الرئيسيةمختاراتمقالاتتحرك نحو إسرائيل: المضمون والتوقيت

تحرك نحو إسرائيل: المضمون والتوقيت

بقلم: جيلان جبر

كل ما يحدث من حولنا يؤكد أنه ممكن التراجع والتصالح والاعتذار والانسحاب، مهما كانت التكلفة من الخسائر أو الحصيلة من المآسى والكوارث، المهم والأهم هو إعادة ترتيب الأولويات وفق المصالح، فى مرحلة فك وتركيب، وإعادة التصويب للأهداف والاستمرار فى التواجد والتميز بالأدوات والأوراق هو الأساس، ولا مانع من مزيد من الأخطار والمصائب دون رعاية للأخلاقيات والمبادئ.
فهناك تفاعلات سياسية على الأرض قد تبقى لمحاولات التغير فى البوصلة.. ومن المبكر ضمان مكان واضح لنا فى المشهد الإقليمى الجديد.. ولكن لن نستطيع دائما ترك الآخرين يفرضون علينا الواقع الجديد.. فالإرهاق المستمر لمصر ومحاولة وضعها فى خانة الاتهام والتقصير وكل من حولنا يعيد تموضعه الدولى على حساب الآخرين.. واجب علينا المشاركة باحتراف وتقديم أوراق على طاولة النفوذ والقرار.. نعم فقد تجد فجأة أمامك مهازل وعجائب فى لعبة المصالح السياسية، منها التحرك خلف الستار بعد الهجوم الإعلامى والحرب والضرب والاتهامات تفتح بهدوء قنوات التواصل بين جماعة بشار السورية وجماعة أردوغان التركية.. ويتم تحديد اللقاء فى إحدى الدول العربية!..
سبحان من له الدوام.. ونجد تحركات واعتذاراً آخر معلناً من رئيس الوزراء التركى الجديد، ومن أردوغان الرئيس يشرح ويعتذر ويتراجع لروسيا!.. وعلى جانب آخر استعادة العلاقات العلنية القوية من التعاون الاستراتيجى بين تركيا والحكومة الإسرائيلية!.. ومن ثم هرولة إسرائيل بزخم إعلامى على دول معينة أفريقية.. ومن ثم تجد تحركا خبيثا لتركيا فجأة بعد عودة العلاقات مع إسرائيل للتعاون فى مبادرة السلام مع فرنسا للمشاركة الفعلية فى المؤتمر الدولى الذى أعلنت عنه فرنسا للسلام وطبعا يهدف للتطويق أو التحجيم غير المباشر للدور المحورى المصرى فى عملية السلام.. يا سلام!..
كل ذلك يتم بدون مقدمات لأن المرحلة تتشكل هذه الأيام والمصالح الاقتصادية والنفوذ السياسى يتم تحديده للدول الإقليمية على حساب المنطقة العربية.. تحركت مصر بأوراقها السياسية، وقام وزير الخارجية بزيارة إسرائيل، مما يعتبر تحركا صحيحا فى المضمون والتوقيت، وقلب الطاولة على الجميع، لأن الجغرافيا السياسية وقدرة التأثير والخبرة التاريخية تجبر الجميع على مؤتمر سلام يجمع الأطراف على أرض مصر.. واضح وصريح.. وعلى وتركيا وإيران وقطر وغيرها ترتيب أوراقها من جديد.. وعلى من ينتقد ويستغرب أو يرفض ويعترض أولا التمهل والإدراك السياسى فى قراءة الأحداث من حولنا والتداعيات الإيجابية لهذه الزيارة، لأن إغراق مصر فى مشاكلها لن يتحسن بدون أن تُمارس دورا إقليميا ودوليا يشكل لها مظلة حماية واستقرار فى منطقة قابلة للاشتعال وتغيير وتبديل الأدوار.
سيذكر التاريخ بعد فترة أن هذه الزيارة قد تعيد للأذهان مقام مصر ومبادرتها أمام التهديدات إن كان من تخاذل روسيا، أو تلاعب فرنسا أو إهمال الأمريكان، وانشغال أوروبا.. فنحن مازلنا نحمى لنا قدرة ودورا لا تقبل فيهما مصر المساومة أو الوقوف مع الأقزام.

عن المصري اليوم

أخبار ذات علاقة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

أهم الأخبار

اخترنا لكم

المكتب الإعلامي الفلسطيني في أوروبا