الرئيسيةمختاراتمقالاتهل ستكون المصالحة الضحية ؟؟؟

هل ستكون المصالحة الضحية ؟؟؟

بقلم: نبيل عبد الرؤوف البطراوي

منذ توقيع أتفاق المصالحة الوطنية بين حركتي فتح وحماس والقيادات الصهيونية تهدد وتتوعد وتعمل بكل إمكانياتها من أجل تحشيد الرأي العام الدولي لرفض هذا الاتفاق تحت يافطة بأن حركة حماس تعمل على تدمير دولة اسرائيل ,وبكل تأكيد وكما تم التصريح والتوضيح فأن اتفاق المصالحة قائم على أساس التفاهمات والتوافقات الفلسطينية على برنامج الوفاق الوطني ,والقواسم المشتركة بين جميع القوى والفصائل الفلسطينية لكيفية التعاطي مع المرحلة الراهنة دون أقدام أي طرف على أتخاذ أي خطوة من الممكن ان تعرض مشروعنا الوطني الى الانهيار تحت أي ذريعة كانت ,وقد كان بعد أتفاق القاهرة أتفاق الدوحة والذي تلاه أتفاق مخيم الشاطئ الذي كان عبارة عن شارة بدء التنفيذ لتلك التفاهمات ,من أجل اعادة اللحمة الى شطري الوطن الذي مزق خلال السنوات السبع العجاف ودمج المؤسسات الحكومية والعودة للعمل بها بنظام فلسطيني وطني واحد وتحت راية وعلم واحد ,وهذا يعني العمل خلال الفترة الانتقالية او الفترة الوفاقية الى تجهيز الشارع الفلسطيني للانتخابات بكل ميادينها من أجل اعادة الشرعية الى كافة مؤسسات العمل الوطني الفلسطيني ,دون فتح المجال للمزايدات الرخيصة من هذا الطرف او ذاك .
وهنا لابد من التوضيح بأن الرئيس عباس ومنذ اللحظة الاولى لتوليه زمام القيادة لشعبنا ومن خلال برنامجه الانتخابي الذي فاز فيه اعلن بوضوح لا يقبل التأويل بأنه ضد العمل العسكري والمسلح من أجل تحقيق الحقوق ,وقد أعتمد الوسائل السلمية والمقارعة الدبلوماسية في المحافل الدولية وأمام الراي العام العالمي لكسب الانصار والمؤيدين لحقوق شعبنا وقد نجح بشكل واضح وراسخ في عدة اهداف وقد أخفق في أخرى ولكن هذا الاخفاق لم يثنيه عن أيمانه بمواصلة طريقه نحو تحقيق اهداف شعبنا .
كما يذكر جميعنا أتفاق الهدنة الذي تم توقيعه في القاهرة برعاية الرئيس المصري السابق محمد مرسي والذي نص على وقف الاعمال العدائية بين قوى المقاومة والاحتلال مقابل فتح المعابر ,وبكل تأكيد ألتزمت كل الفصائل بهذه الهدنة ومن لم يلتزم العدو بها وقد طورد وأتهم كل من خرج عن أتفاق التهدئة وأتهم بتعريض المشروع الوطني لتهلكة ,وأصبح البعض يعطي دروسا في المقاومة بالقلم والدفتر والرسم على شاطئ البحر .
وهنا وبعد التوقيع على تشكيل حكومة الوفاق الوطني بات مطلوب من الحكومة والرئيس دمج مؤسسات السلطة الوطنية لتصبح واحدة في دفع الرواتب دون ان تكون له سلطة عليها ,كذلك مطلوب من الرئيس رفع الحصار عن غزة ,وفتح معبر رفح واخراج الاسرى ,وجلب المال للقضاء على البطالة وتنفيذ المشاريع المتوقفة منذ سبع سنوات ,واخراج نواب المجلس التشريعي ,وتحريك دبابات وطائرات السلطة الوطنية نحو تل أبيب لإجبار حكومة الاحتلال على التعاطي مع حكومة التوافق الوطني والانسحاب من أراضي الدولة الفلسطينية واخراج جميع الاسرى والسماح بعودة اللاجئين الى حيث كانوا في القرى والمدن التي هجروا منها .واجبار حكومة الاحتلال على السماح بجراء الانتخابات في القدس .
بكل تأكيد حكومة الوفاق الوطني منذ اللحظة الاولى تبنت البرنامج السياسي التوافقي ولم تخرج عنه قيد أنملة وأكدت هذا على مرئ ومسمع موافقة الاطراف التي عملت على تشكيلها ,وهنا ماذا يعني تشكيل حكومة توافق وطني ,وماذا يعني برنامج قواسم مشتركة ,وماذا يعني تحويل كل أعباء السنوات السبع على حكومة التوافق الوطني ؟ألا يعني طي البرامج الحزبية ووضعها في الثلاجة الى حين ميسرة ,ألا يعني عدم القرب من كل المشوشات والمنغصات والعراقيل لحكومة التوافق الوطني ,إلا يعني التوقف عن المهاترات والتشويشات الإعلامية من قبل البعض من باب المماحكات الكلامية التي لن تجلب امن لطفل في حضن أمه .
هل حكومة التوافق الوطني تعني للبعض التنصل من كل الالتزامات الوطنية التي هي حاجيات المواطن اليومية من أجل التفرغ لتشويشات الاعلامية والقنابل الصوتية التي لا تسمن ولا تغني من جوع ,فحياة الانسان الفلسطيني وكرامته أهم بكثير من الأرض والحجر فالأرض باقية ولن تضيع ومهما طال عمر المحتل سيخرج بعد حين وهذا الصراع لن ينتهي بجيل وليس مطلوب من أحد أن يكون فاتح هذا الزمان ,فلا يعقل أن تلعن من يجلب المال ولا ترفض تقاضي هذا المال ,فلم يعد خافي على أي طفل فلسطيني بأن المال المتدفق على السلطة الوطنية مال من أجل مشروع سياسي في المنطقة من يرفض هذا المشروع او يرفض التعاطي معه عليه ألا يكون أحد اركانه المستفيدة منه ويلهط من خيراته ,فلم تعد تلك العبارات مقبولة على الشارع الفلسطيني ,فلا يكفي مهاجمة الرئيس عباس لتطهير أنفسكم من هذا المستنقع كما تسمونه ,ولكن أن كنتم قادة كما تضعون أنفسكم فعليكم توفير مقدرات العيش لشعبنا لكي يتمكن من التحرر في الارادة والسلوك ,لا امتلاك الاراضي والاطيان والعقارات والسيارات والوقوف بعنجهية كاذبة خلف الشعارات أصبحت محروقة ومعلوم للجميع القصد منها والدليل كم متر من الأرض تم تحريها وجمهوريتكم العظيمة تحكمونها ,أين هي مقومات التعزيز للصمود الذي صنعتموه لشعبنا …
وأخيرا من الافضل لكل من يتاجر في الشعارات أن ينزل الى الشارع الفلسطيني ويعمل على تلبية احتياجاته لا أن يعمل على تذيق الخناق عليه ليزيد من أعداد المهجرين من هذا الوطن ويعيدنا الى المربع السابق من الشقاق والانقسام قبل ان تكتمل الصورة ويلتم الشمل ويمزق أتفاق الشاطئ كغيره من الاتفاقات ,فالشراكة تعني تحمل المسئولية الوطنية بشكل جماعي لا ترحيل المشاكل لطرف والتفرد للكاميرات ومكبرات الصوت لردح وكأن شعبنا أنتخب مجموعة من ………فلا تسقطوا حكومة الوفاق بالكذب والنفاق

أخبار ذات علاقة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

أهم الأخبار

اخترنا لكم

المكتب الإعلامي الفلسطيني في أوروبا