الرئيسيةمختاراتمقالاتإرهاب في البقعة

إرهاب في البقعة

بقلم: عمر حلمي الغول

هَّلْ الشهر الفضيل، شهر الخير والمحبة والتسامح، شهر التكافل والتعاضد بين بني الانسان عموما وابناء الشعوب العربية والاسلامية خصوصا من اتباع الديانة الاسلامية بكل طوائفها ومذاهبها ومدارسها أمس الاثنين لينثر قيمه الخيرة في اوساط العباد.

لكن قوى الشر والارهاب أبت ان يمر شهر البركة والخير هذا العام وفق ما جاء في كتاب الله “القرآن الكريم” وسِنة نبيه الكريم محمد بن عبد الله (صلعم)، وأصرت على ترك بصماتها السوداء على الشعب الشقيق في المملكة الاردنية، فقامت مجموعة (لا يعرف عدد افرادها حتى الان) باختيار فجر اليوم الاول، امس الاثنين لتنفيذ عملية إرهابية ضد مبنى المخابرات الكائن بجوار مخيم البقعة الفلسطيني، أدت لسقوط خمس ضحايا من ملاك جهاز المخابرات الاردنية، رحمهم الله جميعا.

وفي قراءة اولية لتوقيت العملية، ومكانها ودلالاتها، يمكن تسليط الضوء على الاتي: اولا إختيار الساعة الخامسة وخمسون دقيقة فجرا من اليوم الاول لشهر رمضان الكريم، فيه دقة في هندسة العملية الارهابية الجبانة. حيث الجميع من المسلمين بعد الصحور وصلاة الفجر، يأوا الى مخادعهم، وحتى رجال الامن والحراسات في مناخات شهر الخير، قد يكونوا تراخوا بعض الشيء في درجة اليقظة، مما اتاح للقتلة تنفيذ عمليتهم بما يتوافق وحساباتهم. لاسيما وانهم تمكنوا من الفرار من موقع الجريمة البشعة؛ ثانيا إختيار المكان بجوار مخيم البقعة، لم يكن مجرد صدفة، إنما كان لها هدف واضح وصريح لدس السم في عسل العلاقات الاخوية بين ابناء الشعبين الشقيقين، والاساءة للروابط المتينة بينهما؛ ثالثا تأت العملية الارهابية مع تسلم رئيس الوزراء الجديد، هاني الملقي مهامه، وايضا بالتزامن مع حدوث إنشقاق جديد في جماعة الاخوان المسلمين غير الرسمية، لابلاغ رسالة للقيادة الاردنية بكل مستوياتها، ان الاردن في قلب العاصفة الارهابية، وان يد الجماعات التكفيرية طويلة؛ رابعا لا نجاح لبرنامج الحكومة الجديدة طالما جماعة الاخوان المسلمين بقيادة همام سعيد في حالة إستهداف. وبالتالي لا انتخابات تشريعية ولا إستقرار سياسي او امني إلآ بعد إرضائهم.

مع ذلك يمكن الافتراض ان للجماعات التكفيرية المتلفعة بثوب الدين الاسلامي السمح دون وجه حق، المتوالدة من رحم جماعة الاخوان المسلمين ك”داعش” وغيرها من الاسماء النكرة، دور اساسي في العملية الجبانة لتصفية حساب مع النظام السياسي الاردني، ناجم عن ما يجري في الساحات العربية المجاورة. وقد يكون هناك يد خبيثة لاجهزة امن اقليمية او دولية شاءت إرسال رسائل للمملكة الاردنية.

من السابق لاوانه التشخيص والتحديد الدقيق لهوية القوة التكفيرية المنفذة للعملية الجبانة. لكن التقدير المبدئي ان رسائل العملية واهدافها الخبيثة والرخيصة بائنة وواضحة وضوح الشمس. الامر الذي يفترض بالحكومة وجهات الاختصاص الامنية والسياسية وقطاعات الشعب مواجهة التحدي بقوة وصلابة وعدم الاستسلام لمشيئة الارهاب الاسود، والتصدي لاية محاولات تستهدف العبث بوحدة الجبهة الداخلية او اللعب على وتر النغمة الفلسطينية والاردنية. والمضي قدما في تجفيف منابع الجماعات التكفيرية، وملاحقة تنظيم الاخوان المسلمين غير المرخص بشكل منهجي ومدروس جيدا وبعيدا عن سياسة ردود الفعل المتسرعة.

رحم الله شهداء الاردن الشقيق، والعزاء لذويهم وللمملكة بكل مستوياتها: ملكا وشعبا وحكومة.

أخبار ذات علاقة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

أهم الأخبار

اخترنا لكم

المكتب الإعلامي الفلسطيني في أوروبا