اليوم يدعي الزهار انه سمع قبل 35 عاما من ضابط اردني أن الشهيد ياسر عرفات هرب من المواجهة في معركة الكرامة في اذار من عام 1968 ، وانه لم يجد اسما فلسطينيا بين اسماء شهدائها خلال زيارته للنصب التذكاري لشهداء المعركة عام 1981 ، والسؤال الكبير الذي يطرح نفسه ماذا اراد الزهار من وراء هذا الهذيان؟!
القاصي والداني وشهود العيان الذين ما زال بعضهم على قيد الحياة والمؤرخون على اختلاف جنسياتهم وافكارهم وثقوا معركة الكرامة الخالدة التي كانت اول انتصار عسكري في مواجهة القوات الغازية بعد هزيمة ثلاثة جيوش عربية في حزيران 1967 بفضل التلاحم الفلسطيني الاردني، ألم يسمع الزهار خلال خمسة عقود مضت عن اسماء الشهداء الفلسطينيين من ابناء حركة فتح وفصائل منظمة التحرير الذي خاضوا غمار المعركة والمعروفين بالاسم؟! لم انه لا يريد ان يصدق ان قوات الثورة التي كانت تتواجد في الاغوار وتحديدا الوسطى والجنوبية هي التي التحمت مع القوات الغازية قبل ان تصل قرية الكرامة، وان هدف المعتدين كان القضاء على الفدائيين الذين أرقوا قوات الاحتلال وسكان المستوطنات بعملياتهم اليومية بعد اجتياز نهر الاردن.
في ذلك الوقت لم يكن الزهار ومن لف لفه يؤمنون بالنضال الوطني ولا بالكينونة الفلسطينية ولا بالهوية السياسية للشعب الفلسطيني، لانه كان عضوا في حزب الاخوان المسلمين الذي مارس نشاطه الدعوي علنا في قطاع غزة وفي العديد من الدول العربية وشارك في برلماناتها من اجل محاربة كل ما هو وطني وقومي وديمقراطي وتقدمي.
لقد اعتدنا ان يشوه الاحتلال التاريخ الفلسطيني البعيد والقريب خدمة لاهدافه، لكن الغريب ان يقوم بهذا الدور اشخاص متل الزهار الذي لا يترك مناسبة الا ويسعى فيها الى تأجيج الوضع الداخلي وتعزيز الانقسام ورفض كل جهد ممكن لانهاء الانقلاب الاسود الذي قاده في قطاع غزة، ليس خدمة للوطن او العقيدة بل لمصالح ومكاسب شخصية وفؤية مقيتة.
لمشاهدة قوائم اسماء شهداء الكرامة على الرابط التالي:
