الرئيسيةمختاراتاخترنا لكمنريد موقفا واضحا من التطبيع؟

نريد موقفا واضحا من التطبيع؟

عاد مصطلح التطبيع ليحتل العنوان الابرز في خطاب حماس التي تتهم الاخرين بممارسة التطبيع مع اسرائيل،لكنها قد تكون وقعت من حيث لا تدري في شرك إدعاءاتها اذ ان التطبيع هنا يشار اليه في تحديد شكل العلاقة مع اسرائيل سواء كان على شكل المشاركة في اي مشروع او مبادرة او نشاط محلي او دولي ولا “يهدف” صراحة الى مقاومة او فضح الاحتلال وكافة اشكال التمييز والاضطهاد الممارس على الشعب الفلسطيني.
وإذا كانت حماس قد اشارت بالغمز واللمز الى القيادة الفلسطينية بــ “التطبيع” مع اسرائيل فان مواقف القيادة تذهب في الاتجاه المعاكس لمفهوم التطبيع اذ ان الخطاب الرسمي الفلسطيني هو خطاب مقاوم لسياسة الاحتلال ولسياسة الاستيطان ويقوم على فضح وكشف الاحتلال في المحافل الدولية وإبراز اسرائيل كدولة محتلة معتدية على شعبنا الفلسطيني وإظهارها كدولة كيان تمارس ابشع انواع التمييز والعنصرية.
وسائل اعلام حماس اصبحت تعج بتصريحات قيادات حماس والتي تتحدث عن التطبيع وتطالب بإصدار الفتاوى حيث تعتمد حماس على هذه الفتاوى للدلالة على صحة مواقفها ولا تعتمد الاسس التي تفسر مفهوم التطبيع في العلاقات الدولية.
مروان ابو راس النائب عن كتلة التغيير والإصلاح يطالب علماء الامة برفض الزيارات “للكيان الصهيوني” وإصدار الحكم الشرعي بها، كما يؤكد مفتي حماس يونس الاسطل على ان الحكم الشرعي للتطبيع هو التحريم فيما طالب القائد في حماس فتحي حماس بتحريم التطبيع مع الاحتلال واعتباره من الكبائر.
ربما تكون زيارة الجنرال السعودي انور عشقي الى القدس هي التي فتحت الباب مجددا امام الحديث عن التطبيع وخاصة ان فتاوى سابقة صدرت عن القرضاوي والمقرب من حماس يحرم فيها زيارة القدس واستغلت حماس هذه الزيارة لإثارة موضوع التطبيع من جديد وادعاءاتها بعدم الوقوع في هذا “الوحل” السياسي لكنها حاولت ان تتخذ من ذلك وسيلة لاتهام السلطة الفلسطينية ومحاكمتها مع العلم ان القدس هي ارض فلسطينية محتلة وليست اسرائيلية وان زيارتها هي زيارة لفلسطين وذا ما اصرت حماس على تحريم زيارة القدس باعتبارها نوع من التطبيع فأنها تكون بذلك قد اعترفت بشرعية احتلال القدس واعتبارها ارض اسرائيلية.
ثم ان هناك حقيقة اخرى غابت عن بال حماس وعلينا تذكيرها بها وهي ان للتطبيع اشكالا كثيرة ومتعددة فالاتصال مع اسرائيل بهدف الحصول على مكاسب سياسية هو شكل من اشكال التطبيع اما اذا اخذت علاقة الاتصال مع اسرائيل للتأكيد على الحقوق الوطنية الفلسطينية ومطالبة اسرائيل بالانسحاب من الاراضي المحتلة واستمرار فضح السياسة الاسرائيلية فان هذا لا يكون تطبيعا بل نضالا مشروعا للوصول الى الحقوق الوطنية الفلسطينية.
ما تقوم به حماس من اتصالات مع اسرائيل من اجل ما تدعيه بمحاولاتها للتوصل الى هدنة طويلة الامد مقابل اعتراف اسرائيل بشرعية حكم حماس في القطاع هو شكل من اشكال التطبيع لان الشرط والمشروط لا يتعلق بأهداف استراتيجية فلسطينية تسعى حماس لتحقيقها بل ان سعيها يقتصر على حصول حماس على شرعية اسرائيل لإقامة مشروع الاخوان المسلمين في قطاع غزة وتكون حماس بذلك قد ارتكبت اخطاء استراتيجية فادحة وفاضحة بإعطاء شرعية لإسرائيل في استمرار احتلالها للأراضي وكذلك اقامة كيان غريب على ارض فلسطينية يخدم المشروع الاخواني وهذه هي قمة التطبيع مع اسرائيل.

خاص بمركز الإعلام

أخبار ذات علاقة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

أهم الأخبار

اخترنا لكم

المكتب الإعلامي الفلسطيني في أوروبا