والرجالُ قليلُ

من بين أكثر وأوضح ما يعرف الناس، في مثل هذه الأيام التي يصعب وصفها، لشدة رداءتها الناتجة عن صراعات الطوائف، وتسيد أمراء الحرب واللغو الفارغ فيها، أن الرجال في مثل هذه الأيام قليلون، ونعني رجال المواقف الصلبة، والرؤية الصائبة، والمسؤولية المكلفة، الرجال القادة الذين ما زالوا قابضين على جمرة الوطنية بقرارها المستقل، ومشروعها التحرري، تماما كقبض المؤمن على دينه وقد بات جمرة ملتهبة.

ولأننا نحن أهل فلسطين، الأدرى بشعاب الأمة ورجالها، والأصدق أنباء عن حالها، لصمودنا على أرض الصراع، وثباتنا في مسيرة النضال الصحيح، وقد تعمدت ومازالت مسيرتنا تتعمد بالتضحيات العظيمة، فنحن الذين نعرف هؤلاء الرجال القلة حق المعرفة، وبوسعنا أن نشير إليهم أينما كانوا على امتداد الأرض العربية وقد فعلنا ذلك في غير مناسبة وموقع، ولكننا اليوم من حقنا أن نشير وبفخر واعتزاز إلى من هو لنا وبيننا ومعنا ولأجلنا، لنقول أن قائد الشعب الفلسطيني الرئيس أبو مازن، واحد من الرجال القلة الكبار، لا بل إنه الآن مع أبناء شعبه الأكثر حضورا في مشهد الصمود والمقاومة الحقة، حتى بات الاحتلال الإسرائيلي يرى في كلمته السياسية إرهابا، ليحرض عليه في كل مناسبة وموقف وتصريح..!

ولأن الصغائر تعظم في عين الصغير، وفق ما قال شاعر العرب الأكبر أبو الطيب المتنبي، فإن هذا الصغير، الكثير في هذه المرحلة (….!!) لن يعرف أبدا، أن العظائم تصغر في عين العظيم، وتاليا فإنه لن يلتفت للصغائر، التي يظنها الصغير ممكنة التحقق وقد توهمها أمرا عظيما..!!

هذه فلسطين المعرفة والثقافة والتاريخ والحضارة والقيم الأخلاقية الرفيعة، هذه فلسطين الرؤية والطريق إلى مستقبل الحرية والكرامة، هذه فلسطين التضحيات العظيمة، فلسطين الشهداء والجرحى والأسرى البواسل، فلسطين الصمود والثبات والمقاومة، أبناؤها رجال ونساء، أطفال وفتيان وشباب وشيوخ، هم القلة الكبار في هذا الزمن، وقائدهم هو الرجل وحيث الرجال حقا قليل.

كلمة الحياة الجديدة – رئيس التحرير

مواضيع ذات صلة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

أهم الأخبار

المكتب الإعلامي الفلسطيني في أوروبا