الرئيسيةمختاراتتقارير وتحقيقاتقيادات فلسطينية تتحدث لوطن.. اتفاق اوسلو بعد 23 عاماً، الى أين؟ المرحلة...

قيادات فلسطينية تتحدث لوطن.. اتفاق اوسلو بعد 23 عاماً، الى أين؟ المرحلة الانتقالية التي لا تنتهي

يصادف اليوم 13 أيلول “ذكرى” توقيع اتفاق أوسلو عام 1993. منذ تلك اللحظة والقيادة الفلسطينية بكافة مركباتها تدور في فلك الحديث عن هذا الاتفاق، ومدى جدواه، وآثره على القضية الفلسطينية، عوضاً عما قاد اليه من انقسام داخلي بين مؤيد للاتفاق ومعارض له، جاء الانقسام بين قطاع غزة والضفة الغربية، وتضاعف الاستيطان، وتم بناء جدار الفصل العنصري، و محاصرة قطاع غزة، مع مزيد من الاستيطان والتهويد للقدس.
وان تميزت هذه السنوات بمماطلة حزب العمل الاسرائيلي في التطبيق، فان حكومات الليكود داست الاتفاق بدباباتها في اجتياحات الانتفاضة الثانية.
اتفاق اوسلو او ما عرف باتفاق اعلان المبادئ، تم توقيعه بين منظمة التحرير الفلسطينية واسرائيل برعاية أمريكية منحازة، كان بمثابة التفاف كما وصف في حينه على المفاوضات التي جرت في مدريد عام 1991 برعاية دولية.
“وطن” تحدثت الى قياديين في الفصائل الفلسطينية، ليقف المواطن الفلسطيني على تقييمهم لهذا الاتفاق ومستقبله وجوانبه المختلفة.

كيف استغلت اسرائيل اتفاق اوسلو؟
قال نبيل شعث عضو اللجنة المركزية لحركة فتح ومسؤول العلاقات الخارجية فيها، لوطن،ان اسرائيل استغلت الاتفاق لبناء مزيد من الاستيطان وسرقة أرضنا، وتقسيمنا الى ضفة وغزة والاحتفاظ بآلاف الاطفال في السجون والاعتداء على كل مقدسات شعبنا.
من جانبه قال الناطق الاعلامي والقيادي في حركة حماس سامي أبو زهري لوطن، “ان اتفاق اوسلو شكل كارثة حقيقية وخطأ استراتيجيأ تعرض له الشعب الفلسطيني ولا زلنا نتجرع نتائج اوسلو الكارثية، وبعد مرور هذه السنوات الطويلة على اوسلو ثبت انه كان خطأ استراتيجيا يجب ان تزال آثاره وان يعاد الاعتبار لمشروع التحرر الوطني بعيدا عن الخضوع للاملاءات ومشاريع التسوية”.
وفي ذات السياق قال عضو اللجنة التنفيذية واصل أبو يوسف لوطن، “انه ثبت بالشكل الملموس ان اتفاق اوسلو كان اتفاقا كارثيا على الشعب الفلسطيني”.
واضاف ابو يوسف، انه منذ توقيع اتفاق أوسلو تغول الاحتلال الاسرائيلي بكل حكوماته المتعاقبة على شعبنا الفلسطيني وعلى ارضه من اجل محاولة شطب حقوق الشعب الفلسطيني وفرض وقائع على الارض من خلال استيطان استعماري ومحاولة تصفية الشعب الفلسطيني، ومحاولة فرض الواقع على الارض، وعزل مدينة القدس، وبناء جدار الفصل العنصري، كل ذلك للحيلولة دون وصول الشعب الفلسطيني لحقوقه بالعودة، وتقرير المصير واقامة دولة فلسطينية مستقلة وعاصمتها القدس.

كيف تعامل الجانب الفلسطيني مع اتفاق أوسلو، وما هي الاخطاء التي تم ارتكابها؟
قال شعث،”كنا نأمل ان تنتهي الفترة الانتقالية بعد عامين من توقيع اتفاق اوسلو وخلال 5 سنوات يصبح هناك دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس ولكن هذا للأسف الشديد لم يحدث.
وأضاف شعث “أن هذا الاتفاق كان له بعض الفوائد، تمثلت في عودة ابو عمار الى الوطن و9 آلاف مقاتل فلسطيني، وعاد تقريبا 30 الف فلسطيني وهذا كان شيئا جيدا، وبدأنا في بناء مؤسسات الدولة واعترف بنا العالم ، ولكن بعد قتل رابين أتى بنتنياهو وانتهت الفترة الايجابية”.
وأشار شعث الى أنه “كان هناك اخطاء في اتفاق اوسلو، تمثلت في عدم الوضوح فيما يتعلق بالوقف الكامل للاستيطان، ولم يكن هناك وضوح ماذا سيحدث في القدس، وان جميع الصيغ كانت عبارات تخطاها الاسرائيليون بدعم من الامريكان، وتهاون من الاشقاء العرب”.
من جانبه قال أبو زهري “أن اتفاق اوسلو كان على حساب التحرر ومشروع المقاومة، ووفر غطاءا للاحتلال لمواصلة جرائمه بحق الشعب الفلسطيني، وبحق المقدسات وتكثيف الاستيطان ونهب الاراضي عدا عن اعداة تلميع صورة الاحتلال امام العالم بعد ان تنازل الفلسطينيون عن جزء من حقوقهم”.
واعتبر أبو زهري أن “اوسلو” مثل تنازلا عن معظم الاراضي الفلسطينية المحتلة في العام 1948 واصبح الاحتلال دولة معترف بها فلسطينيا ، ومعترف بها على ما احتلته من ارضنا عام 1948، وبات البعض يعتبر ان فلسطين هي غزة والضفة والقدس.
وقال أبو يوسف، “أن اتفاق اوسلو لم يحق أي انجاز على صعيد القضية الفلسطينية بل على العكس من ذلك كان هناك محاولة لتكبيل الشعب الفلسطيني، ومحاولة تيئيس الشعب الفلسطيني”.

اتفاق أوسلو وأثره على العلاقات الداخلية بما فيها الانقسام؟
قال نبيل شعث “ان اسرائيل سعت وتسعى لفصل الضفة الغربية عن قطاع غزة، وكان هذا واضح من خلال انسحابها من القطاع وحصاره، ولكن هذا لا يعفي القيادات الفلسطينية من المسؤولية عن الانقسام، وهناك مسؤولية على حماس وعلى السلطة الفلسطينية، الانقسام حدث في البداية، ولكن كان هناك فشل في انهائه والتخلص من آثاره.
وأضاف شعث أن اسرائيل حاولت ان تفصل الضفة الغربية عم قطاع غزة ولكن هذا الفصل ما كان بالامكان تحقيقة لولا أننا كقيادات لم نعي ولم نبذل الجهد الكافي لاستعادة الوحدة ولتجنب الانقسام.
من جانبه اعتبر أبو زهري أن اتفاق اوسلو كان سببا في “تحول جزء من أبناء شعبنا الى حماية امن الاحتلال تحت عنوان ان هذا جزء من المشروع الوطني”.

ما هو البديل؟
وعن البدائل المطروحة والخطط المستقبلية التي تتبناها القيادة الفلسطينية للخروج من مأزق اوسلو وقيوده، أوضح شعث، “نحن نناضل بالكفاح الشعبي، والنضال الدولي والمطلوب ليس انهاء اتفاق اوسلو وانما انهاء الاحتلال الاسرائيلي، وبالتالي اقامة دولة فلسطينية عاصمتها القدس، وعودة اللاجئين ولا احد يطالب بعودة اتفاق أوسلو.
وأشار شعث، “أن هناك خططا تم تطويرها عبر السنين الماضية في مواجهة الاحتلال الاسرائيلي الذي يفرض علينا نظام فصل عنصري، ونظام احلالي، والخطط تنبثق من اطارين أساسيين وهما ، المواجهة الشعبية الشاملة التي تتصاعد وتتراجع بسبب ظروف عديدة ، وهذه المواجهة تجدها في انتفاضات عديدة خاضها الشعب الفلسطيني، وفي حركة المقاطعة ذات الامتدادات العالمية والتي تعرف بـ BDS ،و في اشكال مختلفة ، ومواجهة اسرائيل في كل المؤسسات الدولية والحصول على الاعترافات الدولية ، ويتطلب ذلك تعزيز الوحدة الوطنية.
من جانبه قال واصل أبو يوسف ان المطلوب هو الخروج من اطار اتفاق اوسلو وكل مكوناته ، سواء الاتفاق الامني “التنسيق الامني”، أوالاتفاق الاقتصادي “اتفاق باريس”، او كل ما كبل الشعب الفلسطيني من اجل استمرار مقاومته ،والتأكيد على الوحدة وانهاء الانقسام، وتوحيد كل طاقات الشعب الفلسطيني في معركة الحرية والاستقلال”.
ودعا أبو يوسف لتطبيق قرارات المجلس المركزي والتي تشمل التخلص من كل ما يكبل الشعب الفلسطيني من اتفاق امنية او اقتصادية، وعزل الاحتلال وعدم التطبيع معه، وفرض المقاطعة على اسرائيل، وتدويل القضية الفلسطينية والاستمرار في التوجه الى المؤسسات الدولية، والابتعاد عن المفاوضات المباشرة التي كانت طوال فترة أوسلو برعاية امريكية منحازة.
وقال أبو زهري، أنه حتى لو لم يكن هناك بديل، لا يجوز ان يتنازل الفلسطينيون عن حقوقهم الوطنية، “الاصل ان نتشبث في حقوقنا حتى يتوفر لنا بديل، وفي المقابل المقاومة حققت نتائج مهمة وهي دحر الاحتلال عن قطاع غزة”.

وطن للأنباء

أخبار ذات علاقة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

أهم الأخبار

اخترنا لكم

المكتب الإعلامي الفلسطيني في أوروبا