الرئيسيةمختاراتتقارير وتحقيقاتحتى تضع التدريبات أوزارها

حتى تضع التدريبات أوزارها

الحارث الحصني

تخلق التدريبات العسكرية الاسرائيلية التي يجريها الاحتلال على مدار عقود من الزمن، بالقرب من بيوت المواطنين في خربة “ابزيق” والمناطق القريبة منها شرق طوباس، منذ بدايتها حتى انتهائها الكثير من الأمور التي تضيق الخناق على المواطنين.

يوم أمس أخطر الاحتلال 14 عائلة تسكن الخربة منذ أكثر من خمسة عقود، بإخلاء منازلها اليوم الاثنين من الساعة الثالثة والنصف عصرا حتى الساعة التاسعة والنصف من صباح يوم غد الثلاثاء.

التوقيت ذاته سيتكرر ابتداء من الثالثة والنصف عصرا، حتى التاسعة والنصف من يوم الأربعاء.

إذن… ليلتين في العراء البارد.

وخربة ابزيق واحدة من الخرب والمضارب المنتشرة على سفوح الجبال الشرقية لمدينة طوباس، والمطلة على الشريط الحدودي مع الأردن، وتعتمد العائلات الساكنة فيها على تربية المواشي بالمرتبة الأولى، علاوة على زراعة المحاصيل الحقلية.

تسكن في الخربة العديد من عائلات التركمان منذ سنوات طويلة، في بيوت القش والطين، تمتد اصولها إلى تجمعات عديدة من بدو فلسطين، وتعاني هذه المنطقة من افتقار البنية التحتية، بسبب منع الاحتلال المواطنين من اقامة أية مشاريع فيها.

الخبير في شؤون الاستيطان والانتهاكات الاسرائيلية عارف دراغمة يقول لــ”وفا”، يقوم الاحتلال سنويا بعمليات “تضييق خناق” ممنهجة بحق مواطني الخربة، وانتهاكات متواصلة ومستمرة.

وقد سُجلت في ابزيق اكثر من 40 عملية اخلاء بحق المواطنين في السنوات القليلة الماضية، إذ رحل الاحتلالُ سكان المنطقة لفترات طويلة في ظل ظروف صعبة واجواء جوية متقلبة.

قبل ثلاث سنوات، كانت المرة الأولى التي يُرحّل فيها الاحتلال سكان المنطقة ليلا لإجراء التدريبات العسكرية.

لكن هذه المرة في أجواء أشد صعوبة من سابقاتها… اخلاء مرتين في الليل الطويل البارد.

يقول هايل تركمان وهو أحد سكان منطقة ابزيق منذ عام 1948، وقد أخطرته قوات الاحتلال بضرورة ترك منزله؛ بحجة التدريبات، سيتوجب عليه وعائلته المبيت في “المغر” المنتشرة في بطون الجبال البعيدة عن مرمى نيران الاحتلال.

الرجل الذي يعيل سبعة أفراد أكبرهم لم يتجاوز 15 عاما، يخشى على أطفاله من المبيت ليلا، لذا يفكر بإرسالهم إلى أقربائه في جنين.

في هذه الحالات يرى تركمان أنه من الأفضل أن يتغيب الأطفال عن مدارسهم، بعد خروجهم بخفي حنين من منازلهم دون القرطاسية.

في الوضع الاعتيادي، يسير أطفاله يوميا مسافة “7” كيلو متر، من منازلهم حتى مدرستهم في رابا.

أما الأغنام والمواشي فتبقى في أماكنها.

اعتاد مواطنو المنطقة منذ أكثر من خمسة عقود، على السكن شتاءً في الخربة، والعودة صيفا إلى سهل جنين، طلبا للماء، لكن في السنوات الثلاثة الماضية ظلوا مقيمين بالقرب من الخربة بعد أن توفرت المياه.

بالأمس، لم يكتف الاحتلال بإخطار المواطنين بإخلاء منازلهم، فقد صادر أيضا جرارا زراعيا للمواطن نزيه نغنغيه، رغم عدم تواجده في المنطقة القريبة من تجمع حشود الاحتلال المشاركة في التدريبات.

أخبار ذات علاقة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

أهم الأخبار

اخترنا لكم

المكتب الإعلامي الفلسطيني في أوروبا