بقلم: حديث القدس
قرر مجلس الوزراء تحديد يوم السبت 8/10/2016 موعدا لاجراء انتخابات مجالس الهيئات المحلية ، وكلف لجنة الانتخابات المركزية بالبدء بالتحضيرات والترتيبات اللازمة ، كما كلف وزير الحكم المحلي بمتابعة هذا الموضوع وفق صلاحياته.
والهيئات المحلية ، كما هو معروف ، من اهم السلطات وتقوم بأوسع النشاطات تأثيرا بالمتعلقة بالمجتمع كل في منطقته ، لأن هذه المجالس هي التي تدير شؤون الناس اليومية في محيط دائرتها ، وعلى كل المستويات ، وتعمل على تحسين ظروف ومتطلبات المعيشة واحتياجات الناس الاساسية ، الكهرباء والماء والشوارع الداخلية والنظافة والخدمات الزراعية والصناعية والاقتصادية عموما ، وغير ذلك الكثير.
وهذا القرار الذي اتخذه مجلس الوزراء يعتبر خطوة ايجابية وضرورية ومطلوبة بشرط ان تتحقق عدة متطلبات اساسية منها نزاهة وحرية الانتخاب بعيدا عن الفئوية او الحزبية الضيقة والقبلية وبعيدا عن التدخل الخارجي للتأثير في مجرياتها كما يحدث غالبا.
والمطلب الاساسي الثاني هو ان تجري الانتخابات في غزة والضفة في وقت واحد لأن هدف الانتخابات هو خدمة الناس واذا كانت المصالحة السياسية مستعصية ، فإن الانتخابات البلدية يجب ان تكون سهلة رغم عقبات المصالحة ويجب ان تكون تعبيرا عن الرأي العام المحلي ورغبته في من هو أحق وأصلح لأن يخدمه في مدينته او قريته.
لقد جرت آخر انتخابات بدون غزة لأسباب مختلفة ، والمأمول في هذه المرة ان تتكثف المساعي لإجراء انتخابات موحدة بغزة والضفة ليفوز فيها من هو أحق بالفوز وأهل لثقة المواطن ، وهذه هي مسؤولية لجنة الانتخابات بالدرجة الاولى ، وعليها ان تبادر بالاتصال بكل الاطراف وتقديم الالتزامات المقنعة بأن الانتخابات هي فقط لخدمة الناس وليس لأية مصالح سياسية خاصة. وهذا لا يعفي القيادات بالضفة وغزة من مسؤولية العمل لتنفيذ هذا المطلب الوطني لعلنا نصل الى اناس متفقين ومتفاهمين بين مدن الضفة وغزة ان كان التفاهم مفقودا على المستوى السياسي.
ونحن ندعو من اليوم الى اعطاء الشباب فرصة لخوص الانتخابات فهم الجيل الجديد القادر على تفهم المشاكل والواعي للمخاطر والمستعد للعمل ، وذلك لضخ دماء جديدة في المجالس المحلية.
اخيرا تبقى ملاحظة في غاية الاهمية والموضوعية وهي ، أننا ما دمنا متفقين وقادرين على اجراء انتخابات للمجالس المحلية بديمقراطية وحريات كاملة ، فلماذا لا تلجأ القيادات الى التفكير في اجراء انتخابات رئاسية وللمجلس التشريعي والمجلس الوطني حتى نتجاوز كل عقبات الانقسام ونسمع رأي الناس ونحتكم لما يقررونه وهم اصحاب القرار والرأي اولا وأخيرا او هكذا يجب ان يكون.
