الرئيسيةأخبارعربية ودوليةسعد الحريري يؤيد ترشيح ميشال عون حليف حزب الله لرئاسة لبنان

سعد الحريري يؤيد ترشيح ميشال عون حليف حزب الله لرئاسة لبنان

رويترز – أعلن رئيس وزراء لبنان السابق سعد الحريري يوم الخميس 20 أكتوبر 2016 دعمه لترشيح خصمه السياسي ميشال عون حليف حزب الله لرئاسة الجمهورية في خطوة قد تساعد على إنهاء الجمود السياسي في البلاد.

وقال الحريري في مؤتمر صحفي بثته قنوات تلفزيونية محلية “بناء على نقاط الاتفاق التي وصلنا إليها أعلن اليوم أمامكم عن قراري تأييد ترشيح العماد ميشال عون لرئاسة الجمهورية.”

ويعاني لبنان من أزمة سياسية منذ فشل البرلمان في انتخاب رئيس قبل عامين وفي ظل وجود حكومة مشلولة مما تسبب في انهيار العديد من الخدمات الأساسية وإحياء المخاوف من انزلاق البلاد في نهاية المطاف نحو حرب أهلية.

وقال الحريري أمام مجموعة من نواب ووزراء تيار المستقبل أن كل المساعي لملء الفراغ في موقع رئاسة الجمهورية فشلت ولم يبق سوى خيار واحد “العماد ميشال عون.”

وأضاف “بناء على نقاط الاتفاق التي وصلنا إليها أعلن اليوم أمامكم عن قراري تأييد ترشيح العماد ميشال عون لرئاسة الجمهورية. هذا قرار نابع من ضرورة حماية لبنان وحماية النظام وحماية الدولة وحماية الناس لكنّه مرة جديدة قرار يستند إلى اتفاق بأن نحافظ معا على النظام ونقوّي الدولة ونعيد إطلاق الاقتصاد ونحيد أنفسنا عن
الأزمة السورية.”

ومضى يقول “هذا اتفاق يسمح لي أن أعلن تفاؤلي بأنّنا بعد انتخاب رئيس الجمهورية سنتمكّن من إعادة شبك أيدينا معا لنقوم بإنجازات يفيد منها كل مواطن ومواطنة ولنعزز أمننا الداخلي ووحدتنا الوطنية في وجه كل الحرائق المشتعلة حولنا ونعود لنجعل من لبنان
نموذجا للدولة الناجحة والعيش الواحد الحقيقي في منطقتنا والعالم.”

ومضى يقول “إنّنا نحن والعماد ميشال عون وصلنا في حوارنا أخيرا إلى مكان مشترك اسمه الدولة والنظام. هو لا يريد للدولة والنظام أن يسقطا ولا نحن نريد لهما ذلك…وأخيرا وليس آخرا وصلنا لاتفاق على تحييد دولتنا .. الدولة اللبنانية بالكامل .. عن الأزمة في سوريا.”

ومن المقرر أن ينعقد البرلمان في 31 أكتوبر تشرين الأول للمرة 46 لانتخاب رئيس منذ انتهاء ولاية الرئيس السابق ميشال سليمان عام 2014 ومنذ ذلك الحين فشلت كل المحاولات لتأمين النصاب القانوني المطلوب للانتخاب أي ثلثي أعضاء المجلس المؤلف من 128 نائبا.

وخطوة الحريري الذي يتزعم الجماعة السنية في البلاد ويعارض منذ أمد طويل جماعة حزب الله الشيعية حليفة عون من شأنها أن تكسر حدة الاستقطاب السياسي في البلاد.

ومع ذلك فان عون لا يزال أمامه عقبات كبيرة نحو انتخابه رئيسا للبلاد من قبل البرلمان بما في ذلك معارضة نبيه بري السياسي صاحب النفوذ وهو رئيس البرلمان ورئيس حركة أمل الشيعية وحليف حزب الله.

وأعرب أربعة من الأعضاء البارزين في كتلة تيار المستقبل في البرلمان من بينهم رئيس الكتلة ورئيس الوزراء السابق فؤاد السنيورة للصحفيين عن رفضهم التصويت لعون. وقال وزير الاتصالات بطرس حرب حليف الحريري أيضا عن رفضه لما اسماه “الابتزاز السياسي”.

ورحب حزب الله بالمؤشرات الإيجابية التي من شأنها إنهاء حالة الفراغ الرئاسي وقال بيان لكتلة حزب الله في البرلمان بعد اجتماعها “إنها ترقبُ الخطواتِ العَملية والضَرورية ضمن مَسار جدّي يؤدي إلى إنجاز الاستحقاق ويطلق دينامية العمل المنتظم في مؤسسات الدولة
كافة.”

وأكد البيان “أن التفاهم والانفتاح الإيجابي المتبادلين بين ممثلي المكونات السياسية في البلاد هما أمران مطلوبان أكثر من أي وقت مضى ومن شأنهما تعزيز مناخ التعاون وتسهيل المهام المترتبة قبل إنجاز الاستحقاق وبعده.”

ومنصب الرئيس في لبنان المخصص للمسيحيين الموارنة ضمن نظام لتقاسم السلطة بين الطوائف شاغر منذ أكثر من عامين ونصف العام بسبب الصراع السياسي. وعون هو سياسي مخضرم في الثمانينات من عمره.

ويتزعم عون أكبر كتلة مسيحية في البرلمان الذي تم انتخابه في 2009 عندما أجريت آخر انتخابات في البلاد. وأضحى عون حليفا لحزب الله منذ عام 2006.

وكان عون شخصية هامة أبان الحرب الأهلية التي دارت بين عامي 1975 و1990وقد تولى منصب قائد الجيش وترأس إحدى حكومتين متنافستين خلال السنوات الأخيرة من الحرب حتى أجبرته القوات السورية على مغادرة القصر الرئاسي إلى المنفى.

وعاد إلى البلاد في 2005 بعد انسحاب الجيش السوري تحت ضغط دولي عقب اغتيال رفيق الحريري.

وقاد الحريري (46 عاما) تحالف قوى “14 آذار” ضد تحالف حزب الله وحلفائه بما في ذلك عون بعد اغتيال والده رفيق الحريري في عام 2005 ولا يزال من أشد المنتقدين لحزب الله الذي يقاتل في سوريا دعما للرئيس بشار الأسد.

وأدى التناحر الذي تفاقم بسبب الصراع الإقليمي إلى إصابة الحكومة اللبنانية برئاسة رئيس الوزراء تمام سلام بالشلل.

وفي حين تجنب لبنان هذا النوع من الصراعات التي شهدتها سوريا المجاورة فان السياسيين المتناحرين فشلوا في حل المشاكل الأساسية في البلاد.

وشكر عون الحريري على ترشيحه وقال بعد زيارته الزعيم السني “نتمنى من الآن وصاعدا أن يكون عهدا جديدا في لبنان بين كل مكوناته ونلتقي في وطن مزدهر مطمئن لمستقبله.”

وأضاف للصحفيين “طبعا الانقسام السياسي موجود وهذا نحن ما نسعى إلى جمعه ونعيد ترتيب الوحدة الوطنية لأن هي أهم شيء في المحافظة على لبنان وعلى استقلاله وسيادته.”

أخبار ذات علاقة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

أهم الأخبار

اخترنا لكم

المكتب الإعلامي الفلسطيني في أوروبا