الرئيسيةمختاراتمقالاتنميمة البلد: الانتخابات القادمة لحركة حماس

نميمة البلد: الانتخابات القادمة لحركة حماس

بقلم: جهاد حرب

بدأ د. احمد يوسف مقاله يوم الاثنين الفارط تحت عنوان “انتخابات حماس القادمة: الرؤية والقيادة وفرص الاجتهاد” أنه “ليس من السهل على أي شخص حمساوي أن يتحدث بهذا الموضوع المتعلق بالانتخابات الداخلية للحركة، واذا امتلك أحدنا الشجاعة فإن عليه أن يتوغل فيه برفق، حتى لا يستفز اطارات قيادية في الحركة، ويظهر وكأنه يذيع سرا ما كان ينبغي له!!”

وهنا اقدر عليا صوت الدكتور احمد يوسف المنتقد احيانا والمُصوب احيانا اخرى لسياسات الحركة في كتاباته والذي يبدو كأنه خارج السياق أو نشازا في حركة متشددة في اجراءاتها التنظيمية ولا تقيل البوح أو الحديث عن آليات العمل اطرها التنظيمية ومناصب الاشخاص ومراتبهم فيها بشكل عام. هذه الكتابات بكل تأكيد تفتح النقاش عن المسكوت عنه أو تحرك المياه الراكدة في الفكر وفي اللوائح الحالكمة للعمل التنظيمي في الوقت الذي تستعد فيه حركة حماس لإجراء الانتخابات الداخلية لها لاختيار مجلس الشورى والمكتب السياسي، وكذلك الاطر الوسيطة.

تتزامن هذه الانتخابات مع قرب الذكرى الثلاثون لانطلاقة حركة حماس، فقد تحولت من تنظيم سري إلى تنظيم يشارك في الانتخابات وله اعضاء في المجلس التشريعي وشكل الحكومة، وحكم في قطاع غزة لعشر سنوات برزت خلالها شخصيات وقيادات في حركة حماس لم يكن يعرفهم المجتمع الفلسطيني من قبل، كما تعددت المصالح والتيارات فيها والولاءات وهي من طبيعة البشر والحركات السياسية، ناهيك عن جسم الحركة في الخارج المعروف كواجهة سياسية منذ أمد بعيد.

سرية الانتخابات هنا تتعلق فقط بغياب معرفة الشعب الفلسطيني وأبناء حركة حماس فقط للقيادات السياسية والتنظيمية واليات اتخاذ القرار، فيما تعلم اجهزة المخابرات الاسرائيلية والعربية والأجنبية بأعضاء الاطر التنظيمية من المعلومات الاستخبارية وحركة قيادات حماس واتصالاتهم والتعاون الامني بين الاطراف الدولية، أي بمعنى آخر لم تعد هالة السرية والخوف من معرفة الاشخاص ضرورية ولم تعد متحققة إلا اذا ارادت حركة حماس ممارسة السرية هذه على ابناء شعبهم وعناصرها.

تحتاج حركة حماس اليوم، وهي ثاني أكبر تنظيم سياسي فلسطيني، اعادة التفكير في آليات عملها لإنتاج قياداتها السياسية، تغيير اللوائح الحاكمة للعملية الانتخابية فيها، لتصبح أكثر شفافية ووضوحا وقادرة على نقاش الخيارات والمواقف بانفتاح مع الشعب الفلسطيني الذي هو في الاصل عنوانها أو ملاذها الاخير للظفر بالحكم. كما أن اللوائح التنظيمية والانتخابية تتطور وتتغير بتطور وتغيير الازمان والمواقع والتغير هنا حاجة ملحة تتلاءم مع التطور الحاصل في بنية حركة حماس ومكانتها على مدار السنوات الثلاثين لانطلاقتها.

أخبار ذات علاقة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

أهم الأخبار

اخترنا لكم

المكتب الإعلامي الفلسطيني في أوروبا