الرئيسيةمختاراتمقالاتصدقة السر تطفئ غضب الرب

صدقة السر تطفئ غضب الرب

بقلم: حسن سليم

لمناسبة الشهر الفضيل، رمضان المبارك، تنشط المبادرات والمنظمات “الخيرية”، في توزيع الطرود الغذائية والمساعدات المادية، للأسر المستورة، وبالطبع جهد كبير تبذله تلك المنظمات، في توفير احتياجات الاسر المستورة، وفيه تخفيف عنها في مواجهة الالتزامات المترتبة عليها ولا سيما في شهر الصيام.

لا تشكيك في نوايا تلك المنظمات، ولا في قدسية الرسالة، غير أن سلوك البعض ممن يتسلمون مهمة إيصال المساعدات لأهلها، لا يأخذون بعين الاعتبار أن ثمة كرامة لتلك الأسر، يجب المحافظة عليها، وان حاجة تلك الأسر لا يعني أبدا أنها يمكن أن تقبل أن تكون سلعة لتلك المنظمات، لتتسول باسمهم.

كما يغيب عن بال من يسارع لالتقاط الصور مع ضحايا الحاجة، انهم غير راضين عن تلك الفعلة، ولكن حاجتهم للطرود والمساعدة تكون اكبر من الالتفات لتفسير ما يجري حولهم، او لا يريدون ان يصدقوا ان ثمة من يستغل تلك الحاجة، ليظهر تلك “الانا”.

ظاهرة فعل الخير، الذي يتبعه تشهير، سواء بسرد قصته للآخرين، أو بالتقاط الصور أثناء تأدية الفعل، ومن ثم ونشرها، لا شك أنها أصبحت مؤذية بل وتمس كرامة الناس، وتجرحهم أمام محيطهم الاجتماعي، ويبدو اننا نحن الفلسطينيين، نكاد نكون أكثر من يعاني من تلك الظاهرة، ليس في داخل المجتمع، بل مع الدول التي بمجرد تفكيرها بتقديم مساعدة مالية أو معونة ولو رمزية، تقيم الدنيا ولا تقعدها، ويصبح خبرها مادة دسمة للإعلام، وللبحث أين ستذهب، وكيف سيتم صرفها، ومن المستفيد، لنفاجأ في النهاية بتراجع تلك الدول عن وعدها، لنحصد الفضيحة ليس أكثر، ولينطبق علينا القول، “ملغمط الثم جعان البطن”.

ان ما نحتاجه، ونحن ندعي اننا نقدم الخير، لوجه الله، ولمصحلة المعوزين، غير ابهين بتحقيق ظهور هنا، او “قرقعة” هناك، فان الواجب ان تكون الصدقة بالسر، حتى تطفئ غضب الرب، فهل نفعلها؟

المادة السابقة
المقالة القادمة
أخبار ذات علاقة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

أهم الأخبار

اخترنا لكم

المكتب الإعلامي الفلسطيني في أوروبا