الرئيسيةتقاريرشموع المسيرةذكرى الشهيد / علي ناصر محمد ياسين

ذكرى الشهيد / علي ناصر محمد ياسين

مدير مكتب ( م.ت.ف ) الكويت سابقاً

في مثل هذا اليوم من كل عام تمر علينا ذكرى اغتيال المناضل/ على ناصر ياسين مدير مكتب منظمة التحرير الفلسطينية في دولة الكويت وعضو المجلس الثوري لحركة فتح.
على ناصر ياسين من مواليد مدينة يافا عام 1936م يرجع أصوله إلى عائلة فلاحية نضالية عشق حب الوطن عن والدة الشيخ ناصر ياسين , وقد أكمل دراسته الابتدائية والإعدادية في يافا والثانوية في طولكرم والجامعية في القاهرة ، حيث تخرج من كلية الحقوق جامعة القاهرة عام 1960م وكان عضواً بارزاً في الأمانة العامة للاتحاد العام لطلبة فلسطين .
سافر علي ياسين إلى الكويت للعمل في نهاية عام 1961م ، حيث عمل بعد التخرج مديراً لقسم التعليم الخارجي في إذاعة الكويت وحتى عام 1968م ، كان من الرواد الأوائل لحركة فتح ، وقد لبى نداء الواجب وتفرغ في حركة فتح عام 1968م حيث عمل في مكتب التعبئة والتنظيم في عمان ومن ثم في دمشق .
اختارته م. ت.ف ليكون مديراً لمكتبها في دولة الكويت الشقيق ، وقد عين أول مدير لمكتب (م.ت.ف ) في الكويت من حركة فتح بعد خيري أبو الجبين الذي كان المرحوم /أحمد الشقيري رئيس المنظمة الأسبق قد عينه مديراً للمكتب في الكويت .
لا يختلف اثنان على أن الأخ/ علي ناصر ياسين كان من اخلص الفلسطينيين نضالاً وإصلاحاً وفكراً سياسياً , حسن النية , كريم الخلق , يبالغ كثيراً باحترام كل شخص يظهر عشق فلسطين , وحب الخير والمساعدة , صاحب ذاكرة غريبة , واسع الصدر بالنقاش , قليل الغضب , كريم يعامل كل شخص حسب ثقافته , كان جل اهتمامه فلسطين وسبل تحرير فلسطين .
عرف عن الشهيد عمله الدؤوب والصادق من أجل قضايا شعبه ووطنه ، عين علي ياسين عضواً في المجلس الثوري لحركة فتح في المؤتمر الثالث للحركة الذي عقد في دمشق عام 1971م .
لقد تولى علي ناصر ياسين مسؤولياته بأمانة وتفانٍ وإخلاص وقد أدى من خلال عمله الدؤوب والمستمر خدمات جليلة لأبناء شعبنا الفلسطيني يعرفها كل الذين عرفوه أو تعاملوا معه في الكويت .
واصل المناضل/ على ناصر ياسين القيام بواجبه في حركة فتح و م. ت . ث إلى أن اغتالته يد الغدر الآثمة.
الشهيد/ علي ياسين متزوج وله ولدان وبنتان .
قام المجرم ( صبري البنا ) أبو نضال بإرسال مجموعة إلى الكويت لاغتيال أحد القادة الفلسطينيين هناك , وحيث أن الأخ/ على ناصر ياسين لا يوجد لديه مرافقين ويقود سيارته بنفسه وليس لديه حماية , فقد كان الوصول الأسهل لعلي ياسين .
أراد المجرم تنفيذ عملية الاغتيال بقتل/ على ياسين وهو يهم بقيادة سيارته حيث تمنعه حالة الجلوس خلف المقود من إمكانية الدفاع عن نفسه , ولكن على ياسين لم يخرج يوم الخميس إلى المكتب كالعادة , بل خرجت زوجته قبله ما جعل القاتل يشك في الأمر , لأن عدم خروجه سيفقده الفرصة لتنفيذ جريمة القتل , فأقترب من باب منزل الشهيد/ على ناصر ياسين وقرع الجرس وخرج له على ياسين وفتح الباب قليلاً , وقال للقادم أنا مريض اليوم ولن أذهب إلى مكتب المنظمة وتعال يوم السبت صباحاً كي أقابلك فرآه مصمماً على فتح الباب , وحاول علي ياسين إغلاق الباب فقوبل بمقاومة القاتل القوي جسمانياً الذي وجه له ست رصاصات من مسدس كاتب للصوت على أثرها صريعاً على الأرض وتكومت جثته بالقرب من الباب كان ذلك يوم الخميس الموافق 15/6/1978م حيث سقط شهيداً بالأيدي الجبانة.
إن الذين اغتالوا الشهيد علي ناصر ياسين هم أولئك الذين كانوا يناصبون الشعب الفلسطيني العداء والذين تآمروا على مقدرات وقضية هذا الشعب المناضل الذي أنجب الآلاف من المناضلين الأبطال ، هذه الجريمة التي نفذت من قبل الجماعات المشبوهة المعروفة عملاً جباناً والمرتبطة بأجهزة المخابرات العراقية حيث سقط الشهيد بتلك الأيدي والقتلة الذين تحميهم وتقودهم مخابرات النظام العراقي وهو يؤدي واجبه الوطني ، هذه الأيدي الجبانة التي حركتها القوى العميلة وذلك تنفيذاً للقرار الذي يريد إبادة وقتل قيادتنا الفلسطينية المتمثلة بـ م . ت . ف ، الخزي والعار لقتلة المناضل الوطني علي ناصر محمد ياسين .
ومن المؤسف حقاً أن حكومة الكويت خضعت لتهديد أبي نضال وبدلاً من أن تسلم القاتل لحركة فتح قامت بإيصاله إلى العبدلي نقطة الحدود مع العراق , وتشير المعلومات أن القاتل الذي نفذ الجريمة هو المرافق الشخصي للمجرم صبري البنا .
هذا وقد شيع جثمان الشهيد /على ناصر ياسين إلى مقبرة صليبخات في الكويت الذي استشهد برصاصات جبانة انطلقت في جسده اغتيالاً وغدراً ، ودفن فيها بعد حفل تشييع شاركت فيه القيادة الفلسطينية ممثلة بالأخوين أبو إياد وأبو السعيد و جموع الجماهير والفعاليات الرسمية والشعبية والجالية الفلسطينية في الكويت ، وعدد كبير من كوادر حركة فتح في الكويت ومن المسؤولين الكويتيين الذين هزتهم الجريمة النكراء والذين عرفوا في الشهيد العمل الدؤوب والصادق من أجل قضايا شعبه ووطنه.
هذا وقد نعته م. ت. ف وحركة فتح والقيادة الفلسطينية حيث قالت في بيانها:
إن الشهيد كان يمارس مسؤولياته في سبيل أبناء الشعب الفلسطيني وإنه أدى في هذا المجال خدمات جليلة لشعبنا الفلسطيني، وإن دماء الشهيد لن تذهب هدراً، وقد تلقى الأخ القائد العام/ أبو عمار العديد من برقيات التعزية بالشهيد من ملوك ورؤساء بعض الدول و وزراء خارجيتها.
هذا وقد توجه وفد رسمي كبير من حركة فتح إلى الكويت لبحث موضوع استشهاد المناضل/ على ناصر ياسين وضم الوفد كلً من الأخوة/ أبو إياد وأبو الأديب وأبو الوليد وهاني الحسن وذلك لمتابعة الموضوع مع الحكومة الكويتية.

تغمد الله الشهيد/ على ناصر ياسين بواسع رحمته وأسكنه فسيح جنانه
بقلم لواء ركن / عرابي كلوب 15/6/2015م

أخبار ذات علاقة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

أهم الأخبار

اخترنا لكم

المكتب الإعلامي الفلسطيني في أوروبا