السلاح في الضفة.. غطاء سياسي يجر “فورة دم”

قال المدير التنفيذي للهيئة المستقلة لحقوق الانسان عمار دويك إن المجتمع الفلسطيني ليس أمام حالة فلتان أمني، لكنه نبه إلى المؤشرات الخطيرة الجارية على الأرض من خلال أخذ القانون بقوة السلاح.

وأشار إلى أن الأحداث الأخيرة التي حدثت في يعبد ونابلس والخليل والقدس تدلل على القوة العشائرية الحاكمة.

وعن أرقام ضحايا جرائم القتل والظروف الغامضة وفوضى السلاح والشجارات وصلت حتى منتصف هذا العام إلى 85 حالة، وكانت 165 حالة في عام 2015، و176 عام 2014.

وأضاف: “فورة الدم التي تحدث بعد جرائم القتل، تعني أن عائلة المقتول تستبيح عائلة القاتل، حيث تنتهك الأعراض والأموال والأملاك، وهذا ما حدث مؤخراً في بلدة بني نعيم بالخليل، وفي بيت لحم عندما أحرق منزل وتوفيت فيه إمرأة لا علاقة له الأحداث”.

وتابع دويك أن هذه الظاهرة -فورة الدم- مدعومة عشائرياً، الأمر الذي يعتبر مخالفاً للقانون والشرائع الدينية.

وأردف: “ما حدث في جنين ونابلس أن هناك سلاح موجود في أيدي مواطنين، والكثير منهم يعطى له غطاء سياسي من قبل بعض المسؤولين، كما أن هناك تهاون في جمع السلاح غير الشرعي”.

من ناحيته قال حسن العوري المستشار القانوني للرئيس محمود عباس إن المؤسسة الرسمية تواجه تحدي كبير من الثقافة العامة المترسخة في نفوس الناس والعقيدة الأقوى من القانون.

وأكد أن المشكلة ليست في نصوص القانون إنما في أدوات تطبيق القانون، حيث أن هناك غياب تام لمفهوم الدولة الحديثة في مجتمعنا.

وأبدى مستشار الرئيس على ضرورة عدم الإطالة في التقاضي في القضاء الفلسطيني، من خلال رصد الكفاءات المتميزة والأجهزة الحديثة، لافتاً إلى وجود محاولات ومبادرات لعدم الإطالة بالتقاضي، خاصة أن الإطالة تجعل المواطنين يتصرفون وفق أهوائهم الأمر الذي يقلل من ثقتهم بالمؤسسة الرسمية.

وتابع: ” عدم شعور المواطن في الأمان، وقلة الثقة في القضاء والمؤسسة الرسمية يؤدي إلى الإنزلاق نحو مربع الفلتان”.

أما الإعلامي ورئيس تحرير وكالة معاً ناصر اللحام قال إن التأخر في الإنجاز السياسي، يجعل الأفراد يبحثون عن منفذ للسلام الفردي، حيث تصبح الملكية الخاصة مقدسة، مشيراً إلى جرائم حصلت لأسباب تافهة.

وأشار اللحام، إلى أن الفلسطينين كانوا خلال الانتفاضتين يتميزون بطابع التكافل الاجتماعي، حيث كان الغني يحمي الفقير، والقرية تحمي التنظيم إلخ.

وأضاف:” المسلسلات التلفزيونة لها تأثير سيء على المجتمع الفلسطيني بشكل خاص، من ناحية التعامل مع المرأة، وطرق حل الخلافات، حيث كان له التأثير الكبير في استفحال هذه الظاهرة”.

وأكد أن إسرائيل خلقت بيئة لاطراد الجرائم، حيث أنها تمنع الأجهزة الأمنية الفلسطينية من الوصول إلى مناطق تخضع لسيطرتها، كمخيم شعفاط، وكفر عقب، ومناطق في مدينة بيت لحم.

*المتحدثون في التقرير ضيوف برنامج “قضايا في المواطنة”

راية

مواضيع ذات صلة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

أهم الأخبار

المكتب الإعلامي الفلسطيني في أوروبا