بقلم: يحيى رباح
يقال في معجم الاسماء ان نواكشوط العاصمة الموريتانية التي عقدت فيها القمة العربية السابعة والعشرين هي اللفظ الاسباني بلغة عربية مكسرة للكلمة العربية الفصيحة (نواق الشط) ومعروف ان قمة العرب في نواق الشط التي تم اختيارها بعد اعتذار المملكة المغربية، غاب عنها معظم قادة العرب فقد غاب الملك المغربي والرئيس الجزائري والرئيس التونسي وغاب العاهل السعودي والملك البحريني والرئيس الاماراتي والامير القطري والسلطان العماني، وغاب عنها الرئيس المصري والرئيس الفلسطيني والملك الهاشمي والرئيس السوري والرئيس العراقي والرئيس اللبناني الذي لم يوجد بعد رغم مرور السنين.
وفي وضع من هذا النوع جرت بعض التسويات الصغيرة مثل ادانة التدخل الايراني مقابل ادانة التدخل التركي، ولكن لا فعل عربي جديد ولا قرار عربي جديد، فما زال ذلك كله مخبوءا في طيات الغيب، ,مرهونا باستقرار الاوضاع ان استقرت، تصالح القيادات العربية مع بعضها ان تصالحت.
كلمة الرئيس محمود عباس التي القاها نيابة عنه وزير الخارجية الدكتور رياض المالكي بصوت واضح وطريقة واثقة، تطرقت كالعادة الى التاكيد على الثوابت الوطنية، كما تطرق الخطاب الى المسكوت عنه الاكبر وهو التطبيع العربي المجاني والمتعارض بشدة مع مبادرة السلام العربية التي اصبحت مبادرة اسلامية ايضا، والتي اصبحت جزءا عضويا من وثائق الامم المتحدة ووثائق اللجنة الرباعية وخطة خارطة الطريق، والان يضحي بها العرب والمسلمون من كل حدب وصوب، وهذا الالتباس والتداخل المرير بين التنسيق الامني والتطبيع العربي في العلاقات العربية والاسلامية مع اسرائيل الذي يتغطى فيه كل طرف بتداخل لا مبرر له، وكل طرف يحتمي من هذا الفعل المجاني بما فعله الطرف العربي والإسلامي الاخر، فتركيا اردوغان التي تسعى الى تحويل النظام من نظام رئاسي الى نظام الرئيس حين طبعت ورشت على التطبيع بعض البهار الفلسطيني بحجة قطاع غزة، وهكذا سكب العرب والمسلمون قربة التطبيع مع اسرائيل بناء على غيوم زائفة ومطر لا يهطل ابدا.
Yhya_rabahpress@yahoo.com
