الرئيسيةمختاراتمقالاتحديث القدس: ماذا بعد تصاعد الانتقادات الدولية للبناء الاستيطاني ؟!

حديث القدس: ماذا بعد تصاعد الانتقادات الدولية للبناء الاستيطاني ؟!

من المتفق عليه ان الاستيطان هو اكبر مدمر لاية عملية سياسية وتقويض اية فرص لتحقيق التسوية والسلام والاستقرار في المنطقة، ولهذا فانهم في اسرائيل يتسابقون لبناء المستوطنات وتوسعتها وفق خطط مدروسة تستهدف تقطيع اوصال الضفة والقضاء على حلم الدولة الفلسطينية، ويتشاورون لتوزيع جديد بالمناصب الحكومية ليزدادوا تطرفا وغطرسة وامعانا في الاستيطان ومعاداة اية جهود سلمية.
وقد بدأ العالم كله، بما في ذلك اقوى حلفاء اسرائيل كالولايات المتحدة وبعض الدول الاوروبية، يدركون ابعاد هذه السياسة ويحذرون منها. ومن امثلة ذلك أن سفير الاتحاد الاوروبي في اسرائيل فابورغ اندرسون، قال في حديث له على الفيسبوك ان سياسة الاستيطان هذه تشبه ضم روسيا لشبه جزيرة القرم الذي ادى الى فرض عقوبات اوروبية على موسكو وفرض مقاطعة على البضائع من تلك المنطقة، وكان يشير بذلك الى مطالبته بردود فعل حادة من الاتحاد الاوروبي على اسرائيل. وكانت بعض الدول قد فرضت فعلا مقاطعة على منتجات المستوطنات ومنعت الاستثمار فيها.
بالاضافة الى اقوال السفير الاوروبي الهامة والجادة هذه، فان اسرائيل تتخوف من تقرير اللجنة الرباعية المنتظر الاسبوع القادم والتوقعات بتضمنه انتقادات شديدة اللهجة لسياسة الاستيطان الاسرائيلية ونتائجها المدمرة، خاصة وان هذا التقرير سوف يرسل الى مجلس الامن على شكل توصيات تدين الاستيطان الاسرائيلي دوليا ورسميا، وقد يتم التصويت عليه وتحوله الى قرارات من الامم المتحدة.
واللجنة الرباعية كما هو معروف تمثل الامم المتحدة والاتحاد الاوروبي وروسيا والولايات المتحدة اي كل العالم، ومواقفها ذات اهمية كبيرة من الناحية النظرية ولكن يبقى ما هو اهم واكثر فعالية وهو ترجمة الاقوال والمواقف هذه الى افعال لكي تشعر اسرائيل بقوة الضغط الدولي عليها، لاننا اعتدنا كما اعتاد العالم معنا حتى الآن، ان تدير اسرائيل ظهرها لكل الاقوال والقرارات الدولية اذا لم ترافقها مواقف عملية حقيقية.
ان عملية السلام من جذورها تواجه تحديات مصيرية ومخاطر قاتلة من اهمها الاستيطان كما بدأ العالم يتفهم، وعدم التوصل الى تسوية حقيقية مقبولة واقامة الدولة الفلسطينية، يعني خلق مزرعة جديدة للتطرف والعنف وسفك الدماء وعدم الاستقرار، وليس في هذا مصلحة لاية جهة وليس لاسرائيل نفسها على المدى المتوسط والبعيد اية مصلحة في تدمير عملية السلام لانها ستدفع الثمن غاليا.
مرة اخرى، نؤكد اننا بحاجة الى ترجمة الاقوال الى افعال، وقد سمعنا الكثير الكثير من الاقوال سابقا وحاليا دون اي جدوى، ونأمل ان يكون المعنيون في العالم قد ادركوا هذه الحقائق …!!

أخبار ذات علاقة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

أهم الأخبار

اخترنا لكم

المكتب الإعلامي الفلسطيني في أوروبا