الرئيسيةمختاراتمقالاتبعيدا عن الإنشاء والشعارات فحركة فتح ليست قاربا نغادره

بعيدا عن الإنشاء والشعارات فحركة فتح ليست قاربا نغادره

بقلم: رائد الدبعي

فتح ليست قاربا نغادره مع اشتداد الرياح، ولا فندقا ننفض عنه إن ساء الأداء، ولا أرى بالاستقالة ومغادرة صفوف الحركة طريقة صحيحة للتعبير عن الغضب والاحتجاج، ولا هي أسلوب صحيح للتعبير عن محبة الحركة، والحرص على تاريخها، فقد تابعت باهتمام ما نشره مجموعة من الأخوة عبر صفحاتهم من مغادرة صفوف الحركة، تعبيرا عن رفضهم لما آلت إليه أمور مدينة نابلس خلال الأزمة الأخيرة، وهنا أقول لمن كان لي شرف العمل النقابي والطلابي بصحبته، أو لمن كان لي شرف معرفته، والعمل التنظيمي معه في الشعب والمناطق والأحياء:
1- فتح وعبر مسيرتها النضالية المزروعة بالشوك والألم والجراح، تعرضت لفترات جزر وتراجع، مثلها مثل كل حركات التحرر الوطني، في الجزائر، وفيتنام، وجنوب إفريقيا، إلا أن ما جعلها تكمل الدرب، وتواصل التقدم على الرغم من كل المؤامرات، هم أبنائها المخلصين، الذين سطروا في الكرامة، وشقيف، والبلدة القديمة، ومخيم جنين، وقطاعنا الصامد ملاحم بطولية رسمت بالدم والفداء خارطة الوطن، ولو غادرها المخلصين من أبنائها مع كل موجة جزر، وهبوب ريح، لما صمدت اليوم، ولا كنا نحدث اليوم أجيالنا حكايا الفسفوري، ودلال المغربي ، ونايف ابو شرخ ، والسركجي، والكرمي، وكل الأبرار من شهداء وأسرى وجرحى شعبنا .
2- فتح مسيرة من النضال، والمقاومة، والفداء، يكفي أن تقرأ مذكرات جولدا مائير، ووصفها لمقاتلي فتح، وبطولتهم، لتعلم ان انتمائك لفتح الفكرة، وفتح المشروع، وفتح الرسالة، هو شرف، وفخر، وعباءة عز تزين أكتاف الرجال، وما مغادرتها في هذا الظرف إلا خطأ فادح، واجتهاد في غير مكانه .
3- لا أرى أن الفيس بوك هو المكان الصحيح للتعبير عن مواقفنا الحركية، فلكل منا اجتهاداته الخاصة حول مواقف الحركة، وسياساتها على كافة الصعد، ولكل منا ملاحظاته العديدة حول الاداء، إلا أن القنوات التنظيمية، كانت وستبقى دائما هي المكان الوحيد للتعبير عن ملاحظاتنا، أو حتى للإعلان عن مغادرة صفوف حركتنا.
4- فتح باقية، لانها فكرة، ولانها شجرة، جذرها ثابت مروي بدماء الابرار من الشهداء، وساقها تمتد من بطن الارض الى عنان السماء بوحدة ابنائها، ونضالهم، ولان كل ورقة بها تحمل سيرة بطل، او تاريخ مجيد من نضالات شعبنا البطل، ولانها لا شرقية ولا غربية، إنما كانت وستبقى دائما وابدا فلسطينية فلسطينية.
5- ليس هناك من فتحاوي في كل ارجاء الأرض، ابتداءا من رئيس الحركة، مرورا بلجنتها المركزية، ومجلسها الثوري، واقاليمها، ومناطقها وشعبها، ومكاتبها الحركية، ولجانها، وشبيبتها وكل الحريصين عليها، دون ملاحظات حول واقع الحركة، والتحديات التي تواجهها، بفعل عوامل كثيرة ومتشابكة، لعل أداء قيادتها، ورخاوتها أحد أبرزها، إلا أن ذلك لا يبرر بأي حال من الأحوال التعامل معها على انها جمعية اهلية أو حزب سياسي، إنما هي حركة تحرر وطني، يستوجب انتماؤنا للوطن القتال من داخلها، والدفاع عنها وعن تاريخها، لا الانسحاب.

أخبار ذات علاقة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

أهم الأخبار

اخترنا لكم

المكتب الإعلامي الفلسطيني في أوروبا