثل عائلة سنقرط انه ينوي الاستئناف على قرار ماحش. اما محامو الشرطي فقالوا ان “ماحش قامت بتفعيل رأي مهني ومناسب باغلاق الملف ونحن نشكرها على ذلك”.

ويستدل من معطيات جمعية حقوق المواطن ان اكثر من 30 شخصا اصيبوا جراء اصابتهم بعيارات اسفنج منذ بدأت الشرطة باستخدام العيارات السوداء. وفقد 14 مصابا احدى اعينهم. كما يتبين ان نصف المصابين هم قاصرون واحدهم في جيل 12 عاما ويعاني من ضرر دماغي لا يمكن علاجه. وفي غالبية الحالات لم يشتبه بمشاركة المصابين في خرق النظام ولم يتم اتخاذ اجراءات ضدهم. وحسب ادعاء الجمعية، فان غالبيتهم اصيبوا في رؤوسهم، بشكل يخالف تماما نظم الشرطة التي تمنع اطلاق العيارات باتجاه القسم العلوي من الجسد وباتجاه الأطفال. وقالت المحامية آن سوتشيو من الجمعية، انه على الرغم من ارتفاع عدد المصابين ومستوى الاصابات الكثيرة للأطفال الا ان الشرطة لم تعد فحص استخدام العيارات الاسفنجية ولم يتم في أي من الحالات اتخاذ اجراءات جنائية ضد افراد الشرطة الذين اطلقوا النار.

هرتسوغ يسرع مساعيه للانضمام الى حكومة نتنياهو وخطر الانقسام يتهدد حزبه

تواصل الصحف الاسرائيلية متابعة تطورات المفاوضات الجارية بين هرتسوغ ونتنياهو لتوسيع الحكومة، في وقت بات خطر الانقسام يتهدد حزب العمل، الذي يعارض نصف نوابه تقريبا هذه الخطوة. وتنشر “هآرتس” عن مسؤولين كبار في حزب العمل، تقديرهم بأن يتسحاق هرتسوغ، مصر على الانضمام الى حكومة نتنياهو. وحسب اقوالهم فان هرتسوغ يشعر بالتفاؤل ازاء امكانية المصادقة على الاتفاق في مؤسسات الحزب.

وفي المقابل، تم طوال يوم امس، تفعيل الضغوط على اعضاء مؤتمر الحزب، تحضيرا لانعقاد المؤتمر المتوقع يوم الاحد المقبل، للتصويت على الاتفاق. وقال مسؤول في حزب العمل لصحيفة “هآرتس” ان رئيس الهستدروت، ابي نيسنكورن، بدأ بتمهيد الأرض استعدادا للتصويت المرتقب، حيث قام رؤساء الطواقم ونشطاء رئيسيين في الهستدروت بإجراء اتصالات هاتفية مع مئات اعضاء المؤتمر الذين يعتبرون من رجال نيسنكورن، لإعدادهم للتصويت”. ويقدرون في حزب العمل بأن هرتسوغ ونيسنكورن يحظيان بتأييد كبير في مؤتمر الحزب ولذلك يتوقع التصديق على الاتفاق. مع ذلك علم بأن هرتسوغ لم يطلب حتى الان من الامين العام للحزب، حيلك بار، عقد مؤتمر الحزب.

وقال مسؤولون في الحزب ان هرتسوغ ينتظر المصادقة على الاتفاق في مؤتمر الحزب، لاقتناعه بأن ذلك سيساعد بعض النواب على النزول عن الشجرة. ويشار الى ان 11 نائبا من نواب المعسكر الصهيوني الـ24 اعلنوا حتى الآن رفضهم للانضمام الى هرتسوغ في الحكومة.

وتكتب “يديعوت احرونوت” في هذا السياق ان اجواء من الفوضى تعم حزب العمل. ويتحدث مسؤولون كبار في الحزب علانية عن الانقسام الذي لا مفر منه داخل الحزب اذا قرر هرتسوغ الانضمام الى الحكومة. وان لم يكن ذلك كافيا، فقد قال نواب من كتلة المعسكر الصهيوني، ومن بينهم عدد من النواب غير المعارضين لهرتسوغ، بأنه اذا تم اتخاذ القرار فانهم سيبقون في المعارضة.

وقال النائب ميكي روزنطال، امس، ان “هناك خطر حقيقي في حدوث انقسام داخل الحزب تحت قيادة هرتسوغ. بوغي سيوقع على نعش الحزب. انه يخون ثقة الناخبين واذا واصل ترؤس الحزب فسنصل الى نتيجة مؤلفة من رقم واحد في الانتخابات. المس بحزب العمل بالغ الخطورة ولن ينقذ الحزب نفسه اذا لم يتم استبدال هرتسوغ”.

وقال النائب اريئيل مرجليت، ان “هرتسوغ لم يعد يتمتع بشرعية مفاوضة نتنياهو. المفاوضات الجارية مع نتنياهو لا تمثل حزب العمل ككتلة واحدة، وانما جهات لا تمثل رأي الناخبين ولا رأي المنتخبين، ويجب ان يعرف نتنياهو ذلك. بدل ان تعمل المعارضة على تفكيك الائتلاف يقوم الائتلاف بتفكيك المعارضة، وللأسف هناك من وقع في الفخ”.

وتقتبس “هآرتس” عن نائب رفيع في المعسكر الصهيوني قوله ان “هرتسوغ اجتاز خط اللا عودة. وهو يفهم بأنه لم يعد بإمكانه شغل منصب رئيس المعارضة. ويسود الانطباع بأن قرار الانضمام الى الائتلاف سيتم اتخاذه خلال يوم”. وحسب أقواله فان “الفجوات تتقلص، هناك تجنيد عام من قبل الهستدروت لتمرير القرار. انهم يعملون مثل جيش منضبط وفاعل جدا”. وحسب اقواله “فقد هرتسوغ المصداقية والقيادة ولذلك لم يعد لديه ما يخسره. المشكلة انه يقود الحزب معه كأسير”.

يكفي خيانة

وتكتب “يسرائيل هيوم” في هذا السياق، ان النائب شيلي يحيموفيتش، كررت امس، الهجوم على رئيس حزبها يتسحاق هرتسوغ، وكتبت على صفحتها في فيسبوك: “يكفي مؤامرات، يكفي خيانة لثقة الناخبين، يكفي زحفا مخجلا للحكومة. لم يطرح امام هرتسوغ اقتراح بتشكيل حكومة وحدة. عمليا هذا يشبه الدمية التي القاها نتنياهو وطالب هرتسوغ بالعودة زاحفا على أربع مع العظمة في فمه. هذا هو ما يفعله نتنياهو. “الاقتراح” الان هو ان يكون هرتسوغ ورقة تين، عجلة خامسة، محلل الدنس، مقاول التنفيذ ومبيض الغسيل للحكومة الأكثر يمينية هنا. “اقتراحه” يجب رفضه بسخرية باردة. ولكننا بدلا من ذلك نشهد محاولات متكررة من قبل هرتسوغ لتسويق الرصاصة الفارغة المرة تلو الأخرى”. وقالت يحيموفيتش انها تنوي عمل كل ما تستطيع على المستويات الشعبية والسياسية والبرلمانية والقضائية لمنع تحطم حزب العمل.

وردا على ذلك قال مقربون من هرتسوغ ان “يحيموفيتش” لا تعرف كامل التفاصيل وتعظ على الرفض دون ان تعرف التفاصيل وبدوافع سياسية فقط. نقترح عليها انتظار النتيجة النهائية للمحادثات، والامتناع حتى ذلك الوقت عن التهديد والتشبيهات الحقيرة بالحيوانات”. وقالوا، ايضا “نحن لسنا في فيلم “العراب، ويفضل ترك التهديدات في البيت”.

كما هاجم النائب يوسي يونا الاتفاق المتبلور، وقال ان “الاقتراح المطروح لا يحمل الينا الكرامة ويعرضنا امام ناخبينا وامام الجمهور كباحثين عن مناصب وزارية وتشريفات”.

ليبرمان يعتبر دعوته للانضمام بمثابة اسفين

في المقابل، تكتب “هآرتس” ان جهات مقربة من رئيس حزب “يسرائيل بيتينو” افيغدور ليبرمان قالت بان البيانات الصادرة عن ديوان نتنياهو بشأن التوجه الى ليبرمان للانضمام الى الحكومة هي أسافين ومحاولة لتبييض ادخال المعسكر الصهيوني الى الحكومة خلافا للوعود التي قطعها نتنياهو للناخبين.

كما ادعت مصادر في الليكود بأن التوجه الى ليبرمان هدفه التمهيد لضم هرتسوغ الى الائتلاف. وقال مصدر في الحزب ان نتنياهو قال بأنه سيبذل كل شيء من اجل ضم حزب يميني الى الحكومة، وفقط بعد فشله لم يكن امامه الا خيار التوجه الى هرتسوغ.

وفي خضم هذه الاتصالات، اصدر نتنياهو وهرتسوغ، امس، بيانين متزامنين رحبا فيهما بدعوة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي لاستئناف العملية السلمية. ونفى المقربون من هرتسوغ ونتنياهو ان يكون الرئيس المصري قد نسق خطابه معهما، او انهما كانا يعرفان عنه مسبقا.

وكان هرتسوغ قد قال في مطلع الاسبوع بأن انضمام حزبه الى الائتلاف من شأنه دفع خطوة سياسية اقليمية نادرة، لكنه لم يفصل عما يجري الحديث. وخلال لقاء عقد في تل ابيب مع عشرات نشطاء معسكر رابين في حزب العمل، قال انه يشخص فرصة اقليمية سياسية نادرة قد تمر ولا تتكرر، وانه يقول ذلك عن سابق معرفة.

حقيبة الامن ليست طابو ليعلون

تكتب يديعوت احرونوت” انه في اطار محاولات توسيع الحكومة، طرح رئيس الحكومة على الطاولة حقيبة الأمن ايضا. وقالت مصادر مطلعة على المفاوضات بأن نتنياهو اعرب عن استعداده لنقل وزير الامن موشيه يعلون من منصبه، في اطار جولة التعيينات الوزارية، وتسليم الحقيبة لرئيس حزب “يسرائيل بيتينو” افيغدور ليبرمان، بل حتى يمكن تقديمها لرئيس المعسكر الصهيوني يتسحاق هرتسوغ.

ويمكن لأزمة الثقة بين نتنياهو ويعلون ان تسرع اخراج الاخير من وزارة الأمن. وعلمت “يديعوت احرونوت” ان بعض وزراء الليكود طلبوا من نتنياهو اخراج يعلون من وزارة الامن. وقال احد الوزراء المقربين من نتنياهو ان “حقيبة الامن ليست مسجلة في الطابو على اسم يعلون”.

يشار الى ان حقيبة الامن طرحت للمفاوضات قبل الانتخابات الأخيرة، ايضا. وقد وعد نتنياهو رئيس حزب البيت اليهودي نفتالي بينت بإعطائه الحقيبة، لكنه تراجع عن ذلك بعد الانتخابات، بادعاء ان الكتلة حصلت فقط على 8 مقاعد.

هل يصبح عودة رئيسا للمعارضة؟

تشير الصحف الرئيسة الثلاث، الى شكل الكنيست في حال انضمام حزب المعسكر الصهيوني الى الحكومة. وتكتب ان خطوة كهذه قد تقود الى تعيين رئيس القائمة المشتركة، ايمن عودة، رئيسا للمعارضة البرلمانية، (لأن القائمة هي الثالثة من حيث عدد المقاعد في الكنيست – المترجم). واذا ما تم ذلك فستكون هذه هي المرة الاولى في تاريخ الكنيست التي سيحظى فيها نائب عربي بحراسة من قبل الشاباك، ولقاءات دورية مع رئيس الحكومة، للاطلاع على المستجدات.

وكتبت “هآرتس” انه يجري في الأيام الأخيرة صراع على منصب رئيس المعارضة المقبل، في حال انضم هرتسوغ الى الحكومة. فالقانون يحدد بأن رئيس المعارضة يكون رئيس اكبر كتلة من بين كتل المعارضة في الكنيست، الا اذا دعم نصف نواب المعارضة مرشحا من قائمة اخرى. وفي حال جرت المنافسة على هذا المنصب من شأن عودة الحصول على دعم من قبل 18 نائبا في المعارضة (المشتركة وميرتس) بينما يمكن لرئيس “يوجد مستقبل” يئير لبيد الحصول على تأييد 17 نائبا (حزبه ويسرائيل بيتينو).

لكنه ليس من الواضح ما اذا كان نواب التجمع سيدعمون تأييد رئيس القائمة المشتركة التي ينتمون اليها، لهذا المنصب، وكيف سيتصرف نواب حزب العمل “المتمردين” في حال رفضهم الانضمام الى هرتسوغ في الائتلاف. وقال عودة ان “منصب رئيس المعارضة سيشكل فرصة هامة”، بينما رفضوا في “يوجد مستقبل” التعقيب.

هل يتم اجبار “يكسرون الصمت” على كشف هويات الجنود الذين يكشفون جرائم الجيش في المناطق؟

تكتب صحيفة “هآرتس” انه سيبدأ في محكمة الصلح، يوم الاحد المقبل، التداول في طلب النيابة العامة، إلزام حركة “يكسرون الصمت” على كشف هوية الجندي الذي أثارت افادته الاشتباه بارتكاب مخالفات لقوانين الحرب. واذا ما صادقت القاضية اليانا دانيئيلي على هذا الطلب، فستكون هذه هي المرة الأولى التي ستكشف فيها السلطات اسم جندي ادلى بإفادته امام التنظيم، والوصول اليه لجباية افادة مباشرة منه. وفي هذه الحالة يمكن للنيابة استخدام الافادة او المواد الخام كدليل. وكانت المحكمة قد رفضت في السابق عدة توجهات مشابهة.

يشار الى ان كشف هوية الجندي الذي أدلى بإفادته أمام التنظيم من شأنه ان يردع الجنود الآخرين عن تقديم افاداتهم في المستقبل. مع ذلك يدعي الجيش والنيابة العامة ان هذا المعيار لن يمنعهم من تقديم الطلب. وتطالب النيابة بإجبار “يكسرون الصمت” على تسليم الشرطة العسكرية كل المواد الخام لعدة افادات ادلى بها جنود حول عملية الجرف الصامد في غزة في صيف 2014. وفي هذه المرحلة لا يمكن تفصيل ماهي الحالات العينية، لأن تحقيق الشرطة العسكرية فيها لم ينته بعد.

السيسي يدعم المبادرة الفرنسية ويدعو اسرائيل والفلسطينيين للاتفاق

تكتب “هآرتس”، والصحف الاخرى، ان الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، اعرب في خطاب القاه امس، عن دعمه لمبادرة السلام الفرنسية، وقال ان على الاسرائيليين والفلسطينيين استغلال “الفرصة الواقعية والكبيرة لتحقيق حل سلمي للصراع بينهم”. ودعا القيادة والأحزاب في اسرائيل الى الاتفاق القومي على التوصل لاتفاقيات مع الفلسطينيين، واشار الى انه يجب التعلم من اتفاق السلام بين مصر واسرائيل في ضوء حقيقة ان العداء بين ابناء الشعبين والدولتين قبل اتفاق السلام لم يقل عن الوضع الحالي بين الاسرائيليين والفلسطينيين.

واضاف السيسي خلال تدشين محطة للطاقة جنوب القاهرة، ان “هناك فرصة حقيقية للتوصل الى اتفاق سلام على اساس المبادرة العربية والمبادرة الفرنسية المقبلة. وسيكون الشرق الاوسط اكثر امانا واستقرارا في حال التوصل الى اتفاق”. واوضح بأنه لن يكون لمصر أي دور رائد في الموضوع، لكنها مستعدة لمساعدة كل الأطراف.

وتوجه السيسي مباشرة الى القيادة الفلسطينية ودعا الى انهاء الانشقاق بين فتح وحماس. وسيلتقي السيسي اليوم، وزير الخارجية الامريكي جون كيري خلال زيارته الى القاهرة. ويسود التقدير بأن السيسي وكيري سيركزان على المبادرة الفرنسية خلال اللقاء.

ورحب الرئيس الفلسطيني محمود عباس بالدعم المصري للمبادرة الفرنسية، وقال ان “مصر كانت دائما مرساة للفلسطينيين ودعمها للخطوة الدولية ستساعد كثيرا الجهود المبذولة للتوصل الى اتفاق شامل يقوم على انشاء دولة فلسطينية مستقلة الى جانب اسرائيل”.

وقال مسؤول رفيع في ديوان ابو مازن، ان “الجهود المصرية بالغة الاهمية لقيادة عملية دولية ستقود الى تحرك ما على المستوى السياسي، لأنه لا يمكن مواصلة هذا الجمود. نحن نتوقع خطوة كهذه قبل انتهاء ولاية الرئيس اوباما. ونقدر جدا فرنسا وجهودها لعقد المؤتمر الدولي، ولكن هذه الخطوة لا يمكن ان تنضج من دون لاعبين اساسيين كمصر والسعودية وطبعا الولايات المتحدة، خاصة في ضوء الرفض الاسرائيلي”.

وفي تعقيبه على امكانية انضمام المعسكر الصهيوني الى حكومة نتنياهو، قال المسؤول الفلسطيني ان المقصود شأن اسرائيلي داخلي، لكن ربما يمكن لانضمام المعسكر الصهيوني الى الحكومة ان يشكل رسالة سياسية ما”. مع ذلك، اضاف، “لقد اثبتت تجربتنا بأن شخصيات مثل هرتسوغ وليفني هي نوع من القناع الذي يستخدمه نتنياهو، لأنه في نهاية الأمر هو من يحدد السياسية ولا احد غيره”.

الى ذلك اعلن الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند، امس، عن تأجيل مؤتمر وزراء الخارجية الذي كان مقررا عقده في نهاية الشهر الجاري، بهدف تمكين وزير الخارجية الامريكي من المشاركة فيه. ويفترض بهذا المؤتمر تحديد جدول اعمال مؤتمر السلام الدولي المخطط عقده في الصيف.

الشاباك لا ينوي تمديد اعتقال الارهابي اتينغر، حفيد كهانا

تكتب “هآرتس” ان ممثل النيابة العامة، اعلن امس، بأن الشاباك لا ينوي طلب تمديد الاعتقال الاداري لناشط اليمين الارهابي مئير اتينغر، حفيد كهانا، الذي ينتهي في نهاية هذا الشهر. وكان الشاباك قد اعتقل اتينغر، الذي يعتبر المستهدف الاول بالنسبة له، في اعقاب قتل عائلة دوابشة في قرية دوما، في نهاية شهر تموز الماضي، وفرض عليه السجن الاداري لمدة ستة أشهر، تم في نهايتها تمديده لأربعة اشهر أخرى.

ويوم امس، خلال التداول في ملف اتينغر في المحكمة المركزية في اللد، اعلنت النيابة بأنه سيتم اطلاق سراحه في نهاية الشهر. وسيتم اصدار امر اداري بحقه يفرض عليه قيود مختلفة بشأن الأشخاص الذين يمكنه التحدث اليهم والأماكن التي يمكنه التواجد فيها.

يشار الى ان القاضي صادق في حينه على طلب الاعتقال الاداري لاتينغر بناء على معلومات استخبارية عرضها الشاباك، تشير الى قيام اتينغر في ايلول 2013 بتأسيس تنظيم هدفه اعلان تمرد عنيف يقود الى اسقاط السلطة في اسرائيل، يشمل تنفيذ عمليات لإصابة نقاط الضعف في الدولة. ويقوم مخطط التمرد على اربعة مراحل: الاعلام، تجنيد النشطاء، اعلان التمرد وتطبيقه”.

كما اتهم اتينغر بالضلوع في احراق منزل فلسطيني في خربة ابو فلاح في تشرين الثاني 2014، وان نشاطه يشير الى الخطر الكامن فيه وفي التنظيم الذي ترأسه، ووضع افكاره. ورفض القاضي ادعاء اتينغر بأنه تم اعتقاله بسبب آرائه وافكاره، وكتب ان اتينغر شجع الآخرين على تنفيذ عمليات عنيفة مست بأمن الدولة، وانه تم تنفيذ عمليات كهذه”.

وحسب قرار القاضي في حينه فقد عرضت امامه 180 معلومة استخبارية حول نشاط اتينغر، وقدم الشاباك وجهة نظر تألفت من 82 صفحة على الأقل. ونسب الشاباك الى اتينغر تهمة كتابة “وثائق التمرد” التي تشرح البرنامج الايديولوجي لفكرة التمرد التي تقوم على تنفيذ سلسلة من العمليات العنيفة ضد العرب بهدف التسبب بغليان يؤدي الى انهيار الدولة. وتم العثور على الوثائق في منزل ناشطة يمينية في مستوطنة تفوح، لكن الشاباك يدعي عدم وجود دليل يربط بين اتينغر والوثائق. ومن بين المعلومات الاستخبارية المتوفرة لدى الشاباك هناك الكثير مما يشير الى قيام اتينغر بتفعيل خلايا ارهابية عنيفة هدفها الاعتداء على العرب.

بلدية القدس توسع دعمها لمسيرة الاعلام الاستفزازية في القدس الشرقية

كتبت “هآرتس” ان بلدية القدس قررت زيادة الميزانية المخصصة “لمسيرة الاعلام” الاستفزازية في القدس الشرقية، بنسبة ثلاثة اضعاف، رغم الانتقادات العامة لهذه المسيرة التي قد تتزامن هذه السنة مع مساء اليوم الاول من شهر رمضان. وتقوم تنظيمات اليمين بتنظيم هذه المسيرة سنويا في ما يسمى “يوم القدس” (الذي يشير الى قرار ضم القدس الشرقية بعد احتلالها – المترجم). ويشارك في هذه المسيرة عشرات الاف الشبان اليهود، خاصة المتدينين والمستوطنين، سنويا، وهي تمر عبر الحي الإسلامي في القدس الشرقية، وتترافق بمطالبة اصحاب المحلات التجارية العرب في الحي بإغلاق ابوابها لعدة ساعات، فيما يمتنع السكان عن الخروج من بيوتهم خشية تعرضهم للاعتداءات.

وبسبب احتمال تزامن مسيرة هذا العام مع ليلة الاول من شهر رمضان، تبلورت جبهة معارضة لمرور المسيرة في الحي الاسلامي، حيث دعا اعضاء كتلة “المقدسيين” في البلدية، تمير نير واهرون لايبوفيتش وايتي غوطلر، الشرطة الى تحديد مسار بديل للمسيرة. كما توجه منتدى “بطاقة النور” بطلب مماثل.

في المقابل اعلنت نائبة رئيس البلدية حجيت موشيه، العضو في البيت اليهودي، وممثلة كتلة اليمين “القدس الموحدة” في البلدية، ومسؤولة الملف المالي، عن زيادة مشاركة البلدية في تمويل المسيرة، من 100 الف الى 300 الف شيكل. وقال: “التسامح يجب ان يأتي من الجانبين، وكلما ازدادت المعارضة للمسيرة سنزيد ميزانيتها وعدد المشاركين فيها”.

وقالت جمعية “مدينة الشعوب” ان “سكان الحي الاسلامي ليسوا بالون اختبار “للنوايا الحسنة” للشرطة. على الشرطة الامتناع عن المراهنة والاعلان عن الغاء مرور المسيرة في الحي الاسلامي هذا العام”.

الموساد يلاحق نشطاء BDS

تكتب “يسرائيل هيوم” ان الفلسطينيين يدعون بان “الموساد” يلاحق نشطاء تنظيمات BDS ويحاولون تقييد خطوات اسرائيل بواسطة اعلان في مجلس حقوق الانسان بأن هؤلاء النشطاء هم “نشطاء لحقوق الانسان” وان حق المقاطعة هو حق أساسي للفرد.

ويشار الى ان الوزير غلعاد اردان يدير النشاط الاسرائيلي ضد تنظيمات BDS، ولهذا الغرض خصصت الحكومة مبلغ 100 مليون شيكل. وغالبا لا يتم السماع عن نشاطات الدولة ضد هذه التنظيمات لأن جوهر العمل يكمن في الاحباط ولأنه يسود الفهم بأنه من دون النشر عن نشاطات المقاطعة، تتضاءل قوة هذه التنظيمات.

لكن جزء من هذا العمل تم الكشف عنه هذا الأسبوع، في رسالة بعث بها تنظيم “اللجنة القومية الفلسطينية لتنظيمات BDS”، الى مجلس حقوق الانسان التابع للأمم المتحدة في جنيف، طالبه فيها بالدفاع عن نشطائه. ويتضح من الرسالة ان نشاطات اسرائيل ضد هذه التنظيمات فاعلة. فمثلا، تفصل الرسالة بأن اسرائيل تعمل بالتنسيق مع حكومات وبرلمانات في دول كثيرة، من بينها الولايات المتحدة واوروبا، وتقوم بخطوات قانونية تسد الطريق امام هؤلاء النشطاء. كما يدعي التنظيم ان اذرع الاستخبارات الاسرائيلية تتجسس على النشطاء وتقوم بجمع معلومات جنائية ضدهم، يتم تسليمها للسلطات المحلية.

وتطالب الرسالة مجلس حقوق الانسان التحديد بأن “حق المقاطعة” هو حق اساسي للفرد. واذا تم قبول هذا الطلب فانه سيسمح للمجلس بشجب “التخويف والقيود المفروضة على تنظيمات المقاطعة”، وسيطالب الحكومات المختلفة بإلغاء خطواتها ضد نشطاء BDS، وتفعيل منظومات الامم المتحدة للتحقيق بالخطوات التي يتم اتخاذها ضد النشطاء واعتبارهم نشطاء لحقوق الانسان.

وحسب الوزير اردان، فقد “انتهى العهد الذي قامت خلاله تنظيمات BDS بعمل ما تشاء دون رد اسرائيلي على اكاذيبها وتشهيرها. سنواصل العمل بهدوء وبحكمة وسنكشف الوجوه الحقيقية لأولئك النشطاء الذين يحاولون المس بالدولة. سياستي هي الانتقال من الدفاع الى الهجوم”.

قائد لواء يهودا يفند ادعاءات الجندي الذي قتل الفلسطيني الجريح في الخليل

تكتب “يسرائيل هيوم” ان قائد لواء يهودا، العقيد ياريف بن عزرا، تطرق خلال محادثة اجراها هذا الأسبوع مع جنود الاحتياط، الى قضية الجندي اليؤور أزاريا، الذي اطلق النار على المخرب المصاب في الخليل. وفي التسجيل الذي تم بثه في القناة العاشرة، يقول بن عزرا عن أزاريا: “قبل قيامه بإطلاق النار توجه الى صديق له وقال له: “اسمع، المخرب الذي جاء لقتلنا يجب قتله”. كل الحديث عن الخطر على الحياة والعبوات، دخل الى الصورة فقط في ساعات بعد الظهر بعد دخول المحامين الى الصورة. اطلاق النار هو خطأ، خطأ خطير. وكل الذين تواجدوا هناك يقولون الامر نفسه. لم يشعر احد بالتهديد والخطر على حياته. اطلاق النار هو الامر الوحيد الخطير هناك”.

مخطط رسمي لإخلاء سكان غلاف غزة في حال وقوع حرب

تكتب “يسرائيل هيوم” انه تم تسليم سكان غلاف غزة رسالة من طاقم الطوارئ والجهات الامنية بشأن الاستعدادات في حال حدوث تصعيد في الاوضاع الامنية، واحتمال الاضطرار الى اخلاء البلدات. وجاء قرار ارسال هذه التوجيهات على خلفية التوتر الأمني في الأسابيع الأخيرة، في ضوء قرار الجيش مواصلة العمل لكشف الانفاق، والذي ادى الى كشف نفقين حتى الآن.

وتم اعداد الخطة لاخلاء سكان بلدات غلاف غزة في حال وقوع مواجهات عسكرية، كعبرة من عملية الجرف الصامد، حيث قام السكان في حينه بإخلاء بيوتهم بمبادرة ذاتية، وليس حسب خطة منظمة. وقرر المجلس الامني عدم تكرار مشاهد الجرف الصامد، ولذلك تم اعداد الخطة المنظمة لإخلاء السكان من غلاف غزة.

وتم توجيه كل واحد من السكان الى البلدة التي سيتم ارساله اليها. وحسب الرسالة سيتم اخلاء العائلات في رحلات منظمة، على متن حافلات وسيارات خصوصية، سيتم توفيرها من قبل المجلس الاقليمي، وسيتم مسبقا تحديد مسارات الطرق في حالات الطوارئ واطلاع السكان عليها في يوم الاخلاء.

رئيس الحكومة الفرنسية: “الوضع الراهن يعمل ضد الاسرائيليين والفلسطينيين والسلام”

عشية زيارته المرتقبة الى البلاد، قال رئيس الحكومة الفرنسية مانويل فالس لصحيفة “يديعوت احرونوت” ان المبادرة الفرنسية لعقد مؤتمر للسلام في الشرق الاوسط تهدف الى منع التدهور مجددا نحو الحرب والعنف بين اسرائيل والفلسطينيين. وقال: “نحن نعتقد ان الوضع الراهن يعمل ضد الاسرائيليين والفلسطينيين والسلام”.

ودعا فالس الدول العربية، وفي مقدمتها السعودية الى الاعتراف بإسرائيل من اجل دعم اتفاق السلام في المنطقة. وقال ان “الاعتراف بإسرائيل من قبل عدة دول سيشكل لفتة ذات اهمية خاصة تساعد على دفع العملية السلمية وتشجع الاسرائيليين. لا يمكن لاحد التشكيك ولو للحظة بالاعتراف بإسرائيل وامنها. يجب ان يشارك كل واحد في العملية السلمية حسب قدراته”.

واكد فالس انه خلال المحادثات التي سيجريها مع القيادة الفلسطينية في رام الله، سيدعو الى وقف التحريض والعنف من الجانب الفلسطيني. واعرب عن ندم فرنسا لدعم قرار اليونسكو المتعلق بمكانة القدس والذي انكر وجود صلة بين القدس والمدينة المقدسة. ويحدد فالس وجود صلة بين نضال فرنسا واوروبا ضد الارهاب الاسلامي ووضع اسرائيل.

ويؤكد فالس الذي يعتبر احد قادة الجناح اليميني في الحزب الاشتراكي الديموقراطي، معارضة فرنسا لمقاطعة اسرائيل ويعتبر ذلك يرتبط بمعاداة السامية. ويشجب رئيس الحكومة الفرنسية، المتزوج من يهودية، العنف اللاسامي لليمين واليسار المتطرفين في بلاده وفي اوروبا، لكنه يحذر في تطرقه الى اللاسامية في المجتمعات الاسلامية.

وقال ان فرنسا بدون اليهود هي ليست فرنسا، ودعا اسرائيل الى الاعتراف بدور اليهود الفرنسيين بتاريخ بلادهم. وقال ان “قرار الهجرة الى اسرائيل هو خيار شخصي او عائلي، ينبع من معايير مختلفة، وانا احترم ذلك. ولكن عندما يجري توجيه نداء عاجل لليهود لترك فرنسا، لأنهم لم يعودوا آمنين هناك، فهذا يعني محفزات اخرى. نحن نعمل بشدة من اجل ضمان امنهم ومحاربة ظواهر الكراهية واللاسامية. يهود فرنسا يحتاجون الى فرنسا وفرنسا تحتاجهم. انا اطلب من الاسرائيليين اخذ تاريخ بلادنا في الاعتبار ايضا”.

مقالات

فرصة نتنياهو

تكتب صحيفة “هآرتس” في افتتاحيتها الرئيسية، ان رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو يتحفظ من المبادرة الفرنسية لعقد مؤتمر للسلام في باريس، ويصر على “اجراء مفاوضات مباشرة بدون شروط مسبقة” مع الفلسطينيين. لكن هذا الرفض لا يردع وزير الخارجية الفرنسي، جان مارك أيرو، الذي زار القدس ورام الله، هذا الأسبوع، ووعد بمواصلة الاستعداد للمؤتمر، الذي عرضه كخدمة للمصالح الاسرائيلية.

نتنياهو يستغل الخلاف الزائد مع فرنسا كذريعة جديدة للمماطلة والتهرب من ترتيب العلاقات مع الفلسطينيين. بدل اجراء نقاش طويل حول ما اذا كانت المحادثات ستجري في باريس او في القدس، وما اذا كان سيقدم للمشاركين فيها الكرواسون او الخبز، وما الذي سيرتديه النوادل، يجب على نتنياهو الاعلان عن مبادرة سلام اسرائيلية وتفصيل ما هو الحيوي في نظره وما هي التسوية التي سيوافق عليها من اجل تطبيق “رؤية بار ايلان” لإقامة دولة فلسطينية الى جانب اسرائيل.

هل يريد نتنياهو من الفلسطينيين الاعتراف بإسرائيل “كدولة قومية للشعب اليهودي” كشرط اساسي للاتفاق، ومحمود عباس يرفض ذلك؟ يمكن مناقشة ما اذا كان هذا الاعتراف حيويا، ولكن اذا كان رئيس الحكومة يعتبره كذلك، فما الذي سيكون مستعدا لتقديمه للفلسطينيين مقابل هذا الاعتراف: هل سيمنحهم عاصمة في القدس؟ اعتراف اسرائيلي بالنكبة؟ ربما يوجد ثمن ما يمكن ان يجعل حتى مفاوض متعنت مثل عباس يوافق على قول “دولة يهودية”؟

منذ عودته الى السلطة قبل سبع سنوات، يرفض نتنياهو بإصرار عرض مواقف مفصلة في المسائل الجوهرية للترتيب السياسي: الحدود والمستوطنات، الترتيبات الأمنية، القدس واللاجئين. انه يفضل الظهور كمغازل متعنت ومرفوض من قبل عباس، الذي لا يريد الالتقاء به، بدلا من عرض مشروع سلام وفحص تجاوب الفلسطينيين.

محادثاته مع رئيس المعسكر الصهيوني، يتسحاق هرتسوغ، حول توسيع الحكومة تسحب من بين ايدي نتنياهو ذريعة تعلقه السياسي باليمين المتطرف. مبادرة سلام اسرائيلية ستكون سببا مبررا لانضمام هرتسوغ وطرد البيت اليهودي من الحكومة، خلافا للمساومة الحالية التي تركز حول عمق الاهانة التي سيمر بها المعسكر الصهيوني في طريقه الى الائتلاف. بوجود هرتسوغ في وزارة الخارجية، ونفتالي بينت في المعارضة، وبدعم خارجي من يئير لبيد وميرتس والقائمة المشتركة، سيتمتع نتنياهو بغالبية سياسية كبيرة مؤيدة لكل اتفاق جدي سيقترحه.

بدل محاربة الفرنسيين، يجب على نتنياهو استغلال مؤتمر باريس كقاعدة لتجنيد الدعم الدولي لمبادرته. القيادة وليس الانجرار، واستغلال الفرصة الدبلوماسية والفرصة السياسية من اجل احياء العملية السلمية وتطبيق الرؤية التي عرضها في 2009. هكذا سيقدم مساهمة لمستقبل اسرائيل وامنها، اكثر بكثير مما في النقاش الواهي مع السياسيين الأجانب.

رعب النكبة لم ينته

يكتب تسفي برئيل، في “هآرتس” ان البشرى الجيدة هي ان اسرائيل باتت تعترف بالنكبة. انها تفهم بأنه حدث شيء للفلسطينيين الذين عاشوا في اراضي الدولة خلال حرب التحرير، بل شيء مأساوي. صحيح انه ليس كالكارثة، ولكنها كارثة ثقيلة. اسرائيل تعترف بالنكبة، لأنها تقوم حتى بتسميتها باسمها العربي، الصحيح. ولكن، رجاء، توقفوا عن هتافات الابتهاج. لا يوجد تعبير بالعبرية للنكبة، كما لا يوجد تعبير عبري للانتفاضة، والتهدئة والهدنة او المقاطعة (المقاطعة المقصودة هي مقر القيادة الفلسطينية-المترجم) التي تعج بسياقات وعبوات من المشاعر تتبع للفلسطينيين فقط، ويستخدمها اليهود كمصطلحات تقنية فقط.

استخدام لغة المصدر والتخلي عن الترجمة، او عدم ايجاد مصطلح موازي باللغة العبرية، يهدف الى تعميق الشعور بالتهديد والخوف. الانتفاضة (باللغة العربية) تهدد اكثر من الهبة، التهدئة (بالعربية) تبدو اكثر مكرا من وقف اطلاق النار، النكبة تتربص بالهوية الاسرائيلية في كل زاوية. ولكن لو ارادت اسرائيل فعلا محو النكبة من الذاكرة الفلسطينية، لكانت منعت بشكل مطلق حتى استخدام هذه الكلمة. قبل عدة سنوات، قالت لي طالبة عربية تعد لشهادة الدكتوراه، ان الموجهين في الجامعة طلبوا منها شطب مصطلح “النكبة” من عنوان رسالة الدكتوراه التي قدمتها. من المشكوك فيه ان السلطات الاسرائيلية ستسمح بإطلاق اسم النكبة على شارع، ولكن كمبدأ، تم الحفاظ على المصطلح، حتى بسبب كونه يعتبر “كارثة اجنبية”، تتحمل مسؤوليتها قوة عليا، مثل، الهزة الأرضية في تشيلي فرضا.

في الواقع ان المقارنة مع الكوارث الطبيعية ليست ناجحة. فهي تثير عادة نوعا من التعاطف، صرير الأسنان، وأحيانا التعبئة الكبيرة لمساعدة الناجين. حتى الكارثة التي اصابت اللاجئين السوريين تعتبر اكثر قربا. ولكن كم مرة في السنة الأخيرة، في السنوات الخمس الأخيرة، او في العقود الأخيرة، نشرت الصحف عن اوضاع اللاجئين الفلسطينيين في الأردن، لبنان، او حتى داخل القرى العربية في اسرائيل؟ يجب الابتعاد عن النكبة واحفادها كالابتعاد عن الوباء. ولكن، وبشكل متناقض، نجد ان الجهود غير المتوقفة لإقصاء النكبة عن الحوار العام، هي التي تبقي ذكراها حية.

مشروع قانون “الولاء” الذي تطرحه ميري ريغف، وقانون النكبة من عام 2011، يحددان بشكل واضح، ان احياء ذكرى النكبة يشبه التآمر على اسس الدولة: “من يحيي يوم الاستقلال او يوم اقامة الدولة كيوم حداد” لن يتمكن من الاستمتاع بالتمويل الرسمي، او سيتم تقليص تمويله من قبل الحكومة. في الأصل قصد المشرعون فرض عقوبة السجن لمدة ثلاث سنوات على من “يحتفلون” بالنكبة. والعاصفة التي أثارها القانون في حينه هدأت، ولكن بفضله لا يمكن اتهام اسرائيل بأنها تنكر النكبة، لأن القانون نفسه يعترف بوجودها، وهو يمنع ذكرها فقط، كأنه يقول انكم تتحملون المسؤولية عن الكارثة ايها الفلسطينيون الأعزاء، ولكن المسؤولية عن الذكرى، او الأصح تناسيها، نتحملها نحن. فبدون الذاكرة، كما يؤمن المشرعون في اسرائيل، لا وجود للنكبة.

حكومة اسرائيل لا تنشغل في شطب الأحداث نفسها من التاريخ، بل انها لا تحارب فعلا الذاكرة الشخصية والجماعية للعرب. جهودها موجهة في الأساس لشطب النكبة من الذاكرة اليهودية. انها تحدد بأن من يتذكر النكبة لا يمكنه ان يكون يهوديا، وبالتأكيد ليس صهيونيا.

اذا كان بناء القومية يعتمد بشكل عام على جمع الاحداث الايجابية من التاريخ داخل الذاكرة الجماعية، فان القومية الاسرائيلية تبنى على واجب النسيان الجماعي، لأن كل قرية عربية هدمت، وكل لاجئ فلسطيني هم وصمة عار على العباءة القومية البيضاء، وهكذا، في كل سنة، مع احياء ذكرى النكبة، الذي صادف هذا الأسبوع، يتم تفويت فرصة اخرى للبدء بعملية لمصالحة الذاكرة الصهيونية مع نفسها، والتي ربما من شأنها ان تقود الى مصالحة مع الذاكرة الفلسطينية. لكنه يبدو انه ستمر عقود اخرى قبل ان يختفي الرعب من الذاكرة الجماعية الفلسطينية، من قلب الشعب الذي لم يسلم بماضيه حتى الآن.

اردوغان في خدمة الاخوان مرة اخرى

يكتب د. افرايم هرارا، في “يسرائيل هيوم” ان الخطاب الذي القاه الرئيس التركي رجب طيب اردوغان، مؤخرا، والذي حظي بالصدى في الصحف العربية، تضمن اتهامات لأوروبا بانتهاج معايير مزدوجة، في ضوء صمتها على اعدام بنغلاديش في 11 أيار، لمسؤول الاخوان المسلمين مطيع الرحمن نظامي ، 71 عاما، احد قادة “الاخوان” في بنغلادش الذي اتهم بالإبادة الجماعية والاغتصاب والتعذيب حين دعم الباكستان في حربها ضد بنغلاديش في 1971. وقد قتل خلال تلك الحرب الفظيعة ثلاثة ملايين شخص وطرد 10 ملايين من بيوتهم. ووصف اردوغان نظامي الذي تم اعدامه شنقا، بأنه “شهيد”.

هذه ليست المرة الاولى التي يخرج فيها اردوغان للدفاع عن مسؤولي الاخوان المسلمين. فقبل سنة شجب بشدة امر الاعدام الذي صدر ضد محمد مرسي، الرئيس المصري المقال، وقال ان “مرسي هو الرئيس المصري وليس السيسي”.

الاخوان المسلمون يدينون بالشكر للرئيس التركي. وقد حدد الزعيم الروحي للتنظيم، الشيخ يوسف القرضاوي، في آب 2014، بأن “اتحاد حكماء الاسلام اعلن بأن الخلافة يجب ان تقوم في اسطنبول، عاصمة الخلفاء.. تركيا الحديثة، التي تدمج بين الدين والدولة، بين الماضي والحاضر، بين العربي وغير العربي، وتوحد الأمة. الانسان الذي فعل ذلك هو رجب طيب اردوغان… عليكم الوقوف الى جانبه، اداء يمين الولاء له: سر الى الأمام. انا ارى بأنه سينجح بإذن الله”.

كما حدد القرضاوي في وقت لاحق، بأن اردوغان هو المرشح ليكون الخليفة القادم للإسلام، أي زعيم الامة الاسلامية كلها. وقبل شهر عاد القرضاوي وحيا اردوغان على دعمه للمقاومة الفلسطينية، وعلى سفره في العالم من اجل دعم الموقف الفلسطينيين، وعلى مرمرة والشهداء الاتراك الذين قتلوا على متنها، وعلى اخلاصه للقرآن والسنة والشريعة.

اردوغان يلتقي بشكل دائم بقادة حماس المخربين، الذي يتم استقبالهم باحترام في تركيا، وعلى رأسهم خالد مشعل الذي التقى به في كانون اول 2015.

خلافا لأيديولوجية الدولة الاسلامية، يؤيد تنظيم الاخوان المسلمين سيطرة الاسلام على العالم كله بطرق السلام – أي عبر الوعظ على الاسلام والتكاثر الطبيعي. وهذه هي السياسة المعلنة للتنظيم. وقد تنبأ الشيخ القرضاوي، بأنها ستنجح في المكان الذي فشلت فيه محاولات احتلال اوروبا من قبل الاسلام بطرق الحرب (في القرن الثامن وفي القرن السادس عشر). ويبدو انه يكمن هنا تفسير طلب اردوغان فتح أبواب اوروبا امام المواطنين الأتراك، مقابل وقف موجة المهاجرين الذين يمرون عبر الأراضي التركية. وقد وافق الاتحاد الأوروبي مبدئيا على هذا الطلب، لكنه اشترط تنفيذه بسلسلة من الخطوات، من بينها تغيير القانون التركي ضد الارهاب. واذا تم تطبيق هذا الاتفاق، من المتوقع ان يتزايد بسرعة عدد المسلمين الاتراك في غرب اوروبا.

ليس مفاجئا، اذن، ان الكثيرين في اوروبا يتخوفون من الغاء الحاجة لحصول المواطنين الأتراك على تأشيرة دخول. وبشكل مشابه، على اسرائيل التي تدفع استئناف العلاقات الدبلوماسية مع تركيا، فحص مدى مصداقية النوايا التركية، خاصة من خلال وضع شروط للاتفاق، او ان تركيا لا تطمح الا لإخراج حماس من عزلتها.

الأسد يجب ان يذهب

يكتب عاموس يدلين، في “يديعوت احرونوت” ان اسرائيل تختار منذ خمس سنوات، عدم تحديد موقف مما يحدث في سوريا. هناك ما يبرر هذه السياسة، لكنه آن الأوان لإعادة التفكير. على خلفية استمرار القتل بدون تمييز الذي يمارسه الأسد وحلفائه، علم بأن رجال الحاكم السوري عادوا لاستخدام السلاح الكيماوي القاتل (غاز السارين) بينما يتجاهل المجتمع الدولي هذا الخرق الفظ لالتزام الاسد في 2013، بتفكيك سلاحه الكيماوي.

في هذا الوقت يجب تحديد موقف والوقوف ضد الاسد ونظامه، اولا بسبب الجانب الاخلاقي. الاستخدام المتكرر للسلاح الكيماوي يذكرنا بواجب الاستيعاب بأن الاسد هو قاتل حقير تسبب بكارثة انسانية بشعة: حوالي 400 الف قتيل (غالبيتهم بأيدي الجيش)، حوالي مليوني جريح و11 مليون لاجئ. كبشر، وخاصة كيهود، يمنع علينا الوقوف على الحياد.

باستثناء المبرر الاخلاقي، وايضا بفعل الوزن الاستراتيجي، يعتبر طرد الاسد مصلحة اسرائيلية. المسار الراديكالي الذي تقوده طهران ويمر عبر الاسد الى حزب الله، يشكل التهديد الاكثر ملموسا على امننا. هناك من سيقول ان التهديد الناجم عن داعش ليس اقل خطورة، وذللك يجب الاستعداد له اولا. يجب عدم الاستخفاف بهذه المسألة، ولكن معالجة مسار طهران – بغداد – دمشق – بيروت، يجب ان يحظى بالأولوية الاستراتيجية، وهذا لسبب بسيط وهو ان المجتمع الدولي تجند لمواجهة ظاهرة الدولة الاسلامية، بل انه ينجح بوقف تقدمها.

أضف الى ذلك ان نهاية نظام الاسد ستضعف، باحتمال كبير، جاذبية داعش – سيكون للغالبية السنية في سورية بديل سني معتدل. بينما في المقابل، ستبقى اسرائيل لوحدها تقريبا امام المسار الايراني، وليس لديها من تعتمد عليه باستثناء نفسها. ولذلك عليها العمل بأولوية مطلقة امام تعزز مسار طهران، الاسد ونصرالله. ايران وحليفاتها اخطر على اسرائيل عشرات الاضعاف من داعش.

يجب على اسرائيل بلورة استراتيجية تتركب من عدة امور. شرط اساسي هو اقامة تحالف اقليمي، حتى لو لم يكن معلنا، مع جهات في العالم السني، وعلى رأسها العربية السعودية، دول الخليج، تركيا، الأردن ومصر، وذلك بالشراكة مع الولايات المتحدة، وربما التوصل الى تفاهمات هادئة مع روسيا، التي، وخلافا لإيران، لا ترى في الأسد عاملا ضروريا في الاتفاق المستقبلي في سورية. الدول السنية في الشرق الاوسط تجمعها مصالح مع اسرائيل امام المسار الراديكالي.

وفيما يلي سبع نقاط تركب استراتيجية شاملة لإضعاف المسار الراديكالي وطرد الأسد:

اولا، يجب تشجيع خطوة سياسية ضد مجرمي نظام الأسد والمساعدة على تقديمهم للقضاء على دورهم في القتل الجماعي وتفعيل السلاح الكيماوي. يمكن لإسرائيل المساهمة في كشف غالبية معطيات القتل الجماعي عامة، والكيماوي خاصة.

ثانيا، يجب الدخول في حوار مع الولايات المتحدة، حول الحاجة الى ضرب الأصول الهامة للأسد، كتنفيذ لالتزام اوباما بضرب النظام الذي قام بتفعيل مواد الحرب الكيماوية، ولكي يتم تطبيق عدم استخدامها كطابع دولي بدون مساومة.

ثالثا، من المهم ان تثبت اسرائيل بأن لديها ايضا خطوط حمراء ومبادئ اخلاقية، وتدرس هي ايضا القيام بعمليات عسكرية محدودة، كتدمير المروحيات التي تلقي البراميل المتفجرة على المدنيين. عمليات في جوهرها نقل رسالة اخلاقية وانقاذ حياة البشر. يمكن تنفيذ عملية عسكرية كهذه دون الدخول في معركة جوية واسعة.

رابعا، يمكن مواجهة تهديد داعش في جنوب الجولان، على شاكلة تنظيم شهداء اليرموك. هكذا سيثبت بأن محاربة الاسد يمكن ان تتم بالتوازي مع اجتثاث داعش.

خامسا، تشجيع وتحقيق الاستقرار الانساني في جنوب سوريا على امتداد الحدود مع اسرائيل والاردن، بدعم اقليمي ودولي.

سادسا، بلورة تفاهمات مع روسيا لدفع هذه الخطوات، من خلال الحفاظ على المصالح الاستراتيجية لروسيا في شمال سورية.

سابعا، تشجيع الخطوات العربية ضد حزب الله وايران ودعمها قدر الامكان.

الشرق الاوسط يشهد اعادة بلورته من خلال العملية التي بدأت قبل خمس سنوات، ولا يمكن لاحد رؤية نهايتها بوضوح. مع ذلك، من الصحيح الافتراض بأن الاطراف تبحث عن ترتيبات جديدة. اسرائيل تملك مصلحة عميقة بأن لا تكون ايران وحزب الله القوى التي ستتعزز في الشرق الاوسط الجديد. انتهت الايام التي يمكن فيها لإسرائيل مراقبة ما يحدث من الجانب وتمني النجاح للطرفين، ومن المفضل ان لا تفوت فرصة اضعاف اشد اعدائها مرارة.

السياسة الاخلاقية، الجازمة، المبادرة والخلاقة ضد المسار الراديكالي هي المسار الذي يجب ان نسير عليه، خاصة الان حين تم تفعيل السلاح الكيماوي مرة اخرى. حين يتم طرد الاسد، من المهم ان يعرف العالم السني بأن اسرائيل كانت في الجانب الصحيح بل عملت بشكل صحيح اخلاقيا واستراتيجيا.

خطوة منسقة

تكتب سمدار بيري، في “يديعوت احرونوت” انه في خضم الأزمات التي تهدد حينا، تحدد مسبقا جدول اولويات مثير بمبادرة السلام التي طرحها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، امس.

اولا، مثل انور السادات في خطابه امام البرلمان المصري، يجري الحديث عن خطوة تصل الى الاجواء بشكل مفاجئ. لكنه سبقها (كالقنال السري الذي اداره موشيه ديان وحسن التهامي في المغرب)، سلسلة من التنسيقات السرية بين القدس، عمان، والرياض السعودية. الرد الايجابي السريع لرئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، ورئيس المعارضة يتسحاق هرتسوغ يدينهما: فهما لم يسقطا عن الكرسي عندما سمعا السيسي يتحدث عن “فرصة حقيقية، الآن، للسلام”. هذه الفرصة ترتبط، من بين امور اخرى، بالعضوية المؤقتة لمصر في مجلس الأمن.

السيسي في ماضيه غير البعيد، رئيس المخابرات العسكرية المصرية، تعلم شيئا او شيئين عن المعسكرات السياسية لدينا. وليس صدفة انه يهمه اقامة حكومة وحدة لدينا. فهو يعرف انه بدون هرتسوغ كوزير للخارجية، لن يتمكن نتنياهو من التحرك. اذا نجحت الخطوة، اعتمدوا على ان نتنياهو سينسبها لنفسه، واذا فشلت، سيتلقى هرتسوغ ضربة كبيرة.

السيسي الذي يعرف عن قرب فوائد التنسيق العسكري- الامني- الاستخباري، يعرف ايضا، العداء في الشارع المصري من قبل رجال الاكاديمية والفكر، واعضاء البرلمان والتنظيمات المهنية. هؤلاء يركلون كل ما يشتم “كتطبيع” وتعاون مع “العدو الصهيوني”. وهذا هو سبب اختياره للمكان البعيد، اسيوط في جنوب مصر، ولمشروع ايجابي، تدشين محطة للطاقة لخدمة الملايين، لتسويق بشراه في البيت اولا. مع نتنياهو ، القصر الملكي السعودي، عبدالله ملك الأردن، وربما مع ابو مازن، سبق ومضى بعيدا اكثر مما نعرف. انتبهوا للمقارنة التي يقترحها: منح امل (دولة) للفلسطينيين، ومنح ضمانات امنية لإسرائيل.

لديه ما لا يحصى ولا يعد من المشاكل داخل مصر، لكن من يلتقون به يتحدثون عن زعيم عازم، مجتهد ومخلص، يعرف تشخيص من يدعمه ومن يتآمر لإفشاله. من المؤكد انه يشخص اسرائيل بين “الأخيار”، والسيسي يكشف في مبادرته الاتصال الهاتفي الوثيق بينه وبين نتنياهو.

السيسي يأخذ على عاتقه ملفا ليس بسيطا. من جهة، يلتزم بعدم فرض حلول، ومن جهة اخرى لا يمكنه السماح لنفسه بالفشل. خطته متعددة المراحل: اولا، الوحدة السياسية لدينا ولدى الفلسطينيين. واذا تحققت، ينتقل الى مرحلة المفاوضات. وهنا ستكون في انتظاره المصاعب التي نعرفها منذ عهد اوسلو: اين ستمر الحدود، ما الذي سيتم عمله بالمستوطنات، وتقسيم القدس، وحق العودة الذي يمكنه اسقاط الحكومة لدينا، وايضا، في الجانب الفلسطيني. لا يوجد اختصار للطرق. بدون تسويات مؤلمة، في الجانبين، وبدون “جزر” (سعودي) اقتصادي، يعرف السيسي ايضا، بأنه لن يصل الى خط الهدف.

أخبار ذات علاقة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

أهم الأخبار

اخترنا لكم

المكتب الإعلامي الفلسطيني في أوروبا