رئيس الشاباك: الفلسطينيون الآن في فترة انتقالية، وحقبة عباس في نهايتها

صحيفة معاريف، عمير رففوت، 14/07/2016

هذه المفاجأة المتوقعة التي ستحدث: سواء في المستقبل القريب أو البعيد، في الحقيقة، قريبا جدا سيقف رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس وراء المنصة ويعلن بأنه “سئم” وأنه سيغادر الساحة السياسية. اليوم التالي ما بعد أبو مازن كان قلب الاستطلاع الأولي الذي قدمه هذا الأسبوع رئيس جهاز الشاباك الجديد، نداف أرغمان، لأعضاء لجنة الخارجية والأمن في الكنيست.

بدأ أرغمان هذا الاستطلاع بعرض معطيات واحصائيات تؤكد أنه بالرغم من تواصل العمليات في شهر رمضان، إلا أننا لو نظرنا نظرة عامة اتجاه الإرهاب، فسنجد أنه في انخفاض مستمر منذ اندلاعها، ولا نغفل بأن كل هذا قد يتغير إذا ما وقعت عملية كبيرة أو حدث مثير للمشاعر في القدس.

وكانت الهجمات التي لم تحدث، هي الجزء الأهم في معطيات واحصائيات أرغمان: “11 هجوم انتحاري و10 هجوم خطف تم إحباطها منذ بدء عام 2016”. فهل يمكننا أن نتخيل كيف كان سيبدو النصف الأول من العام الحالي، لو تم تنفيذ فقط جزء من هذه الهجمات. وبشأن نهاية حقبة عباس قال أرغمان: “الفلسطينيون الآن في فترة انتقالية، إنهم لا ينتظرون خطاب استقالة أبو مازن، “الذي يرى نفسه كأنه بن غوريون فلسطيني”.

ويرى مسؤولون أمنيون أن عباس (82 عاما) مشغول اليوم تحديدا بكتابة خطابات توثق اسمه في ويكيبيديا وكتب التاريخ، وهذا هو سبب الخطابات المثيرة الخاصة به ضد إسرائيل في المحافل الولية وعلى منصات الخطابات. لا يخطط لأي خطوة سياسية، ولا ننسى الخلفاء المحتملين سواء بأعين أنفسهم أو بأعين الشعب الفلسطيني، فهم يجهزون خطابات ضد إسرائيل من أجل حشد الشعبية.

من الجدير ذكره أن علاقة السلطة وقوات الأمن الإسرائيلية في الضفة ممتازة خلال هذا الأيام، وهناك تعاون منتظم بينهم في محاربة العدو المشترك، ألا وهو “حماس”. نعود للمرشحين البارزين لتولي الحكم بعد عباس، فبحسب التقديرات الإسرائيلية، هم الذين لديهم عدد ليس بالقليل من الأصدقاء في إسرائيل، مثلا: رئيس جهاز الأمن الوقائي الفلسطيني السابق جبريل الرجوب، والذي يعمل في السنوات الأخيرة كرئيس لاتحاد كرة القدم الفلسطيني، حيث كان يسميه زملاؤه من ضباط الأمن الاسرائيلية باسم “جبريل رجيف” في الأيام الخوالي، ما قبل تدمير مقره خلال الانتفاضة الثانية قبل حوالي 15 عاما.

خصمه محمد دحلان، الذي يقود في السنوات الأخيرة حوارات بين قطر ودول عربية أخرى، صديق لإسرائيليين ليسوا بالقلة، وعلى علاقة جيدة بوزير الحرب الجديد أفيغدور ليبرمان، فرص توليه المنصب محل أبي مازن ضعيفة، وخصوصا في ضوء حقيقة أنه “غزاوي” وليس من الضفة الغربية.

ويأتي المرشح الثالث والذي يعتبر لديه فرصة كبيرة لخلافة عباس، “ماجد فرج” رئيس جهاز المخابرات في الضفة، قضى ساعات كثيرة من وقته مع أصدقاء إسرائيليين، الحقيقة أن هذه الثلاث شخصيات أو أسماء أخرى، مثل أبو علاء، سلام فياض وحتى مروان البرغوثي الذي يقف خلف مقتل رحبعام زئيفي، ما زال غير واضح من سيتولى خلافة عباس، وحتى غير معروف طبيعة اختيارهم. هذا أمر غير مفاجئ في ظل حقيقة أن مؤسسات السلطة الفلسطينية مستعدة للانتخابات منذ سنوات وأن مجلس فتح لا يلبي الأمر.

ولكن هل تشعر إسرائيل بالقلق إزاء انتشار فوضى أو صعود حماس للحكم في الضفة الغربية بعد عباس؟
لا يبدو الأمر هكذا.
من المؤكد والظاهر أن الحرب المشتركة ضد حماس تحافظ على العلاقة بين السلطة وإسرائيل حتى بعد تقاعد “الرجل العجوز”. هذا ويؤكد مسؤولون في الجيش أنهم يتابعون آخر التطورات في رام الله. لا شيء أكثر من ذلك. ليس لدى قيادة بيت إيل أي خطة جاهزة للعمل في اليوم الذي ستقع فيه المفاجأة المتوقعة، والاستقالة تتحول لبيان.

مواضيع ذات صلة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

أهم الأخبار

المكتب الإعلامي الفلسطيني في أوروبا