لا هو حسيني ولا هو بشيخ

لم يعد خافيا على احد انه لم يعد هناك شيء اسمه الثورة الاسلامية في “طهران” خاصة بعد ان اعلنت هذه العاصمة (لانجاز ملفها النووي) طاعتها “للشيطان الاكبر” وهذا التوصيف للولايات المتحدة من لغتها، ومن شعاراتها الثورجية التي خدعت وما زالت تخدع بها، العديد من التائهين في دروب الوهم والبلاغة ..!!

وعلى افتراض ان الموقف هنا لا يتعلق بالطاعة “للشيطان الاكبر” ونحن ضد هذا التوصيف لاسباب موضوعية، فإن طهران لم يكن بوسعها ان تنجز ملفها النووي دون طاعة الامتثال لشروط وقيم السياسة البراغماتية الذرائعية، التي نشأت مدرستها الاولى في الولايات المتحدة، والبراغماتية لا ترى الحقيقة الا في نجاح مساعيها بتحقيق اهدافها غير المشروعة غالبا، ايا كانت السبل لتحقيق هذا النجاح…!! ومن الواضح ان السبل الايرانية في هذا الاطار انطلقت من “باطنيتها” الفارسية فأظهرت بنفاق صاخب للجماهير، خطابا ثورجيا، حين يقول ما تحب هذه الجماهير ان تسمع، بخلاف ما تبطن من امتثال لشروط وقيم السياسة البراغماتية، والاثمان التي دفعت من مبادئ الخطاب الثورجي وصخبه ايضا ..!!

لعل السياسة البراغماتية ليست امرا معيبا بحد ذاته، ولكن نفاق “الباطنية” بحاضنتها القومية المتعصبة، هو ما يجعلها معيبة وقبيحة وخطيرة ايضا، بقدر ما تخدع وتكذب، بل وبقدر ما تتآمر حتى على قضايا الحرية والكرامة لدى شعوبها، ناهيكم عن تآمرها على محيطها الاقليمي، والشواهد كثيرة بهذا الشأن، مع السياسة الايرانية في المنطقة العربية.

غير ان “طهران” بباطنيتها الفارسية، مازالت تعتقد ان الخطاب الثورجي ما زال ممكنا، وان لغة هذا الخطاب بتهمه الجاهزة، قابلة لا للترويج فقط، انما للتصديق ايضا، وهذه هي حماقة المواقف الباطنية، اذ يتوهم اصحابها ان لا احد يعاين الواقع بعيدا عن خطابها ..!! يمكن القول لهؤلاء وبالفم المليان “صح النوم” ما عادت “طهران هي طهران” الثورة الاسلامية، ولا “طهران” الممانعة والمقاومة واشغالها في المنطقة لم تعد غير اشغال فارسية على هذا النحو او ذاك ، فمن اين جاء هذا (الخيط التآمري..!!) الذي مازال متواصلا ضد الثورة الاسلامية في ايران الذي تحدث عنه مستشار وزير الخارجية الايرانية، المدعو “حسين شيخ الاسلام” ليهاجم فقط رئيس دولة فلسطين محمود عباس ابو مازن لأنه التقى في باريس رئيس المجلس الوطني للمقاومة الايرانية السيدة “مريم رجوي”..!!! لم يلتفت هذا المستشار الى تاريخ العلاقات الفلسطينية الايرانية، التي كانت فيه الثورة الفلسطينية الداعم الامين والوفي للثوار الايرانيين، وانها احتضنت قبل انتصار الثورة الايرانية مختلف فصائل العمل الوطني الايراني، ومدتها بكل عوامل التواصل ومقومات الحضور النضالي من سلاح واموال ، ومرشد الثورة الخميني وهو في ذمة الله لا نظن انه سينكر اموال الدعم التي كان يتلقاها من الزعيم الخالد ياسر عرفات، وحقا هذا الذي علمناه الرماية فلما اشتد ساعده رمانا ، لكنه السهم الخائب لاحابيله الباطنية المقيتة، ودائما هي ليست المذهبية، بل الفارسية بامتياز.

اكثر من ذلك لا يلتفت المدعو “شيخ الاسلام” الى أن نظامه مازال يعمل على تكريس الانقسام في الساحة الفلسطينية ، وهو يشجع طرفا في هذه الساحة على حساب اطراف اخرى، في تدخل اخرق في الشؤون الداخلية الفلسطينية ، لكنه لا يرى في هذا التدخل خيطا وعملا تآمريا على قضية فلسطين، وهو كذلك تماما، غير انه وكما يقول المثل الشعبي عندنا ان الجمل لا يرى حدبته ….!!! وهذا هو حال المدعو “حسين شيخ الاسلام ” الذي نرجو أن يكون ذلك حاله فقط لا حال ايران التي نريدها صديقة وفية.

كلمة الحياة الجديدة – رئيس التحرير

مواضيع ذات صلة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

أهم الأخبار

المكتب الإعلامي الفلسطيني في أوروبا